معاريف: الهدنة مع حماس جدية ووقف إطلاق النار اعتراف بـ (الكيان المنفصل)
رام الله - دنيا الوطن
قالت صحيفة (معاريف) الإسرائيلية، إن الهدنة مع حركة حماس في قطاع غزة، أكثر جدية من أي وقت مضى، مشيراً إلى أنه من المحتمل أن يتم الاتفاق على وقف إطلاق نار طويل، والذي سيُمكن إسرائيل من التركيز على الهدف المحترق حقاً وهو إزالة الإيرانيين من سوريا.
وأوضحت الصحيفة، أن هناك تفاؤلاً لدى الجانب الإسرائيلي بأن يتم الاتفاق على وقف إطلاق نار طويل الأجل، منوهةً إلى أن رغبة حماس القوية في وقف إطلاق النار ليست جديدة: منذ الحرب الأخيرة على غزة 2014.
وأضافت: "كانت قيادة حماس تشير إلى أنها ستكون سعيدة باتفاق في غزة لوقف إطلاق نار طويل المدى، وكان عرض العودة خلال الشهرين الماضيين جزءاً من هذه الإشارات، كما أن فشلها الكامل في اختراق الحدود مع إسرائيل زاد من اليأس والاستعداد للتوصل إلى حل وسط، ما تغير هو مدى جدية الوسطاء والتفاهم في الجانب الإسرائيلي، بأن استمرار الوضع الحالي، سيؤدي بالتأكيد إلى مواجهة".
وتابعت: "لطالما سعى القطريون إلى التقرب من إسرائيل على أمل أن يؤدي ذلك أيضاً إلى استعادة علاقاتهم مع واشنطن والقاهرة والرياض، ولقد أتاحت لهم المظاهرات التي جرت الأسبوع الماضي الفرصة لإثبات أنهم يعرفون أيضاً كيف يقومون بذلك، لقد توسطوا في مفاوضات سريعة".
وأكملت: "المصريون الذين عملوا منذ فترة طويلة على خلق شق بين حماس في غزة وتنظيم الدولة في سيناء، في الآونة الأخيرة باركوا عملهم، مما سمح لهم بالنظر إلى حماس في غزة بازدراء أقل، وهم اليوم على استعداد أيضًا للمساهمة في قطاع غزة".
واستطردت: "لقد قدموا هم والقطريون مقترحات منفصلة لوقف إطلاق النار، في الأيام القليلة الماضية، كانت هناك مناقشات محمومة في المنطقة حول المسودات، والتي لا يمكن الإبلاغ عنها كلها، هذه المرة هناك أيضاً تدخل أمريكي في المحادثات".
وأشارت الصحيفة، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدرك أن تحقيق الهدوء في غزة، وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، يمكن أن يساعدهم على تحقيق رؤية الاتفاق الإسرائيلي الفلسطيني، والتسوية التي يتم إنجازها تحت رعاية ترامب فرصة لمكافأته، وخاصة الآن، بعد فشل الخطوة تجاه كوريا الشمالية، وعلى الطريق سيعزز العلاقة مع وسيط سيختاره من بين الاثنين، وفق تعبيرها.
وشددت الصحيفة، إلى أن الجيش الإسرائيلي، يحاول منذ أشهر بالفعل إقناع القيادة السياسية بعمق الأزمة في غزة وتداعياتها الخطيرة، بدأت مؤخراً تلقى آذان صاغية، وأنه خلال الاتصالات التي جرت الأسبوع الماضي، انسحبت إسرائيل من طلب نزع السلاح من قطاع غزة كشرط لأي اتفاق، والطلب الاكثر خيالية بإعادة للسلطة الفلسطينية إلى غزة.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه في الاتصالات الأخيرة عرضت إسرائيل طلبات واقعية وهي فرض الهدوء المطلق من قطاع غزة- وقف إطلاق الصواريخ من جميع المنظمات، ووقف حفر الأنفاق وإعادة تفعيل "معيار الأمن"- منطقة معقمة غربي الجدار، وحل قضية الأسرى والمفقودين في غزة.
وبينت الصحيفة، أن لدى القطريين مصلحة أخرى في الترويج لصفقة تبادل الأسرى: فهم أيضاً لديهم عدد من السجناء المحتجزين في مصر، ويمكن إدراجهم في صفقة أوسع.
في المقابل، إسرائيل مستعدة لتقديم تسهيلات مهمة من خلال المعابر: عبر إدخال مشاريع لتحسين البنية التحتية وعبور البضائع، شريطة أن لا تخدم في تعزيز حماس، والمصريون من جانبهم، مستعدون لمزيد من التخفيف الشامل لمعبر رفح، وفق الصحيفة.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه كما في الماضي، هذه المرة أيضاً، هذه ليست اتفاقية مباشرة بين حماس وإسرائيل، بل هي اتفاقية سيوقعها الوسطاء، ليس سلاماً، ليس اعترافاً ولا حل دائماً- إنه وقف لإطلاق النار يخدم الطرفين، ولكن إذا تم تحقيقه، فسوف يكون هناك اعتراف إسرائيلي فعلي بالكيان المنفصل الموجود في غزة.
ولفتت الصحيفة، إلى أن إسرائيل تنتظر الآن استجابة حماس لمقترحات وقف إطلاق النار، ولكن حتى هنا لا يوجد إجماع على الفكرة، في حين أن المستوى الدفاعي، يدعم ذلك فإن وزير الجيش أفيغدور ليبيرمان يعارض ولا يزال يصر على مبدأ التجريد من السلاح.
وبينت الصحيفة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أجرى الاتصالات، لم يقل بعد كلمته الأخيرة، وقد يكون في انتظار فهم غروره، نفتالي بينيت، قبل أن يقرر، فيما يعتبر وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت من الوزراء الذين يفهمون المزايا الكامنة من وراء فصل القضية الفلسطينية بين غزة والضفة الغربية.
التعليقات