إنجاز هندسي يحكي قصّة إبداع وتفنن

إنجاز هندسي يحكي قصّة إبداع وتفنن
رام الله - دنيا الوطن
المنزل يتبع للنمط الهندسي للمبنى الذي يضمّه، فمدخله يوحي بأن الزائر يدخل فندقاً فخماً، حيث هناك أشخاص للاستقبال وقاعات جلوس عديدة في بهو المبنى.

مساحة الشقة المتوسطة الممتدة على مساحة 160 متراً مربّعاً، بدت فسيحة، مشعّة ومريحة، بفضل الخيوط الهندسية التي نسجها المهندس فران. واعتُمدت الألوان الموحّدة للأثاث وأوراق الجدران الفاخرة بتدرّجات اللون الرمادي، لتنسحب ليس فقط على قاعة الاستقبال، إنما أيضاً على غرف النوم التي اعتمُد فيها اللون البيج أساساً.

وبما أنّ الأرض داكنة حيث يطغى عليها اللون الأسود الرمادي، فقد اختار المهندس فران اللون البيج للصالون بهدف إضاءة المكان واستغلال النور الذي عكسته الواجهات الزجاج العديدة، والتي يحلو منها إنعام النظر في معالم بيروت الفاخرة. فمن الطبقة 17، يحلو التأمل في العاصمة وأبنيتها الفاخرة وخليج بيروت. انسدلت الستائر البيض الشفافة من الوسط، والستائر ذات القماش القطن البيج من الجوانب، والتي تسمح بإدخال المنظر الجميل للمحيط إلى الداخل.

الأثاث كله من تصميم المهندس فران الذي له قصّة خاصة مع مجموعة طاولات يصمّمها، وحاز من خلالها جوائز فنية عديدة. فقد حوّل مكتبه في أحد شوارع بيروت العريقة إلى صالة عرض تضمّ مجموعته الفنية. وهو اليوم يشتهر بتصاميمه عالمياً، والتي تحمل اسم FORMITABLE.

وهنا، اختار من مجموعته طاولة مميّزة، ركائزها من الخشب بأشكال هندسية لافتة، ووسطها من الزجاج. وبدت الطاولات الجانبية مبتكرة أيضاً، فضلاً عن طاولة غرفة الطعام البيضوية الشكل، التي تداخل في هندسة قاعدتها لونا الخشب الأبيض والبني الموشّى بابتكار لافت، ووجهها من الزجاج، وترتفع حولها المقاعد القماش البيج.

وقد عمد المهندس إلى وضع لمسة من الألوان والفرح على جدار غرفة الطعام. فلبست الجدران معظم الألوان مقلّمة بالعرض. وتوسّط الجفصين الجدران، الذي تقلّم بدوره إلى جانب الجفصين البسيط التصميم للسقف.

في ركن الاستقبال، لمسة فريدة للذوق تمثّلت بالأكسسوار المنتقى بعناية من ماركات مشهورة، أبرزها المورانو للأواني التي زيّنت طاولة الوسط في الصالون. كذلك، ازدانت طاولة غرفة الطعام بأوانٍ مميّزة باللونين الذهبي والأبيض على شكل مزهريات، تقابلها على أحد جدران غرفة الطعام ثلاث قطع بالأسود والذهبي والأبيض على شكل أزهار مسطّحة، لتشكّل ثلاث لوحات متناغمة.

وفوق الطاولة، تدلّت أربع ثريات بلون البرونز بأشكالٍ متناسقة ومتفاوتة، أضفت جمالاً استثنائياً على المكان، خصوصاً أنّ غرفة الطعام هي التي تطالع الزائر قبل دخول الصالون. وبالعودة إلى غرفة الاستقبال، تطالعنا قطعتان خشبيتان متشابهتان بشكل هندسي مبتكر من مجموعة فرّان المميّزة للطاولات.

ويقع إلى يمين هذه الردهة، المطبخ الذي تمت هندسته بشكل عملي، فعلى رغم صغر مساحته، إلا أنه ضمّ كلّ المستلزمات المطلوبة لإقامة مريحة في قالب من العصرية.

حمّام الضيوف الذي يقع بعد ردهة الاستقبال مباشرة، اتسم باللونين الأسود والأبيض في إطار من الرقي والرفاهية.

وبالانتقال إلى جناح غرف النوم، ترافقنا الراحة التي عادة ما نجدها في غرف الفنادق الفخمة.

وقد سطع منها اللون الأبيض المتداخل مع الرمادي الزاهي، ما أكسب هذا الجناح اتساعاً ونضارة وإشعاعاً. وارتدت الأرض حلّة من الباركيه الزاهي. أما الستائر وأغطية الأسرّة، فأتت زاهية اللون ومتجانسة مع هذا الجوّ المفعم بالنور. 

وبالوصول الى حمّام الغرفة الماستر، فلم يخالطه لونٌ سوى الأبيض الناصع في كلّ تفاصيله.

منزل يحكي قصّة جمالية من قصص المهندس فران وإبداعاته الكثيرة.        









التعليقات