المطران حنا: السلام شيء والاستسلام شيء اخر وكلمة الاستسلام ليست موجودة بقاموسنا

المطران حنا: السلام شيء والاستسلام شيء اخر وكلمة الاستسلام ليست موجودة 
بقاموسنا
رام الله - دنيا الوطن
 استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس صباح هذا اليوم وفدا إعلاميا المانيا ابتدأ جولة في الأراضي الفلسطينية كما وسيتوجهون الى الخان الأحمر لتغطية التطورات الميدانية هناك .

وقد تجول الوفد صباح اليوم في البلدة القديمة من القدس ومن ثم استقبلهم المطران في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم التضامنية ومشيدا بدور وسائل الاعلام في عالمنا في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في فلسطين.

الفلسطينيون يتوقون ويناضلون من اجل ان تتحقق العدالة في وطنهم وان ينعموا بالاستقرار والعيش بحرية في هذه الأرض المقدسة التي تعرضوا فيها للنكبات والنكسات والمظالم وما زالوا حتى اليوم يعانون من الاحتلال وسياساته وممارساته .

لقد تعرض الفلسطينيون عبر تاريخهم الحديث لحملة تضليل غير مسبوقة استهدفت عدالة قضيتهم والنيل من كفاحهم من اجل الانعتاق من الاحتلال وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .

ان وسائل الاعلام المرتبطة باللوبي الصهيوني في عالمنا انما تشوه صورة شعبنا وتسيء لعدالة قضيتنا وتارة يصفوننا بأننا جماعة من القتلة وتارة أخرى يصفوننا بأننا جماعة من الإرهابيين في حين ان الفلسطينيين ليسوا إرهابيين وقتلة بل انهم شعب متحضر ومثقف يعشق الحرية والتي في سبيلها قدم وما زال يقدم التضحيات الجسام .

الحرية لا تقدم لطالبيها على طبق من ذهب والشعوب التي عانت من الاستعمار في عالمنا لم تنال حريتها بدون الكفاح والنضال والتضحيات وشعبنا الفلسطيني يناضل ويكافح اليوم ويقدم الشهيد تلو الشهيد على رجاء ان تكون ثمرة هذه التضحيات الحرية في هذه البقعة المقدسة من العالم .

اننا نرفض ما يقوم به المحرضون والمسيئون من محاولات لتشويه وتجريم كفاح شعبنا من اجل الحرية ، فالكفاح من اجل الحرية ليس جريمة بل هو واجب على كل انسان يريد ان يعيش بحرية وكرامة واستقلال .

لقد قدم الفلسطينيون الكثير من التضحيات على مذبح الحرية وقد مر اكثر من 70 عاما على النكبة والفلسطينيون مستعدون للانتظار مئة عام أخرى ولكنهم ليسوا مستعدين للتنازل عن وطنهم وعن قدسهم ومقدساتهم كما انهم ليسوا مستعدين للتنازل عن ثوابتهم الوطنية وفي مقدمتها حق العودة وهم متشبثون بكل حبة تراب من ثرى هذه الأرض المقدسة .

العالم يريدنا ان نقبل بالسلام ولكن في الواقع السلام الذي يطالبنا به العالم هو في حقيقته استسلام وقبول بالامر الواقع الذي يرسمه الاحتلال في هذه الأرض.

نحن مع السلام ولكننا نرفض الاستسلام ونعتقد بأن السلام شيء والاستسلام شيء اخر فلا تطلبوا من الفلسطينيين ان يستسلموا لان كلمة الاستسلام ليست موجودة في قاموسهم والفلسطينيون كافة هنا وفي كل مكان انما متشبثون بوطنهم ولسان حالهم يقول الحرية لفلسطين وعاصمتها القدس الشريف .

القوى السياسية في الغرب وفي مقدمتها أمريكا وحلفائها يريدون حل القضية الفلسطينية من خلال تصفيتها وهم يريدون تمرير مشاريعهم واجنداتهم وصفقاتهم المحكوم عليها بالفشل ، ان حل القضية الفلسطينية لا يمكن ان يكون من خلال تصفيتها وانما من خلال إعطاء الحقوق المشروعة لشعبنا والفلسطينيون وصلوا الى قناعة تفيد بأن الحرية لن تقدم لنا بل ستنتزع انتزاعا بتضحيات وكفاح وصمود وثبات شعبنا .

اذهبوا الى الخان الأحمر لكي تكتشفوا مدرسة الصمود والتشبث بالأرض هناك وما ستشاهدونه في الخان الأحمر ستلاحظونه في القدس وفي غزة وفي سائر ارجاء فلسطين .

فلسطين تحولت بصمود وإباء أبنائها الى مدرسة وطنية يؤكد خلالها شعبنا بأن فلسطين ستبقى لنا والقدس ستبقى لنا ومهما طال الزمان لا بد للحق ان يعود الى أصحابه .

قدم للوفد تقريرا تفصيليا عن أحوال مدينة القدس كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات .