الجمعة يحذر من إدارة الظهر لحقوق اللاجئين الفلسطينيين

رام الله - دنيا الوطن
أكد عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة ، أن الأزمة المالية لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"  تأتي ضمن خطوات وإجراءات تمهيد البيئة السياسية والاجتماعية لتمرير صفقة القرن.

ولفت الجمعة إن مخرجات اجتماع اللجنة الاستشارية للأونروا والتي تتضمن وقف برنامج الطوارئ واقفال بعض المدارس في لبنان ودمجد طلابها في مدارس اخرى ، هي تمرير وتبرير لسياسات الولايات المتحدة الهادفة للانقضاض على الحقوق الإنسانية والوطنية للاجئين الفلسطينيين عبر تهربها من التزاماتها المالية التي نصت عليها صراحةً قرارات الأمم المتحدة.

وطالب الجمعة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتصدي للبلطجة الأمريكية على قرارات الأمم المتحدة وإلزامها بتسديد التزاماتها المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين وحماية الحقوق الإنسانية والتي كفلته وتشكلت لأجله الوكالة إلى أن يعود اللاجئين إلى أرضهم التي هجروا منها وتتمكن الأمم المتحدة من إنفاذ قراراتها بالعودة والتعويض استناداّ للقرار 194.

ودعا الجمعة الدول العربية والإسلامية وكافة الدول الموقعة على المواثيق الدولية القانونية للمشاركة والمساهمة في تقديم الدعم المالي غير المشروط لمؤسسة الأونروا بما يمكنها من تأدية واجباتها الإنسانية والحياتية لجموع اللاجئين.

واشاد الجمعة بموقف  دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية التي طالبت خلال اجتماع اللجنة الاستشارية لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" المجتمع الدولي بأستمرار وكالة الاونروا بتقديم مساعدتها حتى إنفاذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين، داعيةا جموع اللاجئين الفلسطينيين للتصدي لهذه الانتهاكات والتوغل على حقوقهم.

ولفت الجمعة ان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا، واجهت خلال فترة عملها في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، والمتواصلة منذ ما بعد نكبة العام 48، العديد من الأزمات المالية، بسبب تخلف بعض الجهات المانحة عن دفع مستحقاتها السنوية، إلا أن ما تواجهه الأونروا هذه الأيام يتجاوز في مضامينه ومعانيه البعد المالي، وخاصة بعد بدء الحملة التي تقودها الإدارة الأميركية ضد الوكالة الدولية، والتي ترجمت بتقليص المساعدة الأميركية السنوية لها، ابتداء من كانون الثاني الماضي، وهو ما تسبب في زيادة واضحة في تقليص حجم خدماتها التي تقدمها للاجئين الفلسطينيين في مختلف مناطق عملياتها.

وقال الجمعة ان أزمة "الأونروا" سياسية بامتياز، لكونها تستهدف الانقضاض على المؤسسة الدولية وصولا لإنهاء عملها ووجودها، ترجمة لمواقف الإدارة الأميركية التي دعت لعدم توريث صفة اللاجئ، لأبناء اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا في العام 48، واقتصار خدماتها على من تبقى من أولئك اللاجئين  فقط ، الأمر الذي يفضي في النتيجة إلى إلغاء "الأونروا" التي تعتبر الشاهد الدولي على نكبة الشعب الفلسطيني، وعلى مسؤولية العصابات الصهيونية على المجازر التي ارتكبت بحقهم وأدت للتهجير القسري، وهو الهدف الذي سعت لتحقيقه سلطات الاحتلال الصهيوني منذ عقود عدة.

وأضاف الجمعة أن كل ذلك يأتي وشعبنا يواجه عدوان أمريكي صهيوني مباشر على القدس ومكانتها وهويتها وحقوق اللاجئين الفلسطينيين وهويتهم الوطنية سواء بتشديد الحصار، مروراً ببلطجة الإدارة الأمريكية على القرارات الدولية عبر التهرب من التزاماتها المالية اتجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وتفتيت القضية المركزية كقضية تحرر وطني ومحاولة تحويلها إلى قضايا محلية سقفها مطلبي حياتي، ويأتي هذا كله في إطار محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والإجهاز على ثوابتها ومقومات صمود شعبها لتثبيت الرؤية الأمريكية الصهيونية حول ما أسموه بالسلام الاقتصادي، والذي بلورته وكثفته الإدارة الأمريكية فيما أسمته " صفقة القرن" والتي يواجهها شعبنا في قطاع غزة والضفة عبر مسيرات العودة  والمقاومة الشعبية ، لافتا ان الشعب الفلسطيني الذي افشل العديد من المؤامرات لهو قادر طال الزمن أم قصر من الانتصار على المؤامرة ، ولا يمكن ان يستجدي حقوقه على بوابات البيت الأبيض بل سيتنزعها عبر وحدته خلف قيادته الشرعية  وإرادته وتضحياته .

وثمن الجمعة قرار السلطات اللبنانية بإزالة البوّابات الإلكترونية التي تمَّ تركيبها مؤخراً على مداخل مخيمي عين الحلوة والمية ومية، لافتا أن هذا القرار الذي قام به الجيش اللبناني خطوة بالاتجاه الصحيح ، ودليلا على الاخوة والمحبة التي تربط الشعبين الفلسطيني واللبناني ، متوجها بالشكر والتقدير لرئيس مجلس النواب نبيه بري ونائبي صيدا بهية الحريري واسامة سعد والمفتي سوسان وقائد الجيش العماد جوزاف عون وكل من ساهم لبنانيا بدعم ازالة البوابات، بالاضافة الى سفارة دولة فلسطين بما تمثله من بيت جامع للجميع.

التعليقات