رفع الغطاء عن سليمان

نبض الحياة
رفع الغطاء عن سليمان
عمر حلمي الغول
الأسبوع الماضي قام المدعو جمال سليمان، رئيس مجموعة من القتلة بإعدام إبن عديله في مخيم المية ومية المحاذي لمخيم عين الحلوة في صيداعلى مرآى ومسمع من ابناء المخيم وفي وضح النهار بذريعة، انه كلف من إحدى القيادات الوطنية بإغتياله، وقام مدعي الإسلام التكفيري بقتل الشاب دون وازع أخلاقي أو ديني أو قانوني، ودون أدنى المعايير القيمية، وكأنه بعملية القتل الأخيرة يعيد مجددا إنتاج زمن الدواعش في المخيمات الفلسطينية، حيث فرض قانون الغاب، ومنطق أخذ القانون باليد دون محاكمة عادلة للمغدور.
ولمن لا يعرف، فإن جمال سليمان، كان للأسف أحد مناضلي حركة فتح، ولكن بعد التطورات الدراماتيكية، التي شهدتها المخيمات والوجود الفلسطيني بعد خروج مركز القرار الفلسطيني من لبنان في ثمنينيات القرن الماضي، ومع صعود التيارات الدينية الإسلاموية التكفيرية، تمرد (سليمان) على حركته الأم، وبدا يمارس دور البلطجي، وفتح دكانا بعنوان "بندقية للإيجار" لكل من يدفع، ومارس الخوة والمافيوية داخل وخارج المخيم وحيثما تمكن من الوصول إلى المطلوب تصفيتهم وإغتيالهم. ووقف وراء العديد من عمليات القتل والإعدام لكوادر حركة فتح القيادية وأبناء المخيمات الأبرياء. وباع نفسه لكل من يدفع من القوى النافذة في الساحة اللبنانية، التي إستمد نفوذه من خلال دعمها له.
لكن هذة القوى (حزب الله، وسوريا، والسلطة اللبنانية وغيرهم) شعرت مؤخرا ان سليمان أمسى عبئا عليها، ولم يعد يركن إليه، أو بالأحرى إنتهى دوره ووظيفته، مما دفعها لرفع الغطاء عنه، ليس هذا بل مطالبة قيادة منظمة التحرير عموما وحركة فتح خصوصا تسليمه لها، أو التخلص منه، وتمت تحركات جدية على الأرض من قبل الجيش والمؤسسة الأمنية اللبنانية للقضاء على الظاهرة الخبيثة (ليس حبا ولا دفاعا عن ابناء الشعب الفلسطيني، ولا حماية لهم، وإنما لإعتبارات أمنية لبنانية، وقد يكون أبعد من ذلك)، وأفادت بعض المصادر المطلعة، ان مقاتلين من حزب الله قد يشاركوا تحت غطاء الجيش اللبناني في عملية عسكرية واسعة لتصفية ظاهرة سليمان، مما دفع جماهير المخيمات للهرب منها، ولم يبق فيها سوى من لا مأوى له خارج المخيمات. والنتيجة أن الظاهرة المذكورة آنفا أصبحت في عداد المنتهية، أو هي على طريق التصفية. رغم أن العملية قد تحمل أخطارا وتداعيات عديدة ستلقي بظلالها على ابناء الشعب العربي الفلسطيني في مخيمات الجنوب اللبناني، وليس على مخيمي المية ومية وعين الحلوة فقط.
الإستخلاص الهام جدا القديم الجديد، الذي يفترض ان يتذكره كل إنسان، ليس في فلسطين، إنما في كل اصقاع الدنيا، الجواسيس والعملاء والجماعات والعصابات المأجورة، مهما كان إسمها واليافطات التي ترفعها لتغطي على دورها الإرتزاقي، وبغض النظر عمن يقف خلفها في زمن معين، ومهما علا شأنها ونفوذها في مكان ما، فإنها لا محالة ستدفن بأيد من عملت لحسابهم، عندما تنتهي مهمتها ووظيفتها الإستعمالية. وهذا قانون قديم جديد، العملاء والمشبوهين وقطاع الطرق القتلة مصيرهم مزبلة التاريخ، وطي صفحتهم دون الأسف عليهم، لإنه لا ثمن لهم، وأغلى ثمن لحياتهم وخدماتهم الإرتزاقية، هو قيمة الطلقات أو العبوات المتفجرة، التي تستخدم لتصفيتهم.
