المجالس المحلية في محافظة القدس تعلن رفضها لصفقة ترامب

رام الله - دنيا الوطن
اكد رؤساء البلديات والهيئات المحلية في محافظة القدس التفافهم حول القيادة  الفلسطينية والرئيس محمود عباس ودعمهم لموقفه الصلب والواضح  الرافض للمؤامرة الامريكية التي تستهدف القفز عن الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني عبر ما اطلق عليه بـ "صفقة القرن"، عبر تكريس القدس عاصمة لدولة الاحتلال وتصفية قضية اللاجئين وفرض حلول لا ترتقي الى الحد الادنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية.

جاء ذلك في بيان أصدر اليوم رؤساء البلديات والهيئات المحلية في محافظه القدس،بعد لقاء مع د.حسامزملط سفير دولة فلسطين لدى الولايات المتحدة الامريكية ومستشار الرئيس للشؤون الاستراتيجية واللواء عدنان الضميريالمفوض السياسي العام والناطق الرسمي باسم المؤسسة الامنية بحضور ممثلي الدوائر الرسمية والشعبية والفصائل الفلسطينية في مقر بلدية العيزرية، بدعوى من عصام فرعون رئيس البلدية ورئيس المجلس المشترك تمحور حول ما اطلق عليه "صفقة القرن" وحول المساعي الفلسطينية الرامية للتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية . 

وجاء في البيان أننا ،نحن رؤساء البلديات والهيئات المحلية في محافظة القدس والتي عددها تسع وعشرين هيئة محلية وبلدية والتي تمثل مئات الاف المواطنين الفلسطينيين في محافظة القدس، نوجه رسالة الى ترامب والادارة الامريكية التي تعتقد واهمة ان بإمكانها الالتفاف على موقف وقرارالرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية من خلال مخاطبة الشعب الفلسطيني مباشرة بوسائل مختلفة، فإننا كمثلين لهذه الشريحة الكبيرة للشعب الفلسطيني المقدسي ، نشد على أيدي القيادة الفلسطينية ونقول ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد وعنوان الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وان ثقتنا عالية بقدرة قيادتنا السياسية الراسخة لتحقيق المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية . 

واننا إذ نؤكد على ثقتنا بالقيادة السياسية وعلى دعمنا المطلق لمنظمة التحرير الفلسطينية، فإننا نؤكد أيضا على ان الهيئات المحلية تمثل الحاضنة الشعبية للقرار الوطني الفلسطيني المستقل، ونرى في القيادة الفلسطينية ممثلة الرئيس محمود عباس صمام امان وحماية لحقوقنا المشروعة وعلى رأسها انهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية،ونؤكد على اننا كفلسطينيين مسلمين ومسيحيين في خندق واحد للحفاظ على الإرث والحق التاريخي لوجودنا على هذه الأرض . 

وكان سفير فلسطين في واشنطن قد استعرض مواقف الامريكية المتعلقة بالقضية الفلسطينية منذ انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة الامريكية بهدف طي القضية الفلسطينية وتجاوز الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بدءا بمطالبة القيادة الفلسطينية بوقف صرف رواتب اسر الشهداء والاسرى والذي رفضته القيادة الفلسطينية بصورة لا تقبل التأويل، وطلب اغلاق مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف المساعدات الامريكية المقدمة للشعب الفلسطيني، ووقف دفع حصة الولايات المتحدة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الانروا" بهدف انهاء ملف اللاجئين.

وقال ان الادارة الامريكية والكونغرس ظنوا ان القيادة والشعب الفلسطينيين سيرضخون للإملاءات الامريكية، وفاجأتهم المواقف الصلبة للرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني، برفض استقبال نائب الرئيس الامريكي الذي زار المنطقة، وتصويت العالم ضد القرار الامريكي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مؤكدا ان المرحلة الاولى من "مؤامرة القرن" تم افشالها بفعل الصمود الفلسطيني لكن فصول المؤامرة لم تنته بعد.

واشار السفير زملط الى ان الادارة الامريكية بدأت تبحث عن بدائل عبر طرح المشاريع اقتصادية وانسانية على حساب الحقوق الوطنية، مستفيدة من حالة الانقسام الذي يشكل الخاصرة الاضعف في الوضع الفلسطيني، لكن صمود شعبنا على ارضه وتمسكه بارضه وحقوقه ستفشل مساعي ادارة ترامب، وسيرحل الاحتلال وينتصر الشعب الفلسطيني اجلا ام عاجلا.

