حنا: المسيحيون الفلسطينيون مستهدفون في اوقافهم وفي حضورهم التاريخي

حنا: المسيحيون الفلسطينيون مستهدفون في اوقافهم وفي حضورهم التاريخي
رام الله - دنيا الوطن
 وصل الى المدينة المقدسة صباح هذا اليوم وفد من مجلس الكنائس في تشيلي ضم عددا من رجال الدين المسيحي وممثلي الجمعيات والمؤسسات المسيحية المختلفة في تشيلي ومن مختلف الطوائف.

وقد تجول الوفد صباح اليوم في البلدة القديمة من القدس ولدى وصولهم الى كنيسة القيامة استقبلهم سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس حيث زاروا القبر المقدس وأقيمت الصلاة على نيتهم ومن اجلهم .

والقى المطران كلمة ترحيبية بالوفد الذي ابتدأ زيارته لمنطقة الشرق الأوسط بزيارة فلسطين حيث ستوجهون بعدئذ لزيارة عدد من الدول العربية المجاورة .

قال المطران بأننا نرحب بكم في مدينة القدس عاصمة فلسطين والتي كانت عاصمة لفلسطين وستبقى رغما عن كل الإجراءات الاحتلالية والقرارات الامريكية الجائرة .

القدس مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الابراهيمية الثلاث ، انها مدينة لها خصوصيتها وفرادتها والتي يجب المحافظة عليها ولا يجوز القبول بالإجراءات الاحتلالية في المدينة المقدسة والتي تعمل ليل نهار على تغيير ملامح مدينتنا وتزوير تاريخها وتغيير طابعها وتهميش الحضور الفلسطيني المسيحي الإسلامي فيها .

القدس مدينة السلام ولكن سلام القدس مغيب بفعل ما يرتكب بحق مقدساتها واوقافها وأبناء شعبها الفلسطيني ، وفي الآونة الأخيرة نحن نشهد امعانا في السياسات الاحتلالية وتكثيفا في النشاطات الاستيطانية وقد وصلنا الى مرحلة تستهدف فيها كافة المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات التي تحمل الطابع الفلسطيني في المدينة المقدسة .

وقد كان اخرها مؤتمر حول الأوقاف الإسلامية في القدس حيث قامت سلطات الاحتلال بمنع انعقاده واعتقال عدد من المشاركين وهذا ما يحدث في كثير من المناسبات والاجتماعات والفعاليات في مدينة القدس .

تزعجهم اجتماعاتنا وهم لا يريدوننا ان نلتقي ويعتبرون ان لقاء الفلسطينيين في القدس وتعاونهم وتفاعلهم انما يهدد السياسة الاحتلالية الغاشمة في المدينة المقدسة هذه السياسة التي هدفها هو تحويل مدينة القدس الى مدينة يهودية بشكل كلي وتجاهل البعد المسيحي والبعد الإسلامي الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة .

اما المسيحيون الفلسطينيون فهم مستهدفون اليوم في مقدساتهم وعقاراتهم واراضيهم وقد بلغت نسبة المسيحيين اليوم في فلسطين 1% وهذا هو تحدي كبير امامنا اذ لا يجوز القبول بأن تتحول كنائسنا ومزاراتنا الى متاحف يؤمها الحجاج والزوار الاتون من الخارج .

اذا استمر الوضع على ما هو عليه اليوم فنحن قادمون الى مرحلة سيختفي فيها الحضور المسيحي من هذه الأرض وهذا بحد ذاته انتكاسة وكارثة كبرى ليس للمسيحيين لوحدهم وانما لكل الشعب الفلسطيني ، هذا الشعب الذي تميز دوما بوحدة ابناءه في السراء والضراء .

لا ابالغ اذا ما قلت بأن الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة مهدد بالانقراض في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي نعيشها فالقضية الفلسطينية تسعى جهات غربية وفي مقدمتها أمريكا لتصفيتها بدل العمل على حلها ، ناهيك عن استهداف المسيحيين الذين تسرق منهم اوقافهم بطرق غير قانونية وغير شرعية ويستهدفون في حضورهم التاريخي العريق في هذه الأرض المقدسة .

نتنمى من الكنائس المسيحية في العالم ان تولي اهتماما اكبر بالقضية الفلسطينية التي هي قضية الشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين كما ونتمنى منكم ان تولوا اهتماما كبيرا بما يحدث في مدينة القدس التي تضيع من أيدينا يوما بعد يوم .

كما ويجب الاهتمام بمسألة عراقة الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة فكفانا ما حل بنا من نزيف للهجرة ابتدأ في الحقبة العثمانية الظلامية واستمر مع النكبة الفلسطينية وهو نزيف مستمر ومتواصل حتى اليوم بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية وغيرها من العوامل أيضا .

ان نسبة المسيحيين اليوم هي 1% ولا نريدها ان تصل الى 0% .

نريد ان تبقى كنائسنا تقرع كما كانت دوما خلال الالفي عام المنصرمة ونريد ان يبقى الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة والمسيحيون الفلسطينيون يفتخرون بأصالتهم الايمانية والروحية كما انهم يفتخرون بانتماءهم لهذا المشرق ويعبرون دوما عن اعتزازه