[email protected]
[email protected]
رفع الغطاء عن سليمان
عمر حلمي الغول
الأسبوع الماضي قام المدعو جمال سليمان، رئيس مجموعة من القتلة بإعدام إبن عديله في مخيم المية ومية المحاذي لمخيم عين الحلوة في صيداعلى مرآى ومسمع من ابناء المخيم وفي وضح النهار بذريعة، انه كلف من إحدى القيادات الوطنية بإغتياله، وقام مدعي الإسلام التكفيري بقتل الشاب دون وازع أخلاقي أو ديني أو قانوني، ودون أدنى المعايير القيمية، وكأنه بعملية القتل الأخيرة يعيد مجددا إنتاج زمن الدواعش في المخيمات الفلسطينية، حيث فرض قانون الغاب، ومنطق أخذ القانون باليد دون محاكمة عادلة للمغدور.
ولمن لا يعرف، فإن جمال سليمان، كان للأسف أحد مناضلي حركة فتح، ولكن بعد التطورات الدراماتيكية، التي شهدتها المخيمات والوجود الفلسطيني بعد خروج مركز القرار الفلسطيني من لبنان في ثمنينيات القرن الماضي، ومع صعود التيارات الدينية الإسلاموية التكفيرية، تمرد (سليمان) على حركته الأم، وبدا يمارس دور البلطجي، وفتح دكانا بعنوان "بندقية للإيجار" لكل من يدفع، ومارس الخوة والمافيوية داخل وخارج المخيم وحيثما تمكن من الوصول إلى المطلوب تصفيتهم وإغتيالهم. ووقف وراء العديد من عمليات القتل والإعدام لكوادر حركة فتح القيادية وأبناء المخيمات الأبرياء. وباع نفسه لكل من يدفع من القوى النافذة في الساحة اللبنانية، التي إستمد نفوذه من خلال دعمها له.
لكن هذة القوى (حزب الله، وسوريا، والسلطة اللبنانية وغيرهم) شعرت مؤخرا ان سليمان أمسى عبئا عليها، ولم يعد يركن إليه، أو بالأحرى إنتهى دوره ووظيفته، مما دفعها لرفع الغطاء عنه، ليس هذا بل مطالبة قيادة منظمة التحرير عموما وحركة فتح خصوصا تسليمه لها، أو التخلص منه، وتمت تحركات جدية على الأرض من قبل الجيش والمؤسسة الأمنية اللبنانية للقضاء على الظاهرة الخبيثة (ليس حبا ولا دفاعا عن ابناء الشعب الفلسطيني، ولا حماية لهم، وإنما لإعتبارات أمنية لبنانية، وقد يكون أبعد من ذلك)، وأفادت بعض المصادر المطلعة، ان مقاتلين من حزب الله قد يشاركوا تحت غطاء الجيش اللبناني في عملية عسكرية واسعة لتصفية ظاهرة سليمان، مما دفع جماهير المخيمات للهرب منها، ولم يبق فيها سوى من لا مأوى له خارج المخيمات. والنتيجة أن الظاهرة المذكورة آنفا أصبحت في عداد المنتهية، أو هي على طريق التصفية. رغم أن العملية قد تحمل أخطارا وتداعيات عديدة ستلقي بظلالها على ابناء الشعب العربي الفلسطيني في مخيمات الجنوب اللبناني، وليس على مخيمي المية ومية وعين الحلوة فقط.
الإستخلاص الهام جدا القديم الجديد، الذي يفترض ان يتذكره كل إنسان، ليس في فلسطين، إنما في كل اصقاع الدنيا، الجواسيس والعملاء والجماعات والعصابات المأجورة، مهما كان إسمها واليافطات التي ترفعها لتغطي على دورها الإرتزاقي، وبغض النظر عمن يقف خلفها في زمن معين، ومهما علا شأنها ونفوذها في مكان ما، فإنها لا محالة ستدفن بأيد من عملت لحسابهم، عندما تنتهي مهمتها ووظيفتها الإستعمالية. وهذا قانون قديم جديد، العملاء والمشبوهين وقطاع الطرق القتلة مصيرهم مزبلة التاريخ، وطي صفحتهم دون الأسف عليهم، لإنه لا ثمن لهم، وأغلى ثمن لحياتهم وخدماتهم الإرتزاقية، هو قيمة الطلقات أو العبوات المتفجرة، التي تستخدم لتصفيتهم.
[email protected]
[email protected]
التعليقات