القضية وطنية سياسية بامتياز

القضية وطنية سياسية بامتياز
وفيق زنداح

كتبت مقالة مطولة بعنوان من غزة ... الى الرئيس محمود عباس وسأقوم بنشرها لاحقا بعد الشفاء الكامل باذنه تعالى ... مقالة فيها تعابير ومصطلحات ومشاعر وطنية وانسانية ... ومتطلبات اساسية لشعب أمامه تحديات عديده ... وازمات متفاقمة .

ما كتبت كان بروح المسؤولية الوطنية والتاريخية ... ولا يستند لادنى محاولة للتصيد أو استغلال الموقف ... كما حال قلة قليلة دائمة الاستثمار والاستغلال لكافة الفرص لتمرير مواقفها ... وتأكيد ما تطمع به .

غزة هذا الجزء الجنوبي من الوطن ... بكل ما فيه وعليه لا يعترف الا بالسلطة الوطنية الفلسطينية ومسؤوليتها المباشرة ... ولا يعترف الا بمرجعية منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .... هكذا غزة كانت وستبقى والى الابد ... ولن يغري غزة كل ما يمكن ان يقال ... وكل ما يجري وراء الكواليس حول تسهيلات اسرائيلية وأموال امريكية ... ومشروعات اقتصادية انسانية .... في محاولة بائسة يائسة ما بعد احداث الانقسام... ان يحدث الانقسام السياسي في غزة ما بين سياسي واقتصادي ... وكأن الاف الشهداء وعشرات الاف الجرحى والاسرى .... ومسيرة نضال طويل سقط فيها من القادة والكوادر من المناضلين عبر تاريخ غزة .. لاجل حفنة من المال ... او لاجل كابونة غذائية ... او لاجل تشغيل لا يصل الى حد الكفاف .

استغلال بشع ... واستثمار غير اخلاقي ... وتوجهات مخالفة للحقيقة وللواقع .... وللحقوق الثابتة والشرعية .

صحيح ان غزة تعاني الكثير من الازمات والكوارث ... لكن الصحيح ايضا وعبر التاريخ وحتى يومنا هذا ... غزة لا زالت تشكل صمودا وطنيا ... والتزاما بالشرعية الوطنية وقراراتها وعلى رأسها الرئيس محمود عباس وكافة مؤسساتنا ومرجعياتنا الوطنية .

هناك الكثير ممن يجهلون تاريخ غزة ... وقد كتبت سابقا بهذا المعنى ... وحتى يكون واضحا ومعلوما فان المعونات والمساعدات والاغاثة والاموال لا تغير بمواقفنا الثابتة ... ولا تحرك ما بداخلنا ... ولا تغير من قناعاتنا وثوابتنا وتمسكنا بحقوقنا .

نحن لا نقبل على انفسنا ... ولا يهون علينا تاريخنا ... ولا نقبل بالمساس بتجربتنا ... كما نرفض المساس بشرعيتنا ومحاولة الالتفاف عليها .... تحت بند جوع بعضنا ... واحتياجاتنا وتهالك بنيتنا التحتية ... وقلة الخدمات المقدمة لنا .

فهناك فرق شاسع ما بين الثابت بذاكرة الشعب وما يؤمن به ... ومن ضحى من اجله بالغالي والنفيس ... وما يمكن ان يطرأ من استغلال لحاجة طارئة .. لتبرير اهداف وسياسات استيراتيجية تقلب الحقوق ... وتغير المعادلة ... وتحاول الالتفاف على الشرعية ... وعلى استقلالية القرار الوطني الفلسطيني .

لذا اود ان اقول التالي :- 

اولا :- نحمدالله عز وجل ان سلم رئيسنا وقائدنا ورأس شرعيتنا الرئيس محمود عباس من الوعكة الصحية التي المت به وهو على طريق الشفاء الكامل بأذنه تعالى .

ثانيا :- أمريكا واسرائيل عليهم ان لا يفرحوا كثيرا باوضاعنا الفلسطينية وانقسامنا القائم ... وما يجري من جدل ومناكفات يحاولون استغلالها بصورة غير لائقة لكنها في اطار الاعتياد المألوف لسياستهم الاستعمارية وتصيدهم والبناء على الثغرات حتى تهدم الحصون من داخلها ... وحتى يزعزعوا الثقة بداخلنا ... وحتى يتحكموا برقابنا .... ان لم يكن بقرارنا ... وحدود وجغرافية تسوية باهتة ... لصفقة عاهرة ... لرئيس مصاب بالتيه السياسي والغباء الثقافي والتاريخي ... لإدارة امريكية تجهل بأكثر مما تعرف ... وتخطئ بأكثر مما تصيب .

