حنا: نحن في فلسطين لا نملك ثروة نفطية ومناجم للذهب والحجارة الكريمة

حنا: نحن في فلسطين لا نملك ثروة نفطية ومناجم للذهب والحجارة الكريمة
رام الله - دنيا الوطن
 استقبل المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم وفدا من الطلاب العرب الذين يدرسون في جامعة حيفا ، والذين يقومون اليوم بجولة في البلدة القديمة من القدس بهدف التعرف على مقدساتها وتاريخها واهم المواقع الموجودة فيها .

وقد ابتدأ الوفد زيارته للقدس بلقاء سيادة المطران الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة مرحبا بزيارتهم ومتمنيا لهم التوفيق والنجاح والفلاح في تحصيلهم العلمي .

قال سيادة المطران في كلمته بأن المظاهر السلبية التي تعصف بمجتمعنا العربي يجب ان تواجه بشكل مسؤول فظاهرة العنف المستشرية كما وغيرها من المظاهر السلبية انما تضر بمجتمعنا وتنسف قيم السلم الأهلي وتؤدي الى كثير من الإشكاليات والتحديات .

نعتقد بأن المظاهر السلبية الموجودة في مجتمعنا بأنها يجب ان تواجه مواجهة تربوية ثقافية إنسانية فكرية فلم يعد من اللائق الاكتفاء ببيانات الشجب والاستنكار والرفض مع كل جريمة تحدث في مجتمعنا بل وجب اتخاذ مبادرات وقائية بهدف معالجة هذه الظاهرة.

ان الجامعات يجب ان يكون لها دور في ذلك والطلاب العرب الذين يدرسون في الجامعات الموجودة في مناطق ال48 يجب ان يهتموا بهذه المسألة وان يوحدوا جهودهم وان يتعاونوا ويتفاعلوا فيما بينهم وان تكون لهم اسهاماتهم الإيجابية في معالجة ظاهرة العنف وغيرها من المظاهر السلبية التي تجتاح مجتمعنا العربي المحلي .

نحن لا نملك ثروة نفطية ولا نملك مناجم للذهب والحجارة الكريمة ولكننا نملك ما هو اهم من هذا وذاك وهو انتم واعني بذلك شبابنا المثقف والطموح والذي يعمل من اجل خدمة المجتمع والنهوض به .

ندعوكم الى ان تحصنوا أنفسكم بالثقافة والمعرفة والمبادئ والأخلاق والقيم ، فما قيمة الشهادات العلمية عندما تغيب القيم وما فائدة الثقافة والمعرفة عندما تغيب الاخلاق .

فكونوا على قدر كبير من المسؤولية لانكم قادة المستقبل ولانكم انتم أولئك الذين ستقودون مجتمعاتكم نحو ما هو افضل .

ان الاعتراف بالواقع الأليم الذي نمر به لا يجوز ان يؤدي بنا الى الاستسلام والقبول بهذا الواقع وكأنها حالة لا يمكن تغييرها وتبديلها .

ان انتشار العنف وغيرها من الجرائم ناهيك عن مظاهر الانحلال الخلقي وانتشار ظاهرة المخدرات والادمان على الكحول انما يجب ان تجعل كل واحد منا بأن يتحمل مسؤولياته وان يقوم بدوره .

انتم فلسطينيون تنتمون الى هذا الشعب الفلسطيني الذي نُكب عام 48 ونُكس عام 67 وما زال حتى اليوم يعاني من تبعات هذه النكبات والنكسات ، فحافظوا على انتماءكم الوطني ولا تقبلوا بأن يقوم احد بانتزاعكم من جذوركم الوطنية وانتماءكم لهذه الأرض المقدسة .

القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد حيثما كنا واينما تواجدنا ومن واجبنا جميعا ان ندافع عن هذه القضية واليوم ستتاح لكم الفرصة لكي تتعرفوا على القدس وما يحدث فيها ومسألة الدفاع عن القدس انما هو واجب ملقى على عاتقنا كفلسطينيين مسيحيين ومسلمين .

قدم للوفد الطلابي تقريرا تفصيليا عن أحوال مدينة القدس مؤكدا ضرورة ان تستمر مثل هذه الزيارات لكي يتعرف ابناءنا وشبابنا في الداخل الفلسطيني على مدينة القدس وتاريخها وتراثها وعراقتها ولكي يتعرفوا أيضا على ما تعانيه في ظل سياسات الاحتلال العنصرية الظالمة التي تستهدفنا كفلسطينيين ولا تستثني أحدا على الاطلاق .

كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات