لقاء ثقافي بعنوان "سياسة ترامب وآثارها على النظام الدولي "

رام الله - دنيا الوطن
عقد مركز د. حيدر عبد الشافي للثقافة والتنمية لقاءً ثقافياً بعنوان " اثر سياسة الرئيس الامريكي ترامب على النظام الدولي " وذلك بمقره في مدينة غزة ، بحضور لفيف من المثقفين والشباب .

بدأ اللقاء بلكمة السيد / محسن ابو رمضان ممثلاً عن المركز والذي تحدث بها عن أهمية هذا الموضوع بوصفه يؤثر على الأمن والسلم الدوليين وكذلك على جميع قضايا العالم ومن ضمنها القضية الفلسطينية .

فقد اثارت سياسات ترامب العديد من الاسئلة والملاحظات والقلق لدى العديد من المراقبين والمهتمين بوصفها تشكل منهجاً جديداً بالعلاقات الدولية مبنياً على أداة القوة العسكرية والاقتصادية وعقلية المضاربات والعقارات والصفقات وذلك بدلاً من الاستناد إلى القانون الدولي والحقوق والمصالح المشتركة للشعوب الأمر الذي سينعكس بالسلب على قواعد النظام الدولي بما يشمل المنظمات الدولية التي تشكلت بعد الحرب العالمية الثانية وفي المقدمة منها الأمم المتحدة ، مشدداً على مخاطر فكرة السلام الاقتصادي التي يحاول ترويجها تجاه القضية الفلسطينية وذلك بدلاً من حقوق شعبنا الثابتة والمشروعة .

وقد قام الباحث أ. غازي الصوراني بتقديم مداخلة استعرض بها تطور النظام العالمي منذ معاهدة وستفاليا عام 1648 وصولاً لسيطرة النظام الراسمالي وتحوله إلى نظام العولمة التي تستخدم ادواتها بالهيمنة على العالم وأبرزها صندوق النقد الدولي ، البنك الدولي ، منظمة التجارة العالمية ، ومجموعة الدولة الصناعية السبعة ، وأشار ان سياسات ترامب تأتي نتاجاً وامتداداً لمنهج العولمة ولكن في اطار شعبوي شوفيني تجسيداً لفكرة " أمريكا اولاً " وهو الشعار الذي كان يردده ترامب في الحملة الانتخابية .

وشدد على ان العقلية التجارية القائمة على الربح والمصلحة الامريكية أولاً هي التي تسيطر على ترامب بما يساهم في تعظيم المنفعة لصالح الاقتصاد الامريكي وعلى حساب مصالح البلدان والشعوب الاخرى وقد برز ذلك من خلال الانسحاب من الاتفاقية التجارية مع كل من كندا والمكسيك والتهديد بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية وانسحابه من اتفاقية باريس للمناخ وكذلك من كل من اليونسكو ومجلس حقوق الانسان والضغط على بلدان أوروبا لكي تزيد من مساهماتها المالية في نفقات حلف الناتو إلى جانب الحرب التجارية مع الصين وكذلك استباق اللقاء مع الرئيس الروسي بوتين بإعلان أن كل من روسيا والصين والاتحاد الأوروبي اعداء للولايات المتحدة .

واضاف بان هدف سياسات ترامب تكمن بتحقيق منافع للولايات المتحدة وفرض رؤيتها على العالم وقضاياه المختلفة خارج اطار القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، حيث كانت الولايات المتحدة بالسابق تستند إلى كل من الشرعية والقوة واليوم بدأت بالتمسك بالقوة على حساب الشرعية .

من جهته قام د. ناصر ابو العطا بتقديم مداخلة اشار بها أن الرئيس ترامب يتعامل بمنطق القوة الاقتصادية والعسكرية ، حيث مازالت الولايات المتحدة هي الاقوى على مستوى النظام العالمي رغم محاولات بعض البلدان للصعود والتنافس مثل الصين وروسيا والبرازيل والهند ، مؤكداً ان سياسة الانسحاب إلى الداخل تأتي امتداداً لسياسة الرئيس السابق جاكسون ، لأن الولايات المتحدة بمساحتها الجغرافية الواسعة والثروات الهائلة التي تملكها تستطيع ان تحقق الاكتفاء الذاتي ، وانها ومن خلال سحب النفقات المالية التي تقدمها إلى العالم ومؤسساته المختلفة تستطيع ان تحقق انتعاش اقتصادي داخلي يساهم في فتح فرص عمل ومعالجة مشاكل البطالة وزيادة النمو بالناتج المحلي الاجمالي .

وتطرق إلى ان سياسة ترامب في اطار المعسكر الغربي نفسه والتي بدات تأخذ منحاً تناقضياً مع مكوناته وذلك من خلال استهداف الاتحاد الاوروبي حيث قام  برفع التعرفة الجمركية على منتجاتها الواردة إلى اميركا واجبارها على زيادة حصتها المالية في نفقات حلف الناتو في محاولة للتصدي لطموحات المانيا في اوروبا ومنع صعودها الاقتصادي والسياسي .

واشار إلى ان العالم سيعزز بالضرورة أدوات وآليات لمواجهة هذه السياسات وليس بالضرورة التكيف معها .

وبعد ذلك فتح باب النقاش من قبل المشاركين الذين اكدوا على اهمية استعادة التوازن بالعلاقات الدولية وعدم السماح بخلق اختلالات في بنيته ، وكذلك ضرورة التمسك بحقوق شعبنا بدلاً عن المقترحات الاقتصادية في اطار صفقة القرن التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية .