الكشف عن تفاصيل جديدة للحظات الأخيرة لمقتل صالح واعتقال نجليه

الكشف عن تفاصيل جديدة للحظات الأخيرة لمقتل صالح واعتقال نجليه
رام الله - دنيا الوطن
كشف موقع (عربي 21) عن تفاصيل جديدة في عملية اغتيال الزعيم اليمني علي عبد الله صالح، على يد جماعة الحوثي العام الماضي.

وقال الموقع، نقلاً عن مصدر وصفه بالخاص، إن الزعيم اليمني سلك عدة طرق للهروب من الحوثيين، وتجاوز حواجزهم العسكرية؛ ليتوجه صوب مسقط رأسه، قبل أن يطارده الحوثيون ويغتالونه في نهاية الأمر، بعد اشتباكات الثلاثة أيام التي شهدتها صنعاء.

وحسب الموقع، فإن الرجل، غادر قصره بعد ساعتين أو أقل تقريباً من لقائه لجنة وساطة، كانت تقود جهود وقف القتال بينه وبين جماعة الحوثي، وأبلغته بفشلها.

وأضاف، أن صالح حينها، استدعى أفراد الحماية الشخصية التابعين له، وأبلغهم بنيته مغادرة المنزل، طالباً منهم تفحص وبحث أبرز الثغرات الأمنية في الطوق الذي يفرضه الحوثيون على المربع السكني الذي يقع فيه منزله، تمكنه من استغلالها والفرار من صنعاء.

وأشار الموقع، إلى أن حراسة صالح، أبلغوه بأن أضعف النقاط العسكرية التابعة للحوثيين تقع في الشارع الذي يربط حي حدة بالزبيري، وهو ما يمكن تجاوزها سريعاً، لافتاً إلى أن علي صالح بدأ في الخروج من منزله المشهور "بيت الثنية"، ـ يقع  في مربع سكني لا تتجاوز مساحته ثلاثة كيلومترات، الساعة الحادية عشرة، ظهر يوم الرابع كانون الأول/ ديسمبر 2017، في موكب يتألف من أربع إلى ست سيارات مضادة للرصاص.

وكان يرافقه في الموكب، بحسب الموقع، نجلاه صلاح ومدين، وهناك معلومة أخرى أن أحد الاثنين ريدان، نجله الأصغر، والأمين العام لـ (حزب المؤتمر) الذي قتل معه، عارف الزوكا، وعدد من المرافقين، بالإضافة إلى وزير الاتصالات في حكومة الإنقاذ غير المعترف بها (شكلت مناصفة بين حزب صالح والحوثيين أواخر العام 2016)، جليدان محمود جليدان.

ولفت الموقع، إلى أنه عند اقتراب الموكب من النقطة العسكرية الموجودة في تقاطع شارعي الزبيري/ حدة، وفي أثناء محاولة إيقاف الموكب من قبل مسلحي الحوثي البالغ عددهم اثنين، لغرض التعرف على من فيه، أطلقت حراسة صالح النار على المسلحين الاثنين وأردوهما قتيلين.

وبعد تجاوز الحاجز العسكري للحوثيين، اتجه موكب صالح شرقا، نحو السائلة الواقعة في محيط صنعاء القديمة، بينما افترق الوزير جليدان، وهو ابن شقيق الزعيم القبلي، علي حمود جليدان ـ ينحدر من محافظة عمران 50 كيلومتراً شمال صنعاءـ بسيارتين أو ثلاث، للتمويه، واتجه شمالاً، وفق الموقع.

وأكد الموقع، أن صالح الذي استقل سيارة رفيقه، الزوكا، واصل طريقه جنوبا، عبر طريق السائلة ـ مجرى السيول الرئيسي الذي يقسم العاصمة لنصفين ـ وكلما مر على نقطة عسكرية حوثية، يتم إخبارهم أن الموكب يتبع لرئيس المجلس السياسي الأعلى (أعلى سلطة في صنعاء)، حينها، صالح الصماد.

يشار إلى أن الصماد قتل في قصف جوي للتحالف في منتصف نيسان/ إبريل الماضي، بمدينة الحديدة غرباً.

