ماهر عبيد: استمرار بناء المستوطنات وتوسعها يهدف لتغيير جغرافي وديمغرافي

رام الله - دنيا الوطن
أكد الباحث المختص في ملف الاستيطان ماهر عابد أن المصادقة على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية من قبل دولة الاحتلال يأتي ضمن مخطط مدروس يهدف بشكل رئيسي لتغيير جغرافي وديمغرافي في بنية الضفة الغربية والقدس، مشيرا إلى أن هناك منافسة شديدة بين الأطراف السياسية الصهيونية على إبراز قدرتهم على تغيير الواقع على الأرض بحيث لا يمكن الرجوع بعدها إلى ما يسمى بحل الدولتين وذلك للقضاء على أي تسوية سياسية مع الفلسطينيين.

وأوضح عابد إلى أن أي تغييرات على الأرض هي خطيرة جدا، وتهدف إلى تغيير وقائع جغرافية وديمغرافية جديدة تجعل من خيار حل الدولتين ضمن الماضي السحيق، مضيفا إلى أن تعامل السلطة مع الاتفاقيات على أن المستوطنات هي قضية يمكن التغلب عليها أو تأجيلها هو كلام مليء بالعبث بعقل الجيل الفلسطيني في ظل ما نشهده من تهويد للضفة الغربية بشكل تدريجي.

وبيّن عابد أن السلطة وبسكوتها منذ البداية عن الاستيطان أصبحت الآن أكثر عجزا من أي وقت مضى، وهي غير قادرة على اتخاذ أي قرارات لمواجهته.

وحذر عابد من أن الضفة الغربية مقسمة إلى عشرات "الكانتونات" التي يمكن فصلها عن الضفة بسهولة من خلال وضع الحواجز، كما أن هناك مخططات إسرائيلية لبناء مدن استيطانية كبيرة في السنوات الخمس القادمة تشمل مناطق صناعية وسكك حديدية تربط المستوطنات ببعضها.

ودعا عابد إلى ضرورة التصدي الشعبي المباشر والمستمر والمكثف لمثل هذه المحاولات الاستيطانية، خاصة بعد أن أثبت الحراك الشعبي فعاليته في الأيام الأخيرة وهو الذي أفشل بناء بؤر استيطانية في كل من رام الله ونابلس، مشددا على أن استمرار هذه المحاولات للتصدي بحاجة إلى حشد الرأي العام أولا، وقناعة جماهيرية بأن دفاعها هو دفاع عن وجود وليس عن خيار سياسي فقط في ظل التهديد الواضح للوجود في الضفة الغربية.