حنا: هنالك استهداف غير مسبوق للحضور المسيحي العريق في مدينة القدس

رام الله - دنيا الوطن
 عبر المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم عن شجبه واستنكاره للاجراءات الاسرائيلية المتعلقة بسن قوانين في الكنيست بهدف مصادرة العقارات المسيحية وقال سيادة المطران بأن ما تم تداوله في وسائل الاعلام حول هذه المسألة انما يشير وبشكل واضح الى ان هنالك استهدافا مباشرا للحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة .

فهؤلاء الذين يسعون لسن قوانينهم العنصرية التي تستهدف الاوقاف المسيحية هم ذاتهم الذين سرقوا اوقافنا وعقاراتنا واستولوا عليها بطرق ملتوية خدمة لمشاريعهم واجنداتهم السياسية الاحتلالية في هذه البقعة المقدسة من العالم .

هنالك استهداف غير مسبوق للحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة وفي مدينة القدس بشكل خاص ومن الاهمية بمكان ان تتعاون كافة الكنائس المسيحية فيما بينها لكي يكون الموقف المسيحي قويا تجاه هذه المسألة الخطيرة كما انه من الاهمية بمكان مخاطبة المرجعيات الروحية في العالم لكي يكون لها موقف واضح وصريح تجاه ما يحدث في مدينة القدس من استهداف لاوقافنا وحضورنا المسيحي العريق .

لقد بلغت نسبة المسيحيين في فلسطين 1% وقد تراجعت اعداد المسيحيين بشكل مذهل في مدينة القدس ويبدو ان السلطات الاحتلالية تسعى للقضاء على ما تبقى من مسيحيين في هذه الارض ، انهم يسرقون اوقافنا ويستولون على عقاراتنا ويعاملوننا وكأننا ضيوف في مدينتنا ، والمسيحيون في هذه المدينة المقدسة يعاملون كالغرباء في حين ان المسيحيين في هذه الارض ليسوا ضيوفا عند احد وليسوا غرباء وليسوا دخلاء كما انهم ليسوا بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم .

الحضور المسيحي لم يغيب عن بلادنا وارضنا المقدسة لاكثر من الفي عام وفلسطين هي مهد المسيحية ومدينة القدس هي حاضنة اهم المقدسات المسيحية لا سيما كنيسة القيامة ولذلك فإننا نرفض الاجراءات والقوانين الاسرائيلية التعسفية العنصرية ويجب التصدي لها بكل الوسائل ولا يجوز الاستسلام والقبول لهذا الواقع الذي يرسمه الاحتلال لنا .

الحضور المسيحي مستهدف ومستباح بوسائل كثيرة ومتنوعة ولذلك وجب على مسيحيي بلادنا ان يكونوا على قدر كبير من الحكمة والانتماء والرصانة والاستقامة لكي يكونوا درعا واقيا لهذا الحضور المسيحي العريق في هذه الارض المقدسة .

ان استهداف الاوقاف المسيحية وسن القوانين العنصرية في الكنيست الاسرائيلي لتشريع الاستيلاء على هذه الاوقاف انما هو استهداف لكافة مكونات شعبنا الفلسطيني .

ان استهداف الحضور المسيحي العريق والتآمر على الاوقاف المسيحية بأساليب واشكال مختلفة انما هو جزء من المؤامرة التي تستهدف مدينة القدس وتستهدف القضية الفلسطينية بشكل عام .