حنا: الاجراءات الاحتلالية الغاشمة لن تغير شيئا من هوية مدينة القدس

رام الله - دنيا الوطن
 قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس بأننا نعبر عن تضامننا ووقوفنا الى جانب اهلنا في قطاع غزة الحبيب حيث قدمت غزة العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى في مسيرات العودة وفي تظاهرات التنديد بنقل السفارة الامريكية للقدس .

كما واننا نعرب عن شجبنا واستنكارنا للتعديات الهمجية التي تعرض لها المشاركون في مظاهرة حيفا التضامنية مع غزة والرافضة لنقل السفارة الامريكية للقدس .

اما السفير الامريكي في القدس فقد اثبت مرة اخرى بأنه صهيوني اكثر من الصهاينة ومعاد للعرب والفلسطينيين والصورة التي شاهدناها يوم امس وقد كان مبتسما امامها انما تدل على ثقافته العنصرية وعدائه للشعب الفلسطيني.

كما اننا نعتبر ما يسمى بالسفارة الامريكية في القدس بأنها بؤرة استيطانية يجب ان تزول ولا يجوز القبول بهذا الواقع الذي يرسم لمدينتنا المقدسة كما اننا نعرب عن رفضنا لاقدام بعض الدول الاخرى الصديقة لامريكا على نقل سفاراتها للقدس ونعتبر بأن هذه المواقف انما هي مواقف عدائية مسيئة لشعبنا ولعدالة قضيتنا .

وامام هذا الواقع الذي يرسم لقضيتنا الوطنية ولمدينة القدس بشكل خاص لا بد لنا كفلسطينيين ان نرتب اوضاعنا الداخلية وان نكون اكثر لحمة ووحدة لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن القدس وفي افشالنا لكافة المؤامرات والمخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية .

اننا نعبر عن تضامننا مع اسر الشهداء وتمنياتنا بالشفاء الكامل للجرحى والمصابين ونؤكد بأن شعبنا لن يتخلى عن حقوقه ولن يتخلى عن انتماءه لهذه الارض ودفاعه عنها وتصديه لكافة المخططات والبرامج المشبوهة الهادفة للنيل من عدالة قضيتنا وطمس معالم مدينة القدس وتزوير تاريخها والنيل من مكانتها وهويتها العربية الفلسطينية .

نحن بحاجة الى ان نرتب اوضاعنا الداخلية ، نحن بحاجة الى ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وهذا يجب ان يتم بأسرع ما يمكن اذ لا يجوز الابقاء على هذه الحالة التي نمر بها والتي لا يستفيد منها الا المستعمرون المتآمرون على القدس وعلى القضية الفلسطينية .

فلسطين بحاجة الى ابنائها وكلنا مطالبون بأن نعمل من اجل فلسطين كل من موقعه ، فلسطين ليست حكرا على احد ولا يجوز ان يدعي احد ان هذه القضية هي قضيته دون سواه ، فهذه القضية هي قضيتنا جميعا ومن واجبنا ان نكون متحلين بالصدق والاستقامة والحكمة والدراية والمسؤولية لكي نتمكن من الدفاع عن قضيتنا وابراز عدالة هذه القضية في سائر ارجاء العالم .

لنا اصدقاء متعاطفون معنا في سائر ارجاء العالم ولكن قبل ان نطلب من الاخرين ان يتضامنوا معنا يجب علينا نحن ان نتضامن مع انفسنا وان نكون اكثر لحمة وتعاضدا .

فلسطين لابنائها ولن يتخلى ابناء فلسطين عن وطنهم مهما اشتدت حدة المؤامرات والسياسات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وتمرير ما يسمى بصفقة القرن .

القدس ستبقى لابنائها عاصمة لفلسطين ووقاحة ترامب وسفيره في القدس لن تغير شيئا من هوية القدس العربية الفلسطينية فالقدس عاصمة فلسطين ولن تزيدنا الاجراءات الاحتلالية والقرارات الامريكية الا مزيدا من الصمود والثبات والتمسك بمدينتنا وعاصمتنا وحاضنة اهم مقدساتنا .

وقد جاءت كلمات المطران هذه صباح اليوم لدى استقباله وفدا من اساتذة الجامعات الفلسطينية في كنيسة القيامة في القدس القديمة .