حنا: الثروات العربية ليست للعرب بل هي في أيدي أعدائهم

حنا: الثروات العربية ليست للعرب بل هي في أيدي أعدائهم
رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح هذا اليوم وفد من ابناء الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية في كندا وهم من اصول سورية وقد ابتدأوا اليوم زيارة حج الى الاماكن المقدسة في فلسطين ابتدأوها بزيارة كنيسة القيامة حيث كان في استقبالهم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس الذي جال واياهم داخل الكنيسة مقدما لهم بعض الشروحات والتوضيحات حول اهم المواقع التاريخية الموجودة في هذا المكان المقدس .

وامام القبر المقدس اقيمت الصلاة على نية الوفد وكذلك من اجل السلام في سوريا ومن اجل عودة المطارنة المخطوفين ومن اجل جميع المخطوفين والمتألمين والحزانى والثكالى والمشردين الذين عانوا من هذه الحرب الهمجية التآمرية التي استهدفت الدولة السورية .

ومن ثم كانت هنالك كلمة للمطران والذي رحب بزيارة وفد ابناء الكنيسة الارثوذكسية الانطاكية الشقيقة السوريين والذين يزورون الارض المقدسة للمرة الاولى حاملين معهم آلام وجراح ومعاناة شعبهم وهم سيزورون الاماكن المقدسة ساجدين خاشعين بكل ورع وايمان ومصلين من اجل ان يتحقق السلام في سوريا ولكي يكون الرب الاله عونا وتعزية لكافة اولئك الذين عانوا من هذه الحرب التي نعتبرها مؤامرة على سوريا وعلى تاريخها وحضارتها وتراثها وانسانها .

ننتهزها مناسبة لكي نجدد تضامننا مع سوريا ورفضنا واستنكارنا لهذه المؤامرة التي تعرضت لها حيث دُفعت مئات المليارات من الدولارات على الحرب في سوريا في حين ان هذه الاموال كان من المفترض ان تستعمل من اجل البناء والتطور والرقي والرخاء .

يا لها من كارثة كبرى تعاني منها منطقتنا العربية حيث ان الاموال النفطية تستعمل من اجل الدمار والخراب بدلا من البناء والرقي والتطور ومعالجة الاوضاع المعيشية والاقتصادية لشعوب منطقتنا .

ما دُفع حتى الان من اموال على الحروب في سوريا واليمن والعراق وليبيا وغيرها من الاماكن كان من الممكن ان يجعل من منطقتنا منطقة خالية من البطالة والجوع والفقر والمعاناة .

يؤسفنا ويحزننا ان نقول بأن الثروات العربية ليست للعرب بل هي في ايدي اعدائهم لكي يستعملونها كما يشائون ولكي ينشروا ثقافة العنف والارهاب والقتل والفوضى الخلاقة في منطقتنا .

ان الارهاب الذي حل بسوريا استهدف كافة مكونات الشعب السوري وما تعرض له المسيحيون تعرض لهم كافة المواطنين الذي عانوا وما زال يعانون نتيجة هذا الدمار الذي حل بهذا البلد الجميل .

ولكن وبالرغم من كل هذه الالام والاحزان والجراح التي المت بسوريا الا ان هذا البلد قادر على ان ينهض مجددا وان تبتدأ ورشة اعادة الاعمار وترميم ما يمكن ترميمه ، ليست فقط الابنية هي التي بحاجة الى ترميم ومعالجة بل ايضا النفوس الجريحة والمتألمة تحتاج الى اهتمام ومعاينة ومعالجة .

ان نزيف سوريا هو نزيفنا فعدونا واحد وان تعددت الاسماء والاوصاف هنا وهناك واولئك الذين تآمروا على سوريا هم ذاتهم المتآمرون على فلسطين وعلى الوطن العربي .