اللواء ضميري

من جانبه اكد اللواء عدنان ضميري ان الاحتلال وحلفائه يحاولون ضرب الشعب الفلسطيني من الداخل عبر بث الاكاذيب والشائعات واثارة التناقضات الداخلية مستعينة بجيش الكتروني يستهدف تشكيك الشعب الفلسطيني في قدراته وبقيادته، وايهامه بعدم قدرته على مواجهة التحديات.

واكد ان الشعب الفلسطيني ضرب اروع الامثلة في الصمود والثبات والتمسك بحقوقه المشروعة، وان الاجيال المتعاقبة تحمل ارثا وطنيا كبيرا عمده الشهداء العظام وان الاجيال الجديدة اكثر تجذرا وتمسكا وابداعا في مواجهة الاحتلال وافشال مخططاته، كما حدث في مواجهة البوابات الالكترونية التي نصبتها قوات الاحتلال على مدخل المسجد الاقصى المبارك، وهو اليوم بقف بعنفوان لمنع تهجير عرب الجهالين من الخان الاحمر.

واشاد بالمؤسسة الامنية وما تحققه من انجازات تفوق مثيلاتها في العديد من الدول المستقلة في المنطقة، وذلك بفضل تعاون المواطنين والقيم النبيلة المتجذرة في الشعب الفلسطيني، ودعا الى تعزيز هذا التعاون لحماية مجتمعنا من الآفات التي يريد الاحتلال من خلالها افقاد شبابنا انتمائهم الوطني.

وتطرق النقاش في نهاية اللقاء الى اقتحام المسجد الاقصى من قبل المستوطنين اليوم، وما يجري في الخان الأحمر ومسافر يطا تحديدا بلدة سوسيا وفي كل انحاء الضفة من اعتداءات المستوطنين الاجرامية والمدعومة من دولة الاحتلال، هو التفسير الأوضح لصفقة القرن والتي لا تهدف فقط لإزاحة القدس عن الطاولة ولكن أيضا لاستعمار وسرقة ما تبقى من الأرض في الضفة الغربية ومحاولة تأسيس نظام اداري يفصل غزة نهائيا عن عمقها الوطني والسياسي متحججين بالواقع الإنساني

وشدد المتحدثون على ان الفلسطينيين شعبا وقيادة يقف صفا واحدا لإفشال هذه المؤامرة كما افشلنا كل سابقاتها، وان ما يحصل لن يزيدنا الا صمودا وتشبثا بارضنا ومقدساتنا وحقوقنا التي سننتزعها اجلا ام عاجلا . وحيا رؤساء البلديات السفير د.حسامزملط واللواء عدنان الضميري على ما قدماه من توضيح وشرح حول مساعي الإدارة الامريكية ، وحملا الضيفيين رسالة محبة وفخار بالموقف التاريخي والشجاع للرئيس "ابو مازن" امام هذه الهجمة الإسرائيلية الأمريكية .

يذكر ان هذا اللقاء الذي تولى ادارته ناصر نمر عياد مفوض العمل الجماهيري في هيئة التوجيه السياسي والوطني ضم ممثلين عن المجالس البلدية والقرية في كل من العيزرية وابو ديس والسواحرة وبدو والجديرة وقلنديا البلد القبيبة وبيت عنان وبيت سريك وفروش ام اللحم وبيت اكسا وقطنة وبيت حنينا وبير نبالا والجيب وبيت دقو والنبي صمويل ورافات وبيت اجزا والرام وكفر عقب وعناتا والزعيم وجبع وحزما ومخماس والشيخ سعب وعرب الجهالين والخان الاحمر، ومديرية اوقاف القدس واقليم حركة فتح بالقدس وهو اللقاء السابع الذي شارك فيه اللواء ضميري والسفير زملط في مختلف المحافظات الشمالية مع قطاعات جماهيرية ومؤسسات اهلية لوضعها في صورة العلاقة الفلسطينية الامريكية والتحدياتالداخلية والموقف الرسمي حيالها.