الجيش يزيل البوابات الالكترونية على مداخل عين الحلوة

الجيش يزيل البوابات الالكترونية على مداخل عين الحلوة
رام الله - دنيا الوطن-محمد دهشة
في خطوة من شأنها تعزيز التعاون والتنسيق اللبناني الفلسطيني، أزال الجيش اللبناني البوابات الالكترونية التي وضعها قبل ثلاثة أسابيع ونيف على مداخل مخيم عين الحلوة، والتي أثارت إعتراضا سياسيا وشعبيا فلسطينيا، فيما بدأت أولى الخطوات العملية لردم هوة الخلافات الفلسطينية إستعدادا لتحركات إحتجاجية ضد قرارات وكالة "الاونروا" تقليص خدماتها.

ففي خطوة إزالة البوابات الالكترونية جاءت تجاوبا من قيادة الجيش مع مناشدة القوى السياسية اللبنانية والفلسطينية أبناء مخيم عين الحلوة، تسهيلا لحياتهم اليومية وفي تنقلاتهم وبعد مساع قام بها كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائبان بهية الحريري وبهية الحريري ورئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود ومفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، اضافة الى محتلف القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية، بالتواصل مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي كان وعد بمعالجة هذه المشكلة خلال لقاء عقد مع سفير دولة فلسطين أشرف في لبنان أشرف دبور وقائد الامن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب وعضو "لجنة غرفة العمليات المركزية المشتركة عدنان أبو النايف.

وأوضحت قيادة الجيش بـ"أنه "شعوراً من قيادة الجيش بمعاناة الشعب الفلسطيني في لبنان وخاصة القاطنين داخل مخيمَي عين الحلوة والمية ومية، وتماشياً مع الخطة الموضوعة للحفاظ على الأمن داخل المخيمات من قبل هذه القيادة، وبعد سلسلة اتصالات ولقاءات أثمرت تعاوناً إيجابياً مع الحريصين على أمن سكان المخيمات، تمت إزالة البوابات الإلكترونية الموضوعة على مداخل المخيمَين المذكورين، واستعاضت عنها بتدابير أمنية تحقق الهدف المرجو منها"، مشيرة في في بيان لها، إلى ان "التدابير المتخذة ليست ضد الشعب الفلسطيني، بل لمواجهة خطر مجموعة من الإرهابيين يشكّلون عبئاً على أهالي المخيمات خاصةً وعلى اللبنانيين عامةً".

بالمقابل، شكر اللواء عرب، قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون على هذه الخطوة التي تساهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني في المخيم، مشددا أن القوى الفلسطينية حريصة على أمن وإستقرار المخيم وستبقى صمام امان للحفاظ على الجوار اللبناني وأفضل العلاقات مع القوى السياسية والامنية اللبنانية لما في مصلحة الشعبين.

وأكد عضو القيادة السياسية لحركة "حماس" ومسؤولها السياسي في منطقة صيدا أيمن شناعة أن المخيمات الفلسطينية لن تكون إلا عامل أمن واستقرار للبنان الذي احتضن شعبنا ودافع عن قضيته على مدى سنوات اللجوء، مشددا على مد جسور الثقة بين الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وثمنت حركة "حماس" قرار قيادة الجيش اللبناني، من واقع إيمانها بوطنيته ووقوفه دوماً إلى جانب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، شاكرة كل من ساهم في تحقيق ذلك من القيادات والمرجعيّات اللبنانية والفلسطينية والتي تواصلت الحركة معها بهذا الخصوص، معتبرة انّ ذلك من شأنه أن يعزّز العلاقات اللبنانية الفلسطينية التي تحرص الحركة عليها، ويُسهم في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقه في العودة إلى أرضه"، مؤكدة على أهمية الاستمرار في التنسيق مع كل مكوّنات لبنان الشقيق، لاسيما الجيش الذي يُعتبر مسؤولاً عن المخيّمات من الناحية الأمنية، وذلك لتحقيق وضمان الأمن والاستقرار في المخيّمات والجوار، ولضمان تأمين العيش الكريم لشعبنا وتخفيف الاجراءات.

وشكرت القيادة السياسية الفلسطينية للقوى الوطنية والاسلامية في منطقة صيدا الجيش اللبناني وقائده العماد جوزيف عون على استجابته بازالة البوابات الالكترونية، قائلة في بيان لها، منذ اللحظة الاولى لتركيب البوابات الاكترونية على مداخل مخيم عين الحلوة والتي لا تليق بحق شعبنا واهلنا من الناحية السياسية والوطنية والانسانية وايضاً لا تليق بحق لبنان وشعبه وجيشه، فتحركت القيادة السياسية الموحدة وخلفها جماهير شعبنا للعمل على ازالتها.

