حنا: سيبقى المسيحيون الفلسطينيون في هذه الارض المقدسة متمسكين بقيمهم الايمانية

رام الله - دنيا الوطن
وصل الى المدينة المقدسة صباح هذا اليوم وفد من ابناء الرعية الارثوذكسية في نابلس ورفيديا وغيرها من البلدات والقرى والمجاورة حيث تجولوا في البلدة القديمة من القدس وساروا في طريق الالام وصولا الى كنيسة القيامة.

حيث استقبلهم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس مفتتحا زيارتهم لكنيسة القيامة بالصلاة والدعاء امام القبر المقدس ومن ثم انتقل الجميع الى الكاتدرائية المجاورة حيث استمعوا الى حديث روحي من المطران الذي تحدث عن سبت الاموات كما تحدث عن عيد العنصرة الذي تحتفي به كنيستنا المقدسة يوم غد الاحد وهو العيد الذي يعتبر عيد ميلاد الكنيسة.

تحدث سيادته في كلمته عن عراقة الوجود والحضور المسيحي في هذه البقعة المقدسة من العالم مؤكدا بأن المسيحيين في هذه الديار انما هم متمسكون بأصالتهم الايمانية وجذورهم الروحية وانتماءهم لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية وتراثا وانتماءا .

نفتخر بانتماءنا للمسيحية المشرقية الحقة التي بزغ نورها من هذه الارض المقدسة كما اننا نفتخر بانتماءنا للامة العربية والشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم من اجل الحرية .

نحن فلسطينيون هكذا كنا وهكذا سنبقى ولن يتمكن احد من اقتلاعنا من جذورنا الوطنية ومن انتماءنا العريق في هذه الارض المقدسة .

المسيحيون الفلسطينيون اصبحوا قلة في عددهم بسبب ما الم بهم وبشعبهم الفلسطيني ولكنهم ليسوا اقلية ولا يجوز لنا ان نقبل بأن يُنظر الينا كأقلية لاننا لسنا كذلك فالمسيحية انطلقت من بلادنا ولم تأتي الينا من اي مكان في هذا العالم والمسيحيون الفلسطينيون ابناء هذه الارض المقدسة انما يفتخرون بانتماءهم للشعب الفلسطيني وهم مدافعون حقيقيون عن عدالة قضية شعبنا وسيبقى المسيحيون الفلسطينيون في هذه الارض المقدسة صوتا مناديا بالحق والعدالة والحرية والكرامة لشعبنا .

لن نتقوقع في بوتقة الطائفية كما يريدنا البعض ان نكون ولن ننعزل عن هموم وهواجس شعبنا ولن نكون الا جزءا اصيلا من هذا الشعب الذي آلامه هي آلامنا وجراحه هي جراحنا ومعاناته هي معاناتنا كما ان تطلعه نحو الحرية هو تطلعنا .

اقول لابناء كنيستنا ولمسيحيي بلادنا بأن لا تخافوا اذا ما لاحظتم بأنكم قلة في عددكم فهذه القلة مطالبة اليوم اكثر من اي وقت مضى لأن تكون ملحا وخميرة لهذه الارض ومصدر خير وبركة لهذا الشعب الذي يتوق الى تحقيق العدالة والحرية والكرامة الانسانية .

لا تخافوا ولا تترددوا في دفاعكم عن قيم الحرية والكرامة الانسانية فالمسيحية الحقة تحثنا دوما على ان يكون انحيازنا للمظلومين والمهمشين والمعذبين في هذا العالم ، نحن نقف الى جانب كل انسان مظلوم والى جانب كل انسان معذب ومكلوم ومضطهد ، نحن نقف الى جانب كل انسان يعاني من القمع والاضطهاد والظلم والاستبداد ، نحن مع شعبنا الفلسطيني في معاناته وآلامه وجراحه وسنبقى كما كنا دوما ملتزمين بالقضايا الوطنية ولن نتخلى عن انتماءنا الانساني كما اننا لن نتخلى عن انتماءنا العربي وعن انتماءنا لهذا الشعب المناضل والمقاوم والمكافح من اجل الحرية .

احبوا كنيستكم وتمسكوا بقيم الانجيل المقدس في حياتكم ومن نادى بقيم الانجيل وانتمى للكنيسة المقدسة احب وطنه وانحاز لقضايا العدالة وكان صوتا صارخا مناديا بالحرية والكرامة لشعبنا الفلسطيني .

افتخروا بانتماءكم لفلسطين وارفعوا هاماتكم عاليا لانكم فلسطينيون تنتمون لهذه الارض المقدسة والقدس عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا .

وبمناسبة سبت الراقدين نسأل الراحة الابدية لجميع المتنيحين على رجاء القيامة والحياة الابدية وبمناسبة عيد العنصرة العظيم نهنئكم ونسأل الله في هذا اليوم المبارك بأن يتحنن علينا جميعا وان يرأف بنا وان يحفظ كنيستنا وان يصون بلادنا المقدسة .

نتضامن مع اسر الشهداء ونسأل الله بأن يبلسم جراح المصابين وان يقوي شعبنا وان يحفظ ارضنا المقدسة المتعطشة لكي تتحقق فيها العدالة ويسود فيها السلام الحقيقي .

نسأل الله من اجل هذا المشرق العربي الذي انهكته الحروب ونتضامن مع اخوتنا الذين يعانون من الحروب والعنف والارهاب والقتل وثقافة الموت .

نتضامن مع اخوتنا المطارنة المخطوفين في سوريا ونطالب بأن يعودوا الى ابرشياتهم كما ونتضامن مع كل المخطوفين والمتألمين والمعذبين والثكالى في سوريا وفي العراق وليبيا واليمن كما ونتضامن مع كافة ضحايا الارهاب حيثما كانوا واينما وجدوا .