مؤتمر فلسطينيي اوروبا يتبنى حراكا عاجلا لرفع المعاناة عن فلسطينيي لبنا

مؤتمر فلسطينيي اوروبا يتبنى حراكا عاجلا لرفع المعاناة عن فلسطينيي لبنا
رام الله - دنيا الوطن
في ظل الظروف العصيبة و التحولات الجسيمة التي تتزامن معها الذكرى السبعون لنكبة فلسطين ، هذه المتغيرات التي تستهدف قضايا مصيرية لطالما شكلت ثوابت رئيسة تمسك بها الشعب الفلسطيني عبر مسيرة نضاله و على رأسها ملفي القدس و حق العودة حيث تتعرض تلك العناوين الى مخططات ممنهجة من اجل تصفيتهما و طي صفحتهما لصالح شطب الاحقية الفلسطينية بهما على طريق تصفية القضية ككل ، غير ان الارادة الفلسطينية الثابتة التي مارسها الشعب الفلسطيني طوال عقود من الزمن مستندا في نضالاته و ثباته على عمقه العربي المتمثل بالحس القومي للعديد من الشعوب و الدول العربية و خاصة منها دول الطوق و على راسها لبنان التي دفعت ثمنا لموقفها المستضيف المتلاحم مع الشعب الفلسطيني الامر الذي عزز من ثبات الفلسطينيين الذين انزلوا من هذا الدور على الدوام منزلة التثمين و استشعار الدلالة من خلاله على عمق الاخوة بين البلدين 

في ظل تلك الظروف الصعبة و مع استمرار معاناة الشعب الفلسطيني في شتى اماكن لجوئه داخل المخيمات و خارجها و امام حالة الاجماع الفلسطيني الحريص دوما على التهيئة لاتمام دور اللاجئ الفلسطيني الرئيس المتمثل في انجاز حق العودة و التأكيد على مرحلية الوجود الفلسطيني داخل المخيمات لصالح العودة الى الوطن الام فلسطين تبرز على الدوام التحديات التي يعانيها فلسطينيو لبنان باعتبارها الحالة الفلسطينية الاطول مرارة خاصة في ظل الواقع غير الصحي الذي يعيشه الفلسطيني داخل هذا البلد حيث تطال معاناته فيها كافة مناحي الحياة اليومية بقطاعها الصحي و الاقتصادي و الاجتماعي و التعليمي علاوة على البيئة البائسة التي يعيش فيها هؤلاء اللاجئون في ظل واقع فاقد لابسط مقومات البنية التحتية و اسبابها 

و لعل مما يزيد من هذه المعاناة هو الالية التي تحتاج الى مراجعة و التي تمارسها السلطات الامنية اللبنانية في علاج بعض القضايا العالقة حيث تتبنى في تحركاتها و حلولها احيانا سياسة العقاب الجماعي في التعامل مع الشعب الفلسطيني المقيم في هذا البلد مما ادى الى نتائج كارثية في مراحل سابقة وصلت حد الشطب الكامل لوجود بعض المخيمات و ما تجربة مخيم نهر البارد من ذلك ببعيدة  

لتتصدر المشهد ما اقدمت عليه السلطات اللبنانية من وضع بوابات الكترونية على مداخل مخيم عين الحلوة الامر الذي وضع الشعب الفلسطيني الذي يقارب تعداده ال 50 الفا تحت عدسة الاتهام ليتحول فيه المخيم نتيجة تلك البوابات و ما سبقها من جدر اسمنتية الى سجن جماعي زاد من معاناة اهله المتراكمة و عاظم من كم الضغط المفروض عليهم ، الامر الذي يخشى ان يؤدي بشكل او باخر الى تأزيم وضع المخيم و علاقته بالسلطات اللبنانية مما يدفع تلك العلاقة نحو حالة من التصعيد في الوقت الذي تلتقي فيه المصلحة اللبنانية بأبعادها السياسية و الاقتصادية و الامنية مع وضع معيشي امني اقتصادي مريح للاجى الفلسطيني في هذا البلد 
 
و لعل مما يزيد استغراب عموم الشعب الفلسطيني بل و المتابعين المهتمين بشان مخيمات لبنان هذه التداعيات انها تأتي في ظل مناخ ايجابي من التفاهمات بين السلطات اللبنانية و ممثلي الوجود الفلسطيني في البلد تمنح مساحات نقاش واسعة و تسمح بايجاد حلول قانونية عادلة و واقعية لمطالب الجهات الامنية اللبنانية يعفيها من هذا الحل الاخير الذي يتنافى مع القانون الدولي لحقوق الإنسان كما يتعارض في الوقت ذاته مع التزامات لبنان القانونية والقومية تجاه الشعب الفلسطيني 

امام ذلك كله فان مؤتمر فلسطينيي اوروبا يستهل بهذا البيان حراكا متعدد الجوانب سياسيا و دبلوماسيا ايجابيا يهدف الى تسليط الضوء من جديد على المعاناة المتعاظمة لفلسطينيي لبنان داعيا الجهات الرسمية في البلد و كافة المؤسسات الدولية و المحلية المعنية بملف اللاجئ الفلسطيني فيه الى ضرورة انهاء هذه المعاناة الممتدة لاهلنا في مخيمات لبنان بما يؤسس لرفع المعاناة عن جزء اصيل من الشتات الفلسطيني و دفع لعجلة نضالاته في كافة اماكن تواجده 

كما ان المؤتمر اذ يعبر اليوم عن دعمه لمطالب الفلسطينيين في مخيمات لبنان من رفض  لاقامة البوابات الالكترونية فإنه يعلن انه قد بدأ و سيتابع سلسلة من الاتصالات مع الحكومة اللبنانية و مؤسسات الاونروا و العديد من الجهات الدولية بغية ايجاد حل سريع لمشكلة البوابات المستحدثة على مداخل مخيم عين الحلوة و ما يرافقها من اجراءات في وقت يتوقع فيه من لبنان الشقيقة ان تقدم لشعبنا كل اسباب صموده و دواعي ثباته و ان تتحمل المسؤوليات المنوطة بها تجاهه .

كما يدعو المؤتمر المؤسسات اللبنانية كافة باطيافها السياسية و الدينية و الحزبية و المدنية الى الوقوف مع هذا الحراك بغية رفع هذا الاجراء و تصحيحه. 

التعليقات