صمود الهندي .. قصة نجاح وتحدٍ في استكمال تعليمها ونجاحها في الانجاز

صمود الهندي .. قصة نجاح وتحدٍ في استكمال تعليمها ونجاحها في الانجاز
رام الله - دنيا الوطن
تمكنت السيدة صمود الهندي من ضرب انموذجا رائعا في العزيمة والإرادة الحديدية وحب التعلم، بالرغم من انها ربة منزل وام لخمسة أطفال في الثالثة والثلاثين من عمرها، الا ان ذلك لم يمنعها من تحقيق حلم لطالما راودها، فقد أصرت على ان تنهي تعليمها الذي اوقفته عندما تزوجت في سن الخامسة عشرة، من خلال برامج التعليم غير النظامي الذي وفرته وزارة التربية والتعليم العالي.

صمود أصرت على ان تتحدى نفسها بعد ان شعرت انها اقل من باقي النساء في مثل عمرها، وقد بدأت قصتها عندما توجهت لمدرسة النور لتحفيظ القران الكريم، حيث شعرت انها غير قادرة على مواكبة زميلاتها في الحفظ والتعلم، ويرجع ذلك الى عدم اكمالها تعليمها المدرسي، فكان هذا حافزا لها لتتوجه الى مديرية التربية والتعليم العالي التي بدورها وجهتها نحو برنامج تعليم الكبار وبرنامج التعليم الموازي، وساهمت في وضعها على اول طريق اكمال تعليمها وهو برنامج التعليم الموازي من خلال برنامج التعليم غير النظامي، حيث اشتركت فيه وتمكنت من اجتيازه بنجاح وتفوق خلال عام واحد وذلك بسبب حصولها على تقدير جيد جدا، لكنها لم تكتفي بهذا القدر من التعليم واصرت على الحصول على شهادة الثانوية العامة .

درب صمود لم يكن سهلا، ولم يكن باستطاعتها ان تتقدم لامتحان الثانوية العامة من خلال الدراسة الخاصة، وذلك بسبب عدم تمكنها من توفير تكلفتها المادية، فما كان من قسم التعليم العام في مديرية التربية والتعليم العالي الا ان بادر بمنحها فرصة الدراسة على مقاعد الدراسة العادية في مدرسة الشيماء الثانوية لتقديم امتحان التوجيهي، فكان هذا حافز اخر لها لتنهي تعليمها بنجاح وتكون مثالا يحتذى به لأبنائها ومصدر فخر لزوجها وعائلتها.

وتقول السيدة صمود "على الرغم من الصعوبات فقد لاقيت الدعم والمساندة من كل الأشخاص ح من اسرتي وزوجي ومعلمات ومديرة مدرسة بنات الشيماء الثانوية بالإضافة الى مديرية التربية والتعليم والعالي  وقسم التعليم العام، وتقدمت لامتحان الثانوية العامة في ذات الوقت الذي تقدمت فيه ابنتي، وكانت الفرحة مضاعفة عند اعلان النتائج فقد نجحت بمعدل 67 وتفوقت ابنتي بمعدل 90.7 .

وقد تمنّت الهندي ان تستطيع اكمال دراستها كطالبة جامعية الا ان ظروف عائلتها المادية لا تسمح بذلك، حيث تعتبر ان الأولوية لابنتها لإتمام تعليمها الجامعي.

وتقدمت السيدة صمود الهندي بجزيل الشكر والعرفان لوزارة التربية والتعليم العالي على توفير هذه الفرصة لها ولغيرها لإكمال تعليمها وتحقيق حلمها بان تكون ربة منزل متعلمة ومصدر فخر لأبنائها واسرتها أولا ومصدر فخر لنفسها أيضا.

منى عفانة رئيس قسم التعليم العام في مديرية التربية والتعليم العالي في محافظة قلقيلية اشادت بعزيمة واصرار صمود الهندي وتحقيقها لقصة نجاح مميزة، وعودتها للدراسة رغم زواجها المبكر ومسؤولية الاسرة والابناء، في قصة نجاح جديدة لبرنامج التعليم غير النظامي والذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين للقضاء على الاميّة، وتوفير التعليم لكافة فئات المجتمع الفلسطيني وبتمييز ايجابي للفئات الاقل حظا في المجتمع.