الشعبية بالقطاع تنظم ندوة على شرف الذكرى السادسة والأربعين لاستشهاد كنفاني

رام الله - دنيا الوطن
بمناسبة الذكرى السادسة والأربعين على استشهاده، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمدينة غزة صباح الأحد ندوة سياسية ثقافية بعنوان ( من الذكرى حتى العودة والتحرير)، بحضور قيادات وكوادر وأعضاء الجبهة وقيادات العمل الوطني والمجتمعي ولفيف من المثقفين والكتّاب والإعلاميين.ناصر شبات: غسان لم يكن نموذجاً استثنائياً فقط بل هو فوق الاستثناء.وافتتح عضو اللجنة المركزية الرفيق ناصر شبات الندوة مرحباً بالحضور، داعياً إياهم للوقوف دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لأرواح الشهداء.

مشيراً في مداخلته الافتتاحية للندوة أن الرفيق الشهيد غسان كنفاني لم يكن اسماً عابراً في الحالة الفلسطينية ولم يكن نموذجاً استثنائياً فقط بل هو فوق الاستثناء، وكان شاباً موهوباً مبدعاً متنوع الإبداع من خلال كتابة القصة إلى الرواية إلى المسرح ، ومن ثم البحث السياسي في الشئون الصهيونية وكذلك كان فناناً تشكيلياً.وقال شبات "أن غسان كان يمثل أحد أبرز أركان الأدب الفلسطيني، بل وكان النموذج الأول في صياغة المدرسة الفلسطينية في الأدب المقاوم، مقدّماً كل القضايا السياسية والفكرية ووضعها في متناول أبناء شعبه، مشيراً أنه تجاوز حدود الوطن والحالة العربية وأصبح أممياً حيث ترجمت أعماله إلى أكثر من 16 لغة.وأضاف شبات أن الشهيد غسان لم يختصر أعماله في الإنتاج الأدبي والروائي والقصصي بل برع أيضاً في تشكيل المنظومة السياسية الفلسطينية وبوقت مبكر وظهر ذلك واضحاً في مساهمته في إعداد وثائق حركة القوميين العرب ومن ثم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أصبح ناطقاً رسمياً باسمها ورئيس تحرير مجلة الهدف الناطقة باسمها.

وأكد شبات أن كنفاني شكّل سهماً دامياً للاحتلال، ولذلك لم يغتاله عبثاً، فقد أصبح فكر غسان رصاصاً يخترق جسد هذا العدو الصهيوني المجرم لذلك قاموا باغتياله، لافتاً أن غسان أدرك طبيعة المعاناة التي يتعرض لها شعبنا لذلك كان يكتب بشكل غزير جداً، فقد كان بمثابة ماكينة كتابة.غريب عسقلاني: غسان كان مسكون بالأسئلة ودائم البحث عن الإجاباتمن جانبه، استعرض الكاتب الأستاذ والأديب غريب عسقلاني تجربة غسان من خلال قراءة أدبية، واصفاً الشهيد بأنه كان ابن فلسطين،  ودائم البحث عن الإجابات، ومسكون بالأسئلة وكان دائماً يبحث عن إجابات تقنعه أولاً حتى يقتنع القارئ بها فيما بعد.

وأضاف الأستاذ عسقلاني أن الشهيد الراحل أسس ما يعرف "بالنوفيلا الفلسطينية"، صحيح أن قصصه الأدبية كانت ذات محتوى ورقي قصير، إلا أنها كانت محكومة البناء، قليلة الثرثرة ترشق المشهد مثل رشقة سكين وتصيب كبد الحقيقة.

وأضاف عسقلاني أن الشهيد الأديب كنفاني كان يسعى دائماً للحقيقة ولا يتنازل عنها، فهو من أطلق سؤال التفجير في رائعته رجال في الشمس، والتي ما زالت هذه الإشارة محل تساؤلنا حتى الآن وهي ( من يطرق جدران الخزان؟!) وكأنه يخبرنا أنه في ظل كل مرحلة فالوطن الفلسطيني يحتاج آخر فينا يقول أن الخزان يحتوي على خبث فلابد أن نخرج منه وأن نخترق .وأوضح عسقلاني أننا عندما نحتفي بكنفاني فإننا نجدد العهد له من أجل الإجابة على الأسئلة التي للأسف لم نبحث عنها حتى الآن، فالشهيد أراد الإجابة كي يتوحد الشعب الفلسطيني حتى تأتي فلسطين إليه عروساً وحتى يزف نفسه بين يديها عريساً وحتى يعود الدم الذي أراق ليروي ثرى الوطن، وحتى نقول لأجيالنا أن هذه فلسطين تحمل في رمالها كل شهداء فلسطين وكل قادتها وسياسييها.وأضاف عسقلاني أن الشهيد كنفاني كان يحاول أن يروض كافة فروع المعرفة حتى يصل لذلك، وهو أول من كتب في أدب المقاومة وحول كتّاب الأرض المحتلة، وهو بذلك شطح بعيداً في إطار وصفه هؤلاء الكتّاب بأنهم أدباء المقاومة وبأنهم الذين بقوا في الجليل ويافا واللد وحافظوا على هوية البقاء، وبأنهم الجذر الباقي الذي يحافظ على الهوية والتي يجب المحافظة عليها وأن نعود لقراءتهم.

فتحي غبن: استطاع كنفاني أن يضيق أشياء فنية ارتقت بمستوى لوحاته إلى مراتب جميلةمن جانبه، وصف الفنان التشكيلي الأستاذ فتحي غبن الأبعاد الفنية في لوحات غسان كنفاني، لافتاً أن المبدع والمفكر غسان كنفاني التزم بقضايا شعبه من خلال لون وخط خاص لتحقيق التداخل مع جوهر الانسان الفلسطيني، فقد كانت أغلب رسوماته بمضمون واضح تعبّر عن الهوية والمقاومة الفلسطينية والحياة اليومية التي كان يعيشها غسان وشعبه.

وأكد الأستاذ غبن أن الشهيد كنفاني كان رجلاً متعدد المواهب من رسم وفن وأدب وشعر، ولو ظل على قيد الحياة لكان من أعظم الفنانين التشكيليين لا يستهان بلوحاته، معتبراً أنه رسم 12 لوحة وكانت كل لوحة تحاكم قصة ما. 

وأضاف غبن أن الأديب كنفاني استطاع أن يضيف أشياء فنية ارتقت بمستوى لوحاته إلى مراتب جميلة.هاني حبيب: غسان خلق توازن بين العمل الإعلامي والسياسي الخلاق مع الفكر الثوري والكفاح المسلحمن جهته، أكد الكاتب والإعلامي الرفيق هاني حبيب في مداخل له حول الإعلام الثوري في تجربة غسان كنفاني على ضرورة عدم فصل البيئة التي عاشها غسان عن إنتاجه الفكري والأدبي، لافتاً أن غسان عاش في أجواء العسكر مع بدايات الثورة انطلاقاً من الأردن ثم لبنان، وحتى مكتبه كان عالماً مختلفاً.

حيث ازدان حائط مكتب الشهيد بأرقى البوسترات الثورية من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى أن من يدخل مكتبه سيجد بقايا قذائف متناثرة كان يطلقها الاحتلال على لبنان والمخيمات.