"الميادين" البحرينية تنفرد في لقاء مع أبوغزاله

رام الله - دنيا الوطن
في عددها الرابع والعشرين لموسم الربيع، أفردت "الميادين" البحرينية غلاف مجلتها لصورة سعادة الدكتور طلال أبوغزاله، كجزء من مقابلة مطولة قامت بها المجلة مؤخرا مع سعادته، تحت عنوان "طلال أبوغزاله" عامل المعرفة الذي حقق هدفه.

اللقاء الذي انفردت به المجلة، جال تقريبا في كل المراحل التي مر بها رئيس مجموعة طلال أبوغزاله في حوار مليء بالعبر والدروس والتحدي والنجاح، على حد تعبير المجلة. 

قد بدأت مع خطوات الأولى لساعات تحت المطر والقيظ، في طريق كتب له التفرد في النجاح، والتميز في التجربة، كان له الوقع الأكبر في حياته فيما بعد والذي انبثقت عنه حكمة المعاناة التي تولد النجاحات، روى فيها أبوغزاله قصته الأثيرة حول طفولته الصعبة وكيف كانت دون غيرها من القصص، سعيدة ومليئة بالتفاصيل المفرحة، رغم كل الصعاب والقيود والشروط التي ستمنع أي طفل آخر على الاستمرار والصمود.

بعدها تحدث الدكتور أبوغزاله عن رسالته التي حملتها إياه طفولته، في أن يتبنى بصفته الشخصية والوطنية معا، هم التعلم والنهوض بالإنسان العربي من الخليج إلى المحيط، ما مكنه فيما بعد من تدشين وتبني مشاريع فكرية وتعليمية تخدم الأطفال والشباب. هذه المهمة العصيبة التي جعلت منه في العام ٢٠٠١ رئيسا لفريق التقنية والاتصالات للأمم المتحدة، رغم كونه عربيا ومسلما على حد قوله أمام قادة وسفراء العالم.

بالعودة إلى فلسفة "النقمة التي تتحول إلى نعمة" تحدث أبوغزاله للمجلة عن التحديات التي واجهها في حياته، وهي جمة، وكيف يمكن للإنسان أن يقرر بأن يكون سعيدا وناجحا، أو العكس، إن كان قادرا على مخاطبة ظروفه مهما كانت دقيقة، للوصول إلى هدفه المنشود.

وكان لابد من التعريج إلى جزئية الأهل في حياة الدكتور طلال أبوغزاله، للتعرف والاستزادة على أهم وصايا الأب والأم والدروس المستفادة من تجاربهم الكبيرة، والتي تتلخص في البعد عن المحرمات والإيمان بالله والثقة بالنفس وتحري المصداقية في العمل والتعامل مع الناس، والصمود أمام رياح العناء والتعب.

ولأن الإجابات كانت شفافة وعفوية، حرصت مجلة "الميادين" على استثارة بعض المفاصل الخاصة بحياة الدكتور أبوغزاله مثل علاقته مع الأجر المتعلق بالعمل، والذي يقول سعادته عنه إنه ليس المقياس الذي يقيم الإنسان به ذاته وقدراته، بقدر ما هو جزء من كل يحقق للعامل الشغوف أحلامه في المضي قدما والنجاح.

كما كان هناك اهتمام من المجلة في تسليط الضوء على شغف الدكتور أبوغزاله بالقراءة والاستزادة من العلوم والآداب والأفكار، ما يفرض عليه تخصيص أربع ساعات يوميا لممارسة هذه الهواية والتعلم من تجارب الآخرين. وينسحب ذلك على عالم الموسيقى الكلاسيكية ومدى ارتباطه به منذ الطفولة والذي احتل جزءا ولا يزال من عالمه الخاص، بعد أن كان نتيجة جميلة حصدها من عمله في مجال الاسطوانات في بدايات مراحل حياته، أدخلته بعد ذلك إلى علاقة حب لم تنته مع الموسيقى، ُترجمت فيما بعد إلى رعايات عدة لمهرجانات واحتفالات وفرق، كما أسست لأجلها إذاعة طلال أبوغزاله للأعمال والثقافة، والتي تبث حصريا الموسيقى الكلاسيكية.

وفي سياق مختلف أجاب سعادة الدكتور طلال أبوغزاله حول أهمية المناصب الدولية التي تولاها كأول عربي يتقلدها، حيث شدد على أنها تمثيل للإنسان العربي يمكنه أن يقدم شيئا على المستوى الدولي، ما مكنه من رئاسة أكثر من ثلاثين موقعا وفريقا دوليا، عكست صورة مثلى للكفاءات العربية في العالم.

كما قامت مجلة "الميادين" بإلقاء الضوء على كثير من الكتب التي صدرت حول شخصية الدكتور أبوغزاله وعلى رأسها "البطانية تصبح جاكيت" الذي رعاه مركز الشيخ ابراهيم للثقافة والبحوث، وكيف غيرت هذه الكتب نظرة القارئين والمتابعين للحياة بالمجمل، ولتفاصيل التجارب الصعبة بالخصوص.

وعن حلم الشخصي تحدث الدكتور أبوغزاله عن أمنيته بتحرير فلسطين كحق ينتصر للضمير الانساني والمبادئ والضمير العالمي، كما قال إنه كقومي عربي لطالما نادى وما يزال ينادي بأن يحمل العرب جواز سفر عربي موحد، يكرس الوحدة العربية ويقف أمام محاولات الاستعمار لتفتيتها وشرذمتها، من منطلق أن العرب يعيشون في منطقة جغرافية واحدة متماسكة ومتصلة تاريخيا، صنعت حضارة خمسة عقود من الزمان.

وفي نهاية اللقاء، وجه كلمة حب ووفاء لمملكة البحرين الشقيقة، صاحبة الفضل الكبير على حد تعبيره، خاصة الشيخ عيسي بن سلمان الذي تعلم منه الحكمة والتواضع. كما كانت المملكة واحدة من نقاط تأسيس محطات النجاح في حياة أبوغزاله، لا يمكن أن ينساها أبدا.

التعليقات