طيلة شهر رمضان.. شاب غزي يجمع أطفال حارته لتتمكن أمهاتهم من الطبخ

خاص دنيا الوطن
تكثر الأعمال الخيرية في رمضان، لكن معظمها يكون على هيئة نقود أو طعام أو حتى ملابس، إلا أن الشاب حسين الزويدي (26 عاماً) من بيت حانون في غزة كسر هذه القاعدة بفكرة مُبتكرة.

يقوم الشاب حسين بجمع أطفال حارته واللعب معهم والترفيه عنهم لتتمكن أمهاتهم من إعداد وجبة الفطور والطبخ بلا إزعاج أطفالهن.

مبادرة حسين نابعة من خبرته السابقة، يقول في حديثه لـ دنيا الوطن: " عملت كمنشط أطفال في العديد من الجمعيات المحلية وكنت مًدرب دبكة شعبية، كما عملت في مؤسسة الرؤية العالمية منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 حتى إغلاقها".

يتطوع حسين حاليا في جمعية فرسان الغد الشبابية فى بيت حانون، حيث يعمل كمنشط ضمن مشروع المواطنة الفاعلة والحفاظ على البيئة الذى تنفذه جمعية الشبان المسيحية غزة بالشراكة مع جمعية فرسان الغد الشبابية.

وحول فكرة تجميع الأطفال يومياً قال حسين:"فكرة المبادرة جاءت بناء على مشروع المواطنة الفاعلة والحفاظ على البيئة، حيث طُلب مني تنفيذ نشاط واحد كل شهر، لكن العمل مع الأطفال لا محددات له، فلماذا أعمل نشاطاً واحداً فقط إذا كان بإمكاني عمل نشاط كل يوم خاصة في مدينتي بيت حانون التي تعاني من عدم وجود أي مساحة آمنة للعب من منتزهات ومرافق عامة".

وأضاف: "حتى المنتزه البلدية العامة الذي تم تحويله لمركز إيواء بعد عدوان 2014 لم يتم ترميمه بالرغم من المطالبات الكثيرة بذلك".

يحب حسين العمل مع الأطفال، واختاره لأنه عمل إنساني بحت على حد وصفه، وحول ردود الأفعال قال: " سعدت جدا بما رأيته من الأطفال والأهالي اللذين أصبحوا يتوافدون يوميا ً في الميعاد المحدد، بل وطالبني البعض أن أوسع نشاطي في الحارات الأخرى".

وأكد حسين أنه سيبذل قصارى جهده بأن تستمر هذه المبادرة إلى ما بعد رمضان خاصة أنه يستمتع به ويفيد الأطفال، وختم :"في حارتنا كثافة سكانية عالية، ولا يوجد مساحة لعب آمنة مما ينتج الكثير من العنف نتيجة وجودهم في الشارع لفترات طويلة، واستمرار هكذا أنشطة يخفف من حدة العنف لدى الأطفال".

ويتمنى حسين أن تقوم مؤسسات المجتمع المحلي بتنفيذ أنشطة مماثلة لتقديم خدمة إنسانية بأقل الجهود والتكاليف خاصة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها أهل قطاع غزة.