المطران حنا: نذكر كنائس العالم بضرورة الدفاع عن القدس

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة اليوم وفد كنسي من اوكرانيا ضم عددا من الاساقفة ورؤساء الاديارالارثوذكسية والاباء الكهنة والرهبان والراهبات الذين ابتدأوا زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين ابتدأوها بزيارة القدس ومعالمها وقد سار الوفد في طريق الالام وصولا الى كنيسة القيامة حيث استقبلهم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس مرحبا بزيارتهم ومتمنيا لهم حجا مقبولا وادعية مرضية في سائر الاماكن المقدسة التي سيزورونها .

وقد ابتدأت الزيارة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس ومن ثم استمع الوفد الى حديث روحي من المطران وذلك في كنيسة نصف الدنيا قبالة القبر المقدس .

تحدث المطران في كلمته عن تاريخ كنيسة القيامة ومكانة القبر المقدس الذي منه بزغ نور القيامة لكي يبدد ظلمات هذا العالم ، فكنيسة القيامة بالنسبة الينا تعتبر من اقدس واهم المواقع المسيحية في العالم فهنا تمت كافة الاحداث الخلاصية وصولا الى القيامة والانتصار على الموت.

نرحب بكم باسم كنيستنا وباسم شعبنا ونود ان نقول لكم ولكافة زوار وحجاج مدينتنا بأن القدس خاصة وفلسطين عامة هي ليست فقط المقدسات وليست فقط الاماكن التاريخية التي نفتخر بها ونحافظ عليها ، ففلسطين الارض المقدسة هي اولا وقبل كل شيء الانسان ، فلسطين ليست فقط التاريخ والمقدسات والتراث الذي نفتخر به فحسب بل هي ايضا هذا الشعب الرازح في ظل الاحتلال والذي يناضل ويكافح من اجل حريته وكرامته واستعادة حقوقه .

من احب فلسطين ومن سعى لزيارة الاماكن المقدسة في القدس عليه ان يلتفت ايضا الى الانسان القاطن في هذه الارض المقدسة فما قيمة المقدسات بدون الانسان وكنيستنا ليست كنيسة حجارة صماء ، انها ليست كنيسة الحجر بل كنيسة البشر والمسيحيون في هذه الارض المقدسة وان كانوا قلة في عددهم الا انهم ليسوا اقلية وهم يرفضون ان ينظر اليهم كذلك .

المسيحيون الفلسطينيون هم ابناء هذه الارض المقدسة وهم يفتخرون بانتماءهم الايماني وتراثهم الروحي ولكنهم ايضا يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني فهم مكون اساسي من مكونات هذا الشعب والقضية الفلسطينية هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين ، كما انها قضية كل انسان حر في هذا العالم يؤمن بالقيم الانسانية والاخلاقية والروحية .

نقول للكنائس المسيحية في عالمنا بأنه من واجبكم ان تدافعوا عن فلسطين وشعبها المظلوم ومن واجبكم ايضا ان تدافعوا عن القدس وعن مقدساتها واوقافها المستباحة .

اقول للكنائس المسيحية في عالمنا بأنكم عندما تدافعون عن فلسطين وعن القدس انما تدافعون عن ايمانكم وتدافعون عن اقدس بقعة في العالم اختارها الله لكي تكون مكان تجلي محبته نحو البشر ، ان انحيازكم نحو الشعب الفلسطيني المظلوم انما هو انحياز للحق والعدالة وهو انحياز للقيم الاخلاقية والروحية النبيلة ، ولذلك فإننا نناشد الكنيسة الروسية والكنيسة الاوكرانية كما وكافة الكنائس المسيحية في عالمنا بأن تلتفت الى مدينة القدس التي تحمل صليبها كسيدها وتسير في طريق جلجلتها وآلامها على رجاء قيامة ملؤها الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة .

لا تترددوا في دفاعكم عن فلسطين ولا تخافوا في دفاعكم عن الحق والعدالة ونصرة المظلومين والمتألمين في هذا العالم .

نحن شعب يتوق الى تحقيق العدالة في هذه الارض والعدالة مغيبة بفعل ما يرتكب بحق شعبنا من مظالم ومن انتهاكات يومية لحقوق الانسان ، كما اننا نصلي من اجل بلدكم ومن اجل كنيستكم لكي تكون كنيسة واحدة بعيدا عن الانشقاقات والتي مصدرها اعداء الكنيسة المتربصين بها .

قدم المطران، للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية وطالب بأن يتم تعميمها على الكنائس في اوكرانيا ، اذ اننا نريد ان يصل صوتنا وصوت شعبنا الى كل مكان في هذا العالم ورسالتنا كانت وستبقى بأننا شعب يتوق الى ان تتحقق العدالة ويسود السلام الحقيقي في هذه الارض المقدسة، كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.