بعد تجدد القصف الإسرائيلي.. هل تنهار التهدئة ويشتعل فتيل الحرب في غزة؟

بعد تجدد القصف الإسرائيلي.. هل تنهار التهدئة ويشتعل فتيل الحرب في غزة؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - أحمد جلال
جدد الطيران الحربي الإسرائيلي، اليوم الأحد، قصفه لعدة أهداف في قطاع غزة، على الرغم من التوصل إلى تهدئة مع الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة مساء أمس برعاية دولية ومصرية.

وأدى القصف الإسرائيلي لعدد من الأهداف إلى إصابة اثنين من المواطنين في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، في حين استشهد أمس طفلان إثر القصف الإسرائيلي لحديقة الكتيبة غرب مدينة غزة.

ويرى محللون، أن التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية هشة، وتحتاج لعدد من المقومات من أجل الصمود واستمرارها، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها قطاع غزة.

وقال المحلل السياسي، إبراهيم المدهون، إن التهدئة على صفيح ساخن، ومن الممكن أن تنفلت من عقالها في أي لحظة من اللحظات، مشدداً على أن الهدنة بحاجة لتدخل الراعي المصري والدولي بشكل كبير.

وأضاف المدهون، لـ "دنيا الوطن"، أن المشكلة الأبرز التي تواجه الهدنة هي الحصار الإسرائيلي على غزة، وهو ما يجعلها على المحك، خاصة أن الشعب الفلسطيني لا طاقة له بالحصار أكثر من ذلك.

وتابع: "لضمان نجاح الهدنة، يجب فتح المعابر، وتخفيف الحصار وإيجاد آلية لرفعه بشكل كامل، وضمان حرية التجارة، وهذا باعتقادي سيسهل تثبيت التهدئة"، لافتاً إلى أنه في أي لحظة من اللحظات، قد تفلت الأمور عن عقالها.

وأشار المدهون، إلى أن كل الخيارات والاحتمالات موجودة، فإما تصعيد محدود أو بقاء الحال على ما هو عليه، أو الاحتمال الأسوأ وهو الذهاب إلى مواجهة عسكرية واسعة، متابعاً: "يجب العمل على تثبيت التهدئة في غزة قبل فوات الأوان".

وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فقد أمر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، القيادة السياسية لجيش الاحتلال بالرد عسكرياً على كل طائرات ورقية تطلق من غزة.

وقالت القناة الإسرائيلية (14)، إنه صدرت تعليمات ببدء مرحلة القصف المباشر ضد مطلقي البالونات الحارقة إلا إذا كانوا أطفالاً.

بدوره، قال الناطق باسم جيش الاحتلال، إنه وفقاً لتقييم الوضع الأمني، قرر الجيش الإسرائيلي تعزيز نشر بطاريات القبة الحديدية في منطقة (غوش دان) والجنوب، كما تقرر استدعاء قوات الاحتياط لدعم قوات الدفاع الجوي.

وأضاف: "نفذت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي هجوماً على مجموعة من مطلقي البالونات الحارقة من شمال قطاع غزة".

بدورها، قالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية: إن التغييرات الأخيرة من قرار قصف مطلقي البالونات وقرار نشر القبة الحديدية في منطقة (غوش دان) يتضح لنا أنه بقي فقط اختيار اسم العملية القادمة.

من ناحيته، قال المختص في الشأن الإسرائيلي، حسن عبده، إن التهدئة التي توصلت إليها الجهود المصرية والدولية لن تصمد لسببين، أولهما الاختلاف الواضح في تفسير هذه التهدئة.

وأضاف عبده، لـ "دنيا الوطن"، أن إسرائيل تعتبر وقف إطلاق البالونات الحارقة والطائرات الورقية يشمل قطاع غزة، بينما حركة حماس لا ترى بأنها سلاحاً، وإنما أدوات حراك شعبي تتعلق بالحصار على غزة".

وتابع: "تصريحات قادة إسرائيل هي التي دفعت لتجدد القصف، وما جرى بالأمس جولة يتبعها جولات، والأمل في أن تنجح مصر في لجم هذا التصعيد على قطاع غزة".

واستطرد: "إسرائيل تسعى لاستعادة قوة الردع، وإيهام العالم بأنها تواجه جيوشاً في قطاع غزة، والاحتلال أعد للاعتداء على قطاع غزة، وربما تشهد الأيام المقبلة تصعيداً عنيفاً.

يذكر، أن الفصائل الفلسطينية وبرعاية مصر والأمم المتحدة، أعلنت أمس العودة إلى التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد جولة تصعيد بدأت فجر السبت، تمثلت بقصف الطيران الحربي لأكثر من 40 هدفاً في قطاع غزة.

وأسفر التصعيد الإسرائيلي عن إصابة العشرات من الفلسطينيين واستشهاد طلفين، إثر القصف الإسرائيلي لساحة حديقة الكتيبة غرب مدينة غزة. 

التعليقات