اجتماعان وقرارات

سياسيا، ترأس أمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في لبنان فتحي أبو العردات، اجتماعا لمسؤولي فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في سفارة دولة فلسطين في بيروت، إيذانا بمعاودة مزاولة مهامه الوطنية بعد فترة استراحة قسرية فرضتها الوعكة الصحية التي ألمت به وإستدعت علاجا طويلا، حيث جرى بحث كافة القضايا الفلسطينية وأمن المخيمات واستقرارها والعلاقة مع الجوار اللبناني، وصولا الى الاتفاق على عقد اجتماع موحد لـ "القيادة الموحدة" بهدف اعادة تفعيل الاطر المشتركة وقطع الطريق على اي محاولة لايقاع الفتنة بين القوى أو في المخيمات.

بالتوازي، عقد "تحالف القوى الفلسطينية" في لبنان إجتماعا في مقر "القيادة العامة" في مخيم مار الياس في بيروت، برئاسة أمين سره، مسؤول "القيادة العامة" في لبنان غازي دبور "أبو كفاح"، حيث جرى بحث مختلف القضايا الفلسطينية خاصة الامنية منها وما يتعلق بتوجه ادارة "الاونروا" تقليص خدماتها بسبب العجز المالي التي تعاني منه، والذي وصل الى نحو 256 مليون دولار يمثل ما تبقى منه وفق ما أعلن عنه المفوض العام للوكالة بيير كرينبول وقيمته 446 مليون دولار أميركي.

وتوقعت مصادر فلسطينية لـ "صدى البلد"، أن يتوج اللقاءان بعقد اجتماع لـ "القيادة السياسية الموحدة" في لبنان بعد انقطاع دام أشهر عديدة بسبب الخلافات، حيث ستكون قضية "الاونروا" بندا طارئا على جدول اعماله وسط اتجاه لتنظيم حراك احتجاجي رفضا لتقليص خدماتها وفق خطة موحدة، ترفع شعار "لا نختلف مع "الاونروا" على بقائها والحفاظ عليها .. ولكن نختلف معها ونرفض المساس بأي من الخدمات مهما كانت، على ان يعقد لقاء سياسي مع مسؤولي الاونروا وعلى ضوئها سيحدد برنامج المرحلة المقبلة.

الخطاب الوحدوي

على وقع التطورين الامني اللبناني والسياسي الفلسطيني، دعا مسؤول "الجبهة الشعبية" في لبنان مروان عبد العال، الى تعزيز الخطاب الوطني الفلسطيني الوحدوي والانحياز الى كل فعل ايجابي، مرحباً بإيجابية بموقف سفير فلسطين في لبنان اشرف دبور عن أهمية القيام بما يعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية لشعبنا في لبنان لدرء ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها قضيتنا ومشروعنا الوطني.

ووصف عبد العال في المهرجان المركزي الذي أقامه الحزب الشيوعي اللبناني بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي في قلعة الشقيف، كلام السفير دبور بالايجابي الوحدوي ويعزز البيئة الايجابية والتعاون الوثيق اللبناني الفلسطيني الذي يحفظ العدالة والكرامة والسيادة والذي تمثل اخيراً بالتعاون لإزالة البوابات الإلكترونية عن مداخل مخيم عين الحلوة، مثمناً لقائد وقيادة الجيش اللبناني هذا التفهم والقرار الصائب، مؤكدة على ضرورة اطلاق اقصى فاعلية وطنية شعبية جامعة في لبنان بعمل سياسي موحد، داعياً السفير دبور الى اطلاق وتبني مبادرة نحو خطوة جامعة تحت مظلة السفارة الفلسطينية "كما نعهدها المظلة الوطنية لما تمثله من شرعية ورمزية وجماعية وطنية وبميثاق مشترك ورؤية موحدة تجمعنا وتحمي الوجود والكرامة وحق العودة."

وطالب بالمضي بثقة في ترسيخ العمل الوحدوي وللتصدي لمخاطر تدمير المناعة الوطنية، محذراً من اي ممارسة تخلق بيئة سلبية معاكسة ولغة استفزازية مملة تسعى لتسعير الخلافات بدل من اخمادها والاتهامات والتشكيك بدل تعزيز الثقة، مشددا على ان التناقض الرئيسي الان، يجب ان يكون ضد مؤامرة القرن، داعياً الى مقاومتها بقبضة واحدة وارادة فلسطينية قادرة.

التعليقات