كتاب أمريكي يتساءل.. أين ذهبت أموال صدام حسين؟

كتاب أمريكي يتساءل.. أين ذهبت أموال صدام حسين؟
الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين
رام الله - دنيا الوطن
نشرت صحيفة (تليغراف) البريطانية، نقداً لكتاب أستاذة العلوم السياسية في جامعة ستانفورد، ليزا بليدس، حول أموال الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، حيث فسرت الصحيفة، اختفاء أموال صدام بالكامل خلال السنوات الماضية.

ووفقًا لكتاب (دولة القمع)، الذي صدر أيام، فإن "سبب انهيار العراق بعد الغزو الأميركي في 2003، انتشار الحرب الأهلية بشكل غير مسبوق في بلد عربي، حيث خلق الغرب نزاعاً طائفياً بين المسلمين السنة والشيعة".

وبحسب وكالة (سبوتنيك) الروسية، فقد اختار الكتاب ما وصفته بـ (ولاية القمع)، حيث اعتمد على بعض المواد الأرشيفية من مكتب حزب البعث الذي كان يقوده صدام حسين، في محاولة لفهم العلاقة بين الحاكم وشعبه"، متسائلاً: "لماذا استمر صدام في السلطة، ولماذا وافقه الشعب، ولماذا انهار ببطء كبير؟".

وأضاف أن "صدام أمن ولاءه لدى الشعب العراقي عن طريق توزيع الهدايا من أموال وشاشات مرئية، وسيارات"، مشيراً إلى أنه "نتيجة لسياسة الرئيس العراقي الأسبق المانحة من هدايا وهبات، جعلت صدام يرتكب سلسلة من الأخطاء التي قادته خطوة بخطوة إلى نقص في الأموال"، مشيرًا إلى أنه "في 1980، بدأت الحرب العراقية- الإيرانية، على انتزاع ملكية الأرض، خاصة بعد صعود المذهب الشيعي، الذي قاد به المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي كل إيران".

وأردفت أن "التيار الشيعي صعد في تلك الفترة بدرجة كبيرة، حتى أن صدام حسين دفع العديد من الأموال لجذبهم إلى صفه، فأنفق للاحتفال بتاريخ التيار الشيعي، وتزيين مزاراتهم".

وبحسب الكتاب الأميركي، فإن "أمام كل من سقط في الحرب العراقية- الإيرانية، وهب صدام حسين لأسر الضحايا أموالا وهدايا سيارات فاخرة، وافق صدام عام 1988 على وقف إطلاق النار، إلا أنه عاد في 1990 لاسترجاع بالقوة بعض مما خسرته الدولة، بعدما حاول غزو الكويت".

وأوضحت أنه "نتيجة لمحاولات العراق غزو الكويت، دمرت القوى الغربية التي تدخلت في الحرب لحماية الكويت، معظم البنى التحتية، بتكلفة بلغت 126 مليار دولار"، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة أرهقت العراق بالعقوبات القاسية، حتى أن بعض المراقبين الدوليين أكدوا أن تلك العقوبات تسببت في مصرع أكثر من نصف مليون طفل".

وذكرت (تيليغراف) أن "الانهيار الاقتصادي للعراق أدى إلى عقبات سياسية، أبرزها أن صدام حسين، نفذت منه الأموال النقدية ما أدى إلى تقليل نفقاته على مؤيديه، واكتفى بعائلته ومؤيديه في تكريت".

وختمت الصحيفة البريطانية، أن "العراق دخل في عدد من الأزمات نتيجة تمييز صدام حسين للسنة عن الشيعة، حتى وصلت إلى ذروتها باغتيال زعيم التيار الصدري، محمد محمد صادق الصدر، في 1999، حيث أن المخابرات الأميركية لم تعرف ولم يكن لديها شغف معرفة الجاني، إلا أنه بعد 2006 والغزو الأميركي، طلبت واشنطن معرفة الكثير عن التيار الصدري، وقائده الجديد مقتدى الصدر، الذي أصبح في الوقت الحالي، الرجل الأقوى في العراق"، بحسب الكتاب.

التعليقات