رمضان فرصة لتصحيح ثقافة الجيران

رمضان فرصة لتصحيح ثقافة الجيران
رام الله - دنيا الوطن
يحرص الكثير من الناس على تغيير بعض العادات خلال شهر رمضان المبارك، فالبعض يُقلع عن عادة معينة، والآخر يُخصص عادة لتلك الأيام، وفي النهاية يبقى بالتأكيد للشهر الكريم خصوصيته، حتى على عادات الناس وطباعهم، وبعض طقوسهم اليومية.

تقترح عليكم إعادة التفكير في طباعكم أو عاداتكم مع جيرانكم، فربما كانت تلك العلاقة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم تحتاج إلى بعض التغيير، وشهر رمضان سيكون فرصة جيدة للقيام بذلك، وإضفاء لمسة مختلفة حول ثقافة الجار.

حيث تقول الأخصائية الاجتماعية في جامعة الملك سعود، فاديا العبد الواحد، لـ"سيدتي. نت": الجار هو الأمان وراحة البال، وما وصّانا الرسول صلى الله عليه وسلم بشيء إلا لخير لنا، وقد أكد أكثر من مرة وعظَّم من أهمية وقيمة وحق الجار، ولكن للأسف واقع المجتمع اليوم تغيّر عمَّا كان عليه سابقًا، وتحولت الثقافة من الاجتماعية إلى ثقافة فردية، لتجد الكل يهتم بشئونه فقط، ولا يهتم بمن حوله طالما أنه بخير، بجانب كثرة المشاغل وضغوطات الحياة التي جعلت الجميع في سباق مع الزمن، لتُفْقِدَ هذه الأسباب الجيرةَ قيمتَها الحقيقية، ويصبح هذا هو السائد والمُتعارَف عليه، وتتحول لعلاقات محدودة وقليلة، أو قد تكون معدومة تمامًا بين الجيران، حتى وصل الحال لأن يعتبر البعض سؤال الجار تطفُّلًا وتدخُّلًا مزعجًا، أو يرون تبادل الهدايا بينهم عادة قديمة وسلوكًا غير متحضر، رغم أنّ قمّة الحضارة هي روح التودُّد والرحمة بين الجيران، التي تنعكس على المجتمع بشكل عام باطمئنان النفوس، وسلامة الصدور، فتطيب الحياة ويهنأ المرء بالعيش فيها، ولو أحسن كل جار إلى جاره، لظلّلت السعادة المجتمعات، وعاشت كأنها أسرة واحدة.

وتنصح العبد الواحد بالتوقف قليلاً، والتفكير في إحياء مفهوم وعصر الجيرة، والروابط الجميلة التي طالما سمعنا عنها من آبائنا وأجدادنا، حول تعاملاتهم مع جيرانهم، وكيف كانت قوة الروابط، والمبادرة بالسؤال عن الجار، وتفقّد أحواله، وتذكّر أجر ذلك وفضله عند الله، بجانب نفعه على المستوى الاجتماعي أيضًا.

التعليقات