زكي: القاهرة لن تتحمل "الدلع" الفلسطيني.. الإخوة بغزة يريدون وكيلاً لأعمالهم

زكي: القاهرة لن تتحمل "الدلع" الفلسطيني.. الإخوة بغزة يريدون وكيلاً لأعمالهم
خاص دنيا الوطن – أحمد العشي
أكد عباس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن هناك اتفاقيات عديدة للمصالحة الفلسطينية، منها اتفاقية مكة وعند الحرم العتيق، ولكن لم يتم الوصول إلى الوحدة، واتفاقية القاهرة، وكذلك لم يحدث شيء، بالإضافة إلى الدوحة.

مصر لن تتحمل "الدلع" الفلسطيني

وقال في لقاء خاص لـ "دنيا الوطن": "إذا استمر هذا الوضع، ومصر هي المعنية بالملف فكأنها تتحمل مسؤولية عقم العقل الفلسطيني، تجاه وحدته وسر قوته ومستقبله، وبالتالي لن تتحمل القاهرة طويلاً الدلع الزائد من الفلسطينيين، او اللامبالاة تجاه همه".

وأضاف: "مصر تطرح مبادرتها ومن لم يلتقطها، عليه أن يقول بأنه من يخلق ثغرة في الجدار الأمني المصري، لأن غزة جزء من الأمن المصري، ولن تكون شاكلة في ذلك، وبالتالي فإن المصالحة تعتبر قضية داخلية لجمهورية مصر، وبالتالي فإن هذه الأمور تدفعنا إلى أن أي مبادرة تقف وراءها مصر بجدية، فعلى الجميع أن يُنفذ".

لا مشكلة لدينا

وحول ما إذا اطلعت حركة فتح على نتائج حوارات حركة حماس مع مصر، أوضح زكي، أن هناك لجنة شكلتها حركة فتح لمتابعة موضوع المصالحة، ولم يصلها أي شيء، قائلاً: "أخذنا نقاط رئيسية من موقفنا، وأعتقد أنه لا مشكلة لدى الحركة في هذا الموضوع".

وأضاف: "الخلاصة النهائية من موقفنا تتمثل في أنه إما أن نستلم كل شيء أو ترك كل شيء، وهذا في منتهى الخطورة، وبالتالي نحن بحاجة إلى وحدة وطنية، فالإخوة في غزة يريدون أن يكون وكيلاً لأعمالهم، وهذا مستحيل، وبالتالي يجب أن يكون هناك سلطة برأس واحد ليس برأسين".

وتابع زكي بقوله: "نحن الفلسطينيون لا نستطيع الخروج من عنق الزجاجة نتيجة الكثير من الامتيازات، اكتسبها البعض في غياب الوحدة، فهناك تيارات لا تؤمن بالمصالحة خوفاً على مصالحها، ولكن في حضور الوحدة الوطنية، فقد تكون الأمور في صالح الشعب".

محاولات استئصال الفتحاوية

واستطرد بقوله: "الفتحاوية في قطاع غزة، يتجذرون بشكل أكثر، حيث كان هناك محاولات لاستئصالهم، سواء من قبل حماس أو إسرائيل أو هواة تبديل المبادئ، وبالتالي عندما بالغت إسرائيل في غزة، خرج الشبان وصنعوا وسائل جديدة مثل الطائرات الورقية والبالونات الحارقة".

معركة (الخان الأحمر)

وفيما يتعلق بملف قرية (الخان الأحمر)، أوضح زكي، أن القدس هُودت تماماً سواء تحت الأرض أو فوق الأرض، حيث قال: "الاحتلال يتحدث عن عدة زلازل في طبريا وغيرها من أجل الإطاحة بالأقصى".

وأضاف: "الرئيس محمود عباس قال: إنه سيحمي الخان الأحمر بكل ما يملك من إرادة ومال وقوة، حيث لبى كل احتياجات سكان الخان الأحمر، وكذلك افتتاح المدارس هناك"، مطالباً حركتي حماس والجهاد الإسلامي برص الصفوف.

وتابع: "آن الأوان بأن يكون هناك مستوى السياسي ليُذهب الهم عن المواطنين، وليس الحصول على مقاعد خاوية، وبالتالي يجب العودة إلى الطريق الصواب والرجوع إلى بعضنا، والكارثة هو الهرولة إلى قبضات الاحتلال الإسرائيلي، الذي يريد ضرب قطاع غزة".

وأوضح، أن معركة الخان الأحمر هي لإغلاق ممر بين الشمال والجنوب والسيطرة الكاملة على القدس، وبالتالي القدس الكبرى التي ستصل إلى طوق يضم كل المستوطنات، وصولاً إلى الأغوار وهي محرمة على إسرائيل.

المبادرة الصينية

وفي سياق آخر، أوضح عضو اللجنة المركزية، أن الصين دولة صديقة للشعب الفلسطيني، حيث استعدت في عام 2013 لإنقاذ المنطقة من ويلات الحروب وحالة عدم الاستقرار، لافتاً إلى أنها استعدت كذلك لبذل أموالها وخبراتها للعيش الكريم.

وقال: أكدت الصين أنه لا أمن ولا استقرار في ظل غياب حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وأنه في حال لم يكن هناك حل لدولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وغياب حقوق الفلسطينيين، فان المنطقة ستكون في حالة نزاع وعدم الاستقرار".

وأضاف: "بلدة الصين لا تريد الدخول في صراعات مع الدول الإقليمية أو الكبرى، وإنما جاءت هدية السماء، ووصلت الآن إلى مرحلة تقوده لقيادة العالم، عندما بدأ ترامب بالاعتداء على الصين بحرب تجارية، بدأ يتوجه إلى القضايا العادلة في المنطقة، وأعلن عن مبادرته لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث كان قد أعلن عن مبادرة سابقة له أثناء زيارة الرئيس أبو مازن الى بكين، ثم اعتمدت مبادرة الرئيس في الأمم المتحدة".

وتابع: "نحن والصينيون في نفس الخندق، صحيح أن مصالحهم مع الأعداء، وبالتالي يقول مصالحي مع الغرب، ولكن مبادئه معنا".

في السياق ذاته، أشار زكي إلى أنه في عام 2004 كان حجم التجارة بين العرب والصين 36 مليار و700 مليون دولار، وفي عام 2017 ووفقاً للسياسة الصينية الحكيمة، أصبح حجم التجارة 991 مليار دولار، والآن تخطط الصين أنه في خلال السنوات الخمس المقبلة، ستصبح المنتجات العربية، والتي ستصدر إلى الصين 8 تريليونات دولار، موضحاً أن ذلك دليل على أهمية المنطقة العربية في برنامج الصين المقبل.

وبين زكي، أن من طموح الصين إقامة مشاريع صينية في قطاع غزة، منوهاً إلى أن فلسطين تأخذ الأولوية في اهتمامات الصين.

وقال: "عندما توقع الكويت سبع اتفاقات تعاون مع الصين في مجال النفط والمجالات الصناعية وغيرها وتشجع الاستثمار الصيني في الكويت، فهي مدخل لانعكاسها على قطاع غزة والضفة الغربية حسب الأولويات".

التعليقات