ثالثا :- ما بعد رحيل الزعيم الخالد أبو عمار شعرنا ان هناك فراغا كبيرا ... وكان السؤال المطروح من يستطيع ان يملأ الفراغ ؟ّ!!! 

كان الرئيس محمود عباس الخيار الوحيد والقادر .. والذي اثبت بشكل قاطع وعبر سنوات حكمه اطال الله بعمره .... من أن يؤكد نظرية لا فرق ما بين الشهيد ابو عمار ومواقفه وما بين الرئيس محمود عباس وثباته على الحق والحقوق .

رابعا :- مواقف الرئيس عباس وشعاراته المرفوعة منذ بداية حكمه كانت قائمة على الواقعية السياسية ... والصراحة الموضوعة ... ولم يحاول للحظة تضخيم الشعارات ... والامكانيات ... واستخدام الخداع والتضليل للرأي العام .

خامسا :- اثبت صلابة على الحق ... وشجاعة بالرفض للقرار الامريكي والصفقة الامريكية وللحلول الاسرائيلية ولدولة غزة وقال على الدوام لا دولة في غزة ... ولا دولة بدون غزة ... بتأكيده على وحدة الارض والشعب ومرجعياته الوطنية والدستورية ... كما أكد على انه لا دولة دون القدس العاصمة الابدية .

سادسا :- الرئيس عباس يعرف جيدا مقدار محبة الناس له ... كما يعرف البعض القليل من المعارضين له .... وهو يعذرهم بمعارضتهم لفكره السياسي ... لان المعارضة جزء من النظام السياسي ... وانه لا يمكن لأي سلطة ان تكون دون معارضة ولكن سيبقى السؤال على أي ارضية ومنطلق وأهداف يمكن ان تكون هذه المعارضة ؟!!!!

سابعا :- الرئيس عباس رئيس الكل الفلسطيني بمعنى انه المسؤول الاول عن كل مواطن داخل الوطن وخارجه وهذه المسؤولية لا يمكن تجاوزها او القفز عنها او اعطاء اولوية لجزء على حساب جزء أخر .

ثامنا :- العاملين بالسياسة والاحزاب والحركات والفصائل نقول لهم اختلفوا كما شئتم ... لكن خلافاتكم او اختلافاتكم داخل الاطر الشرعية ... وليس عبر منابر الاعلام وبما يؤثر على الرأي العام بصورة سلبية ... وبما يتم استغلاله لتمرير سياسات ومخططات وبعدها نقوم بلوم بعضنا .

تاسعا :- قضية فلسطين قضية وطنية تحررية ... وليست قضية اغاثية انسانية.... كما يجري من حديث حول مساعدات ومبادرات ومشروعات مدفوعة بسياسة مخططة على طريق انهاء الحقوق وتعزيز الانقسام وضياع القضية خدمة لاسرائيل والمشروع الامريكي .

عاشرا :-خلاصة القول ... ليس امامنا الا انهاء الانقسام واتمام المصالحة وتعزيز الوحدة .. وافشال كافة المشاريع التصفوية الامريكية الاسرائيلية والتي تحمل عناوين انسانية ... وهي بالحقيقة ضياع للانسان وحقوقه الوطنية ... وعودة لمشروع السلام الاقتصادي الاسرائيلي ... والذي كان يقوده توني بلير ... على حساب الحقوق السياسية والوطنية .

الحادي عشر :- قناعتي الدائمة والراسخة عبر التاريخ وحتى يومنا هذا ان مصر الشقيقة سند الامة ... والداعم الرئيس للقضية الفلسطينية ولا يمكن لمصر وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي الا ان يكون داعما للحقوق الوطنية الثابتة وضامنا اساسيا لقيام دولة فلسطين على كامل الارض الفلسطينية وبحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس وليس اقل من ذلك ... كما واجب مصر ومسؤولياتها المتمسكة بها حول انهاء الانقسام ... ووحدة النظام السياسي الفلسطيني ... وعدم القبول باستمرار حالة الانقسام .. والظروف المعيشية بكل صعوباتها ومرارتها وازماتها داخل القطاع ... بفعل هذا الانقسام الاسود والحصار الاسرائيلي الظالم .

من هنا فان القضية الوطنية الفلسطينية قضية سياسية بامتياز وغير قابلة للقسمة .... ما بين سياسي وانساني ... وعلى الراغبين بدفع عجلة التسوية وتحقيق المشروع الوطني التحرري ان يبنوا سياستهم على هذا الاساس .

التعليقات