وقال المصدر، وفق الموقع، إن الموكب التابع  لعلي صالح، تمكن من الإفلات من قبضة الحوثيين، وصولاً إلى ضواحي صنعاء المؤدية إلى منطقة سنحان، مسقط رأسه، سالكاً طرقاً غير معتادة بعيداً عن الحواجز العسكرية التي يقيمها مسلحو الجماعة.

وتابع: "أدرك الحوثيون أن تعرض بعض النقاط الأمنية للقصف الجوي من طيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية، يشير إلى تطور ما في المواجهة مع صالح، لتصل إليهم البلاغات بأن موكباً من عدة سيارات ضخمة، اتجه جنوب شرق صوب سنحان، التي ينتمي إليها صالح".

بالإضافة إلى أن المعارك خمدت في محيط المنزل، وتوقفت الرشاشات والمدافع عن إطلاق النيران، وهو ما استدعى رفع الحوثيين وتيرة إجراءاتهم في ضواحي صنعاء، والشك بأن "صالح" قد فر من منزله.

وأضاف الموقع: "لم يستبعد أن يكون خروج صالح جاء بالتنسيق بينه وبين التحالف العربي، الذي بدأ طيرانه بقصف بعض النقاط التابعة للحوثيين في مداخل العاصمة، لتبدأ الجماعة بالتعميم لجميع النقاط المنتشرة في المداخل الشرقية لها، بإيقاف الموكب بأي طريقة".

ورغم الاحتياطات التي اتخذها صالح، ولجوئه لطرق ترابية تمر عبر عدد من القرى شرقي صنعاء، إلا أنه تفاجأ بانتشار مسلح للحوثيين في عدد من المخارج المؤدية إلى مسقط رأسه، وقيامهم بإطلاق نار كثيف على سياراته المصفحة.

ويشير المصدر، إلى أن الحوثيين بدؤوا مطاردة موكب صالح، وتمكنوا من توجيه ضربات للسيارات التي كانت تقل نجلي صالح صلاح" و"مدين"، ما أسفر عن تعرضها لإصابات انتهت بتعطيلها عن الاستمرار في السير، ليقعوا حينها في قبضة الحوثيين.

وأفاد المصدر بأن السيارات المصفحة، أدت دوراً كبيراً في أن يستمر صالح هو وعارف الزوكا بالفرار، وعندما أراد القيام بالالتفاف على قرية سيان التي ينتمي لها وزير الدفاع الأسبق، عبدالملك السياني، وهو من القيادات العسكرية الموالية للحوثيين، أخطأ في تقدير ذلك، ليصطدم بنقطة عسكرية في قرية "بيت الجحشي" التابعة لمنطقة سنحان جنوبي صنعاء.

وأشار الموقع، وفق مصدره، أن المسلحين الحوثيين الموجودين في النقطة، عندما شاهدوا السيارة ـ لربما تلقوا بلاغا بهيئتها ـ التي تقل صالح والزوكا، ومبلغ عشرة ملايين ريال يمني (ما يزيد عن 30 ألف دولار أمريكي)، أطلقوا النيران تجاهها دون أن يتمكنوا من إصابتها، ليقوم آخرون برمي أحجار في الطريق لعرقلتها، مع الاستمرار في عملية إطلاق النار عليها، واستهداف إطاراتها مباشرة.

غير أن صالح، وفقاً للمصدر، تمكن من تجاوز النقطة، لكن إطارات السيارة، كانت قد تعرضت لإصابات دقيقة، أدت إلى توقفها على بعد 50 إلى 100 متر تقريباً من النقطة.

ويروي المصدر، أن مسلحي الحوثي قاموا بتتبع السيارة، وشاهدوا "صالح" ينزل منها، لمواصلة السير مشيا على الأقدام، باتجاه القرية المجاورة "بيت الجحشي"، حيث قاموا بملاحقته لتبدأ عملية تبادل إطلاق بينهما من مسافة صفر. 

وعندما طلب المسلحون الحوثيون من صالح تسليم نفسه، رفض وكان يحمل سلاحاً شخصياً، وهو ما انتهى به الحال قتيلاً، والحال ذاته بالنسبة لأمين عام حزب المؤتمر، دون أن يستبعد المصدر أن يكون المسلحون قد تلقوا أمرا بتصفيته، بعد اعتقاله.

التعليقات