صواريخ سوريا

صواريخ سوريا
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير

رغم تعقيد وتشابك الأزمة السوري، إلا أنها لاتزال تثير الجدل، بين قوة عسكرية سورية ظاهرة للعيان، وقوة عسكرية "كامنة"، لا تُرى بالعين المجردة، وهناك من المراقبين من يستهتر بقوة الجيش السوري الآن، ويصفه بالمنهار، وبين من يضع الأمور في نصابها الصحيح، فتراهم يحسبون للجيش السوري ألف حساب.

وترى بعض الإعلاميين ينشغل بمكان وقوف الرئيس السوري بشار الأسد، مع أو خلف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قاعدة (حميميم) السورية، وكأن الأمور البروتوكولية، أهم من الطوفان، الذي تواجهه سوريا.

وأعتقد، أن الرئيس السوري، اتبع استراتيجية مهمة في آلية تخليص سوريا من طوفان المسلحين والمعارضين، والدول التي تنهش فيها، بأن حافظ على قوة وحصانة دمشق، التي تحتل حيزاً يمثل جزءاً مهماً من مساحة سوريا، وبينما ترك الأمور في باقي المناطق السورية للأخذ والرد بين مختلف القوى المتصارعة، بما في ذلك القوات الروسية وإيران وحزب الله والمعارضة، إضافة للتدخل الأمريكي والإسرائيلي.

ويتردد في بعض وسائل الإعلام، عن أسلحة خطيرة يقتنيها الجيش السوري من روسيا، وهي صواريخ (S 300) وكما أعلن الأسد قبل عام عن امتلاك سوريا (ياخونت) الروسية، التي تستطيع تدمير سفن وبوارج حربية في عرض البحر.

ورغم هذا، فإنه يُعتقد بأن هذه القوات الهائلة، التي يمتلكها الجيش السوري، تتمركز في دمشق، ولم تُستخدم لغاية الآن، والبعض يقول: إن قرار توجيه هذه الصواريخ، يتم بقرار من روسيا، لأن قدرتها التدميرية هائلة، وسيكون رد الفعل الأمريكي، وكذلك الإسرائيلي قوي، أي أن هناك توازناً في الرعب بين إسرائيل وأمريكا وسوريا بمحيط دمشق.

وفي بداية الأزمة السورية، أعلن الرئيس السوري، أن الطائرات الإسرائيلية، تستطيع قصف سوريا، لكنها لا تسطيع العودة لتل أبيب، لأن سوريا ستقصف المطارات العسكرية الإسرائيلية، ولن تستطيع تلك الطائرات، أن تهبط في المطارات.

وأخذت إسرائيل تصريح الأسد، على محمل الجد، وأجرت اتصالات مع قبرص؛ للسماح للطائرات الإسرائيلية بالهبوط في مطارات قبرص، وقامت إسرائيل بإجراء آخر داخل تل أبيب، بأن حولت (أوتوسترادات)، إلى مطارات حربية، قرب القدس، كي تستطيع الطائرات الهبوط عليها.

الغضب العسكري السوري الشامل، لم يظهر لحد الآن، رغم تعرض سوريا لضربات إسرائيلية وأمريكية، في حين حافظ بشار الأسد، على ضبط النفس، حتى لا تندلع حرب لا مثيل لها، وفي الواقع فإن أمريكا وإسرائيل، لا يعلنون حقيقة تخوفهم من سوريا وإيران وحزب الله، رغم أن المعطيات على الأرض تظهر تخوفهم الشديد من أي مواجهة قادمة، حتى إن إسرائيل تخشى المواجهة مع غزة، وتحسب ألف حساب للحرب الصاروخية، التي قد تشنها المقاومة الفلسطينية، على البلدات الإسرائيلية، وبالتالي تغطي على تخوفها بإطلاق التهديدات ضد غزة، لكبح جماح المقاومة الفلسطينية.

وبالعودة إلى التاريخ، وإلى مذكرات قادة عسكريين إسرائيليين، وقادة عسكريين روس، بعد حرب 67، نجد الجيش السوري في الجولان، واستيلاءه على مرصد إسرائيلي خلال ساعات، وتسليمه للروس، ووصول الجيش السوري لبحيرة طبريا، إضافة للهجوم المعاكس الإسرائيلي، وكيفية صد الهجوم السوري.

صحيح أن الجيش السوري، فقد كثيراً من قواته بفعل الحرب الأهلية، إلا أنه لم يُعلن عن وفاة الجيش السوري، وأي حرب شاملة بين سوريا وإسرائيل حاليًا، ستكون حربًا مدمرة، لا هوادة فيها، ورغم أن البعض، قد يستهتر بقوة الجيش السوري، وأن قوته تتمركز فقط في دمشق، إلا إن هذا لا يعني أن استخدام سوريا لصواريخها لن يُلحق أضراراً فادحة لإسرائيل، إضافة لما قد يفعله حلفاء سوريا في تلك الحرب، وتحديدًا حزب الله، وإيران، وكذلك الروس.

التعليقات