الأورومتوسطي يستعرض نتائج تحقيقاته في الانتهاكات التي طالت مخيم اليرموك 

رام الله - دنيا الوطن
 استعرض المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي عقده اليوم في عمان نتائج تحقيقات قام بها حول الانتهاكات التي حصلت في مخيم اليرموك على مدار السنوات السبع الماضية، منذ بدء الأزمة السورية، ولا سيما إثر العملية العسكرية الأخيرة للنظام لاستعادة السيطرة على المخيم في أبريل/نيسان الماضي، والأوضاع الإنسانية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين من المخيم والذي هجِّر آخر من تبقى منهم إلى مخيمات في الشمال السوري يعيشون فيها أوضاعا استثنائية قاسية.

وقال المرصد الحقوقي الدولي في المؤتمر الصحفي الذي عقده بالشراكة مع منظمة حكاية منظمة حكاية لتنمية المجتمع المدني إنه أجرى تحقيقًا حول أهم الانتهاكات والتدمير الممنهج الذي تعرض له المخيم، وما زال يتعرض له، وصدرها في تقريره الجديد "مخيم اليرموك، الألم المسكوت عنه"، والذي أثبت أن المخيم تعرض لتدمير متعمد طال ما يزيد على 80% من مبانيه وبنيته التحتية، ما يجعل من شبه المستحيل عودة اللاجئين إليه، مع استهداف مقصود طال بعدها كل ما بقي في المخيم من أثاث ومعدات، فضلاً عن عمليات ابتزاز وإعدام ميداني مستمرة منذ سيطرة ما يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية على المخيم في العام 2015، ولم تتوقف بعد فرض النظام سيطرته على المخيم في مايو/أيار 2018.

المرصد الأورومتوسطي تناول في مؤتمر كذلك التقليصٍ في خدمات وكالة الأمم المتحدة المختصة بتقديم العون للاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بسبب العجز المالي الذي تعاني منه، والذي قد يزداد بشكل حاد إذا لم يفي المجتمع الدولي بتعهداته في مؤتمري روما ونيويورك بتقديم التبرعات للأونروا، واعتبر الأورومتوسطي أن أزمة الأونروا هي جزء من أزمة المجتمع الدولي في حمل المسؤولية الجماعية والتعامل مع أزمة اللاجئين باعتبارها مسؤولية قانونية وإنسانية مشتركة، فضلاً عن تقصير المتجمع الدولي في إنهاء أزمة هؤلاء عبر إنفاذ قرار الأمم المتحدة رقم 194 والذي ينص على عودتهم إلى ديارهم التي هُجروا منها في العام 1948، إبان تأسيس إسرائيل.

واستعرض الأورومتوسطي كذلك أزمة اللاجئين السوريين على حدود الأردن أواخر الشهر الماضي ومطلع هذا الشهر، في ظل العملية العسكرية التي شنّتها القوات السورية والروسية في 16 يونيو على محافظتي درعا والقنيطرة، ما أدى إلى لجوء قرابة 270 ألف شخص إلى الحدود الأردنية، حيث رفض الأردن استقبالهم في ذلك الحين، وقال إنه سيقدم الخدمات للاجئين السوريين "على أرضهم"،وبعد وساطة أردنية عاجلة لوقف إطلاق النار، عاد معظم هؤلاء إلى ديارهم.

 وقالت إيناس زايد، المستشارة القانونية في المرصد: "مجدداً، أظهرت هذه الأزمة الحاجة الماسة إلى صك دولي جديد في التعامل مع أزمة اللجوء، حيث نرى مجددا كيف أن التقصير الدولي في حمل مسؤولية اللاجئين بشكل جماعي، باعتبارها مسؤولية دولية، يجعل دول الجوار السوري تنوء عن الاستعداد لحمل المزيد من اللاجئين، بعكس ما تمليه عليه مسؤولياتها القانونية والإنسانية. هذا لم يحدث اليوم فقط، بل حدث على مدار السنوات الماضية، وليس في الأردن فقط، بل في لبنان التي تستقبل ما يربو على مليون لاجئ سوري وهي دولة صغيرة وضعيفة، وظهر أيضاً عبر العمل الأوروبي الدؤوب لمنع اللاجئين من الوصول إلى أوروبا ما جعلهم يركبون قوارب الموت".

التعليقات