أول رئيس لتركيا بالاقتراع المباشر.. من هو "السلطان" أردوغان؟

أول رئيس لتركيا بالاقتراع المباشر.. من هو "السلطان" أردوغان؟
رجب طيب أردوغان
رام الله - دنيا الوطن
انتخب الأتراك، مساء الأحد، رجب طيب أردوغان، رئيساً للجمهورية التركية لولاية ثانية بالاقتراع العام المباشر للمرة الأولى، بأغلبية أصوات 52%، فمن هو الزعيم التركي أردوغان.

ولد أردوغان في حي متواضع باسطنبول في 26 شباط/ فبراير 1954 لعائلة فقيرة متدينة متحدرة من مدينة ريزة شمال شرق تركيا، ودرس في مؤسسة دينية، واشتغل كبائع متجول لدفع ثمن كتبه.

تخرج من جامعة العلوم الاقتصادية في مرمرة في 1981، وفي 1976 انضم إلى حركة نجم الدين أربكان مرشده السياسي، الذي تولى بعد سنوات من ذلك منصب رئيس الحكومة الإسلامية في تركيا.

بدايته السياسية:

الانقلاب العسكري الذي حصل في 12 أيلول/ سبتمبر 1980 أبعده عن المعترك السياسي حتى 1983 عندما انشأ أربكان حزب الرفاه الذي أصبح مسؤوله في اسطنبول في 1985.

ثم انتخب رئيساً لبلدية اسطنبول في 27 آذار/ مارس 1994 واكتسب شعبية كبيرة بفضل إدارته الفعالة، وبعد سقوط أربكان اضطر للاستقالة تحت ضغط العسكر (1997)، وأدين في 1998 بتهمة التحريض على الكراهية الدينية، وأقصي عن الحياة السياسية، وسجن أربعة أشهر في 1999.

في تموز/ يوليو 2001 أجازت له المحكمة الدستورية العودة إلى السياسة فأسس في 14 آب/ أغسطس 2001 حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه.

وفاز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2002 لكن أردوغان لم يتمكن من تولي رئاسة الوزراء لإعلان المجلس الانتخابي الأعلى عدم أهلية انتخابه قبل شهرين من ذلك.

وطلب من عبد الله غول ذراعه اليُمنى تولي المنصب حتى يتسنى له تنظيم انتخابه شخصياً أثناء انتخابات تشريعية جزئية تمكن من الترشح إليها بفضل تعديلات أقرها البرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية، وأصبح رئيساً للحكومة في 11 آذار/ مارس 2003 .

إحدى عشرة سنة في الحكم

مع توليه ثلاث ولايات متتالية، مع فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية في 2007 و2011، وضع أردوغان حداً لفترة طويلة من عدم الاستقرار الحكومي، وهو يؤكد فوز حزبه في 12 انتخابات خلال اثنتي عشرة سنة في الحكم.

وفي ظل حكمه سجل الاقتصاد التركي فترة نمو قوي حتى العام 2011 حيث بدأ يتباطأ منذ ذلك الحين، واعتمد نهجاً جديداً حيال المسألة الكردية، وقدم إصلاحات كبيرة طمعاً في انضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2005، كما تمكن من كف يد الجيش التركي الذي قام بأربعة انقلابات عسكرية في خلال نصف قرن.

لكن المعارضة تتهمه بـ "الاستبداد" و"الأسلمة" وتعيره بفساد نظامه، فضلاً عن أنه قمع بوحشية الحراك الاحتجاجي في حزيران/ يونيو 2013.

ونظام حزب العدالة والتنمية لا يجيز له تولي أكثر من ثلاث ولايات لكنه يريد الاستمرار بالحكم كرئيس للدولة، وفي الأول من تموز/ يوليو رشحه حزب العدالة والتنمية لهذا المنصب.

وسيعزز رجب طيب أردوغان، رئيس بلدية اسطنبول السابق شرعيته عبر التصويت الشعبي بالرغم من فترة صعبة خلال السنة المنصرمة، بدأت بغضب شعبي غير مسبوق ندد بانحرافه الاستبدادي خلال صيف العام 2013، وأعقبها الشتاء المنصرم فضيحة فساد مدوية طالته شخصياً.

التعليقات