فلسطين بين عقيدتين

فلسطين بين عقيدتين
بقلم: قيس مراد قدري

بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني جاء دور الفصل الأخير من سرقة الوطن الفلسطيني بقانون جديد شرعن قرصنة كامل التراب الوطني واحلال كيان عنصري فاشي مكانه ماسحا بذلك آلاف السنين من حضارة وتراث وتاريخ شعب بأكمله امتد من عهد ملكي صادق حتى يومنا هذا وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع.

 قرار الكنيست هو أخطر قرار منذ قيام الكيان الصهيوني فوق أرضنا الفلسطينية عام 1948. وهو الحلقة الأخيرة في استكمال عناصر المؤامرة على الأرض والشعب الفلسطيني.

قبل إقرار العقيدة الوطنية كان الخطر يهدد الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة.  أما الآن فقد وصل حبل المشنقة الى رقبة أهلنا ممن تمسكوا بالأرض وكانوا على الدوام بمثابة جذع الشجرة الفلسطينية الثابت الذي ننتمي اليه ونتفرع عنه. بمعنى آخر أن الكيان الصهيوني منح نفسه حق تهجير 1,4 مليون من أهلنا من السكان الأصليين بدعوى عدم انتمائهم للديانة اليهودية وأن كل ممتلكاتهم حق لليهود دون سواهم. أي أن من جاءنا مهاجرا أصبح مالكا أما صاحب الأرض فقد صار بجرة قلم عرضة للتهجير القسري.

لحظة الحقيقة قد أزفت "اما أن نكون أو لا نكون" والرد المناسب يقع على عاتقنا وحدنا مع التشديد على كلمة وحدنا وعلينا أن نبرهن للقاصي والداني ما إذا كنا نستحق هذا الوطن أم لا ؟؟؟.

هناك جملة من الخطوات التي لا بد من القيام بها فورا للرد على القرصنة الاسرائيلية:

أولا: ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل دونما تأخير. بدءا بإنهاء الانقسام المذل والمهين الذي كلف عدالة قضيتنا الكثير على الصعيدين المحلي والعالمي وأدخل جزءا عزيزا من الوطن تحت حصار جائر.

بعد اثنى عشر عاما من فشل وإخفاقات السياسيين في الضفة والقطاع من إعادة اللحمة الى الشارع الفلسطيني أصبحت المسؤولية على عاتق الكل الفلسطيني في الوطن والشتات لأخذ زمام المبادرة وايصال صوتهم الى حركتا فتح وحماس وأن الوطن كان وسيبقى قبل ظهورهما التأكيد وأنهما ليستا قدر فلسطين؛ فلا حلم إقامة امارة إسلامية في غزة كما تريد حماس ولا حل الدولتين كما تريد السلطة في رام الله سيتحقق. والحقيقة الوحيدة هي أن أرضنا تسرق وتنهب أمام أعيننا في حين نحن مشغولون بخلافاتنا وصراعاتنا على مكاسب أبعد ما تكون عن الوطنية الفلسطينية. 

ثانيا: إعادة هيكلة منظمة التحرير وتفعيل دورها بمشاركة كل أطياف الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات؛ والعمل دون تلكؤ على تعديل الميثاق الوطني بحيث يشير بوضوح الى:

- علمانية الدولة.

- أن كامل التراب الوطني الفلسطيني أرض فلسطينية خالصة وملك لكل من يعيش عليها أو لكل من يريد العودة لها بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الدين دونما تمييز؛ ويتساوى فيها الجميع بالحقوق والواجبات.

- اعتبار اللغتين العربية والعبرية لغتان رسميتان في البلاد على غرار الكونفدرالية السويسرية.

ثالثا: التوجه الى كل المؤسسات الدولية بدءا بالأمم المتحدة لفضح وتعرية الكيان العنصري الصهيوني وملاحقة كل من أجرم بحق الشعب الفلسطيني أمام محكمة الجنائيات الدولية بشكل فعال.

دونما حراك يتناول كل هذه العناصر في مواجهة قرار العقيدة الوطنية العنصري الفاشي سيجعل من أهلنا في مناطق 48 لقمة سائغة في فم الغول الصهيوني ويومها سنؤكل جميعا كما أكل الثور الأبيض ونقرأ على أرضنا وقضيتنا السلام.

التعليقات