المطران حنا: لسنا كنيسة حجارة صماء ولا نريد لكنائسنا وأديرتنا تتحول لمتاحف

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة اليوم وفد من طلاب كلية اللاهوت في جامعة تسالونيكي في شمال اليونان والذين ابتدأوا جولة حج في الاماكن المقدسة في فلسطين حيث سيزورون الاماكن المقدسة وسيتوجهون بعدئذ الى دير القديس سابا لقضاء بضعة ايام في رحاب هذا الدير المقدس وقد استهل الوفد الطلابي زيارته لمدينة المقدس بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس حيث استقبل الوفد الطلابي في كنيسة القيامة ومن ثم في الكاتدرائية حيث كانت هنالك محاضرة لسيادته امام الطلاب .

رحب المطران في كلمته بزيارة الوفد الطلابي الاتي الينا من جامعة تسالونيكي هذه الجامعة التي افتخر انني واحد من خريجيها .

لقد قضينا سنوات في هذه الجامعة فكان اساتذتنا من كبار اللاهوتيين والمفكرين وقد تعرفنا على اباء قديسين خدموا الكنيسة بكل تفان واخلاص اما في الجبل المقدس حيث كنا نذهب دوما فقد كنا نلتقي مع الاب القديس بايسيوس ومع الاب القديس اسحاق عطا الله فكنا نجول الاديار والمناسك الرهبانية ونلتقي مع الاباء الرهبان الذين كانت حياتهم مليئة بالقداسة والبركة .

تتعلمون اللاهوت في جامعتكم ولكن تذكروا بأن الاديرة في الجبل المقدس انما هي مدرسة حقيقية تتعلمون فيها كيف يجب ان تكون الحياة الروحية والحياة الرهبانية وكيف يجب ان تكون خدمة الكنيسة .

ان بعضكم قد يلتحق بالسلك الكهنوتي والبعض الاخر قد يلتحق بالسلك الرهباني ونحن بدورنا نصلي من اجلكم لكي يبارككم الرب الاله في خطواتكم المستقبلية .

انكم تزورون اليوم فلسطين الارض المقدسة وتتواجدون اليوم في مدينة القدس حيث القبر المقدس ، تذكروا ان هذه المدينة المقدسة هي المدينة التي سار في طريق آلامها المخلص وصولا الى الجلجلة والصليب والموت والدفن والقيامة ، تذكروا بأن مدينة القدس هي اقدم واعرق مركز روحي مسيحي في العالم فالمسيحية انطلقت من عندنا والحياة الرهبانية تأسست في بلادنا ، فلسطين الارض المقدسة انما هي صغيرة بمساحتها ولكنها كبيرة وعظيمة بالرسالة التي تحملها .

تذكروا بأن المكان الذي نحن فيه الان مر به السيد قبل الفي عام ومروره لم يكن مرورا عابرا في التاريخ وانما كان عبورا هادفا لنقل الانسانية باسرها من ظلمة الموت والخطيئة والاثم الى حياة النور والبركة والخلاص .

تعرفوا على الاماكن المقدسة في بلادنا واقرأوا تاريخ القدس وتعرفوا على معالم فلسطين ، أما في الاديار الارثوذكسية فستكتشفون انكم في عالم اخر هو عالم السماء حيث السجود والتسبيح لالهنا القدوس .

ان زيارتكم لفلسطين هي مدرسة بحد ذاتها فكل ما تقرأونه في الكتاب المقدس وكل الاماكن التي يتحدث عنها كتابنا الالهي ستجدونها امامكم في هذه البقعة المقدسة من العالم فبلادنا هي ارض المهد والقيامة والبشارة والتجلي وقد كان السيد المسيح ينتقل في بلادنا من قرية الى قرية ومن مدينة الى مدينة مناديا بقيم المحبة والاخوة والرحمة بين الناس .

تذكروا ان ارضنا المقدسة والتي تضائل فيها عدد المسيحيين بشكل كبير هي البقعة المباركة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجلي محبته نحو البشر .

تذكروا ايضا ان بلادنا هي ليست فقط اماكن دينية وتاريخية وتراثية نفتخر بها بل هي اولا وقبل كل شيء الشعب القاطن في هذه الارض .

لسنا كنيسة حجارة صماء ولا نريد لمزاراتنا وكنائسنا واديرتنا ان تتحول الى متاحف يؤمها الزوار والحجاج الاتون من مختلف انحاء العالم بل نريد لمقدساتنا ان تبقى كما كانت دوما نابضة بالحياة فكنيستنا هي كنيسة البشر قبل ان تكون كنيسة المقدسات والتاريخ والتراث العريق الذي نفتخر به ونتشبث بانتماءنا اليه .

تذكروا ان في فلسطين الارض المقدسة هنالك شعب مظلوم يعاني من الاحتلال والقمع والظلم والاستبداد ، تذكروا ان هذا الشعب المظلوم يستحق منكم ومن كافة شعوب الارض ان تلتفت اليه وان تولي الاهتمام المطلوب تجاه هذه القضية التي هي قضيتنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد.

في فلسطين هنالك مقدسات وتاريخ عريق ولكن هنالك ايضا شعب مثقف يعشق هذه الارض وينتمي اليها ويدافع عنها ، وعندما تسمعون عن الشعب الفلسطيني تذكروا انه شعب مناضل ومكافح من اجل الحرية ويستحق هذا الشعب ان يقف احرار العالم الى جانبه في نضاله المشروع من اجل الحرية.