العمل تنعى الطفل عزام همام وتدعو لوضع حد لجرائم العنف ضد الاطفال

رام الله - دنيا الوطن
بينما تستعد العوائل العراقية لاستقبال شهر رمضان المبارك ووسط زحمة الاسواق وخروج المواطنين للتبضع يخرج والد الطفل عزام همام يهيم بوجهه بين الازقة والشوارع للبحث عن ذلك الطفل الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره ..طفل ملائكي البراءة جميل الوجه يخرج مساء كل يوم يلهو ويلعب في المكان المحدد له امام داره فقط لما يحمله والداه من خوف عليه معتمدين على سلامته من قربه للدار ووصاياهما المتكررة لجارهما للعناية بولدهما خلال مدة لعبه .

كعادته خرج الطفل عزام حاملا معه الحياة ونبضها المرتسم في عيون والديه راسما ذات الابتسامة التي تضيف لنقاء براءته حسنا وجمالا .. موعد اللعب قد انتهى عم السكون ارجاء الزقاق ..احست والدته بشيء من الم يعتصر قلبها لم تكن قد الفته من قبل لم يدخل عليها فلذة كبدها  في وقته المعتاد .. هرعت الثكلى الى باب دارها تدير بعينيها المرتجفتين صوب المجهول ..نحو امل بسيط يمكن ان ينمو ليخبرها انه مجرد كابوس وسيعود طفلك سريعا ليرتمي في احضانك .. تلقفت هاتفها النقال لتخبر والده بان طائرهما الصغير لم يعد الى عشه ..بدأت عملية البحث المضني وتوسعت رقعتها لتشمل الحي بأكمله ..كان اول من بادر الى المساعدة جارهم القريب اليهم لكن من دون جدوى .. ارتفعت اصوات الغربان وصمتت تغاريد الطير البريء ونحر الامل على اعتاب الخبر الصادم الذي حمله جارهم ذو السادسة عشرة من عمره الذي اعلمهم ان طائرهما وجد  مذبوحا مكسور الجناحين . انتهى مشهد الالم التراجيدي لدى الام ولم يعد صغيرها ليرتمي باحضانها المليئة دما من دموع عيونها الدامية وابتدأت مسيرة الالم .

التزم الاب جانب الصبر محكما قبضته كيلا تتسخ هي الاخرى بدم بريء بعدما علم ان مرتكب تلك الجريمة بحق طفله المظلوم هو ذاته جارهم ذو السادسة عشرة من العمر واكتفى بتحقيق العدالة من خلال مناشدته الجهات المعنية بانزال القصاص العادل بحق هذا السفاح .

وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ومن خلال هيئة رعاية الطفولة التابعة لها كانت لها وقفة تجاه تلك الحادثة الاليمة اذ نعت الطفل عزام همام ودعت الى وضع حد لجرائم العنف التي ترتكب ضد الاطفال .

وبينت مديرة مكتب هيئة رعاية الطفولة الدكتورة عبير الجلبي ان الهيئة لاحظت في الاونة الاخيرة تزايداً في حالات الخطف والعنف الموجه ضد الاطفال كان اخرها جريمة الاعتداء على الطفل عزام همام وقتله .

واضافت انه في الوقت الذي تعبر فيه هيئة رعاية الطفولة عن قلقها واسفها الشديدين لتنامي هذه الظاهرة فانها تدعو الاجهزة الامنية للتصدي لهذه الجرائم والقيام بالاجراءات القانونية بحق المجرمين .

الجلبي طالبت بالاسراع في تشريع قانون مناهضة العنف الاسري ليضع حداً لهذه الممارسات التي تتنافى مع الشرائع السماوية والقوانين والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها جمهورية العراق .

التعليقات