سنُفطر في القدس"ليس استجداء يا عرب"

سنُفطر في القدس"ليس استجداء يا عرب"
سنُفطر في القدس"ليس استجداء يا عرب"
صلاح سكيك

قليل ما يجذب إعلان شركة ما المُشاهد العربي، ففي آخر خمس سنوات كانت الإعلانات التجارية يغلب عليها الطابع المثير، بل وصل الأمر إلى أننا شاهدنا عبر شاشاتنا الصغيرة، إعلانات تروج للجنس أحياناً، وتدعو للفجور أحيان أخرى.

ما دعاني لأكتب هذا المقال المتواضع، هو أنني أعجبت مؤخراً بإعلان شركة زين، والذي كغيره من الإعلانات، تنوعت ردود الفعل حوله ما بين مؤيد ومعارض، ولكل فريق من الفريقين مبرراته.

من الصعوبة بمكان، أن تلخص عدة قضايا مصيرية كقضية فلسطين وأزمة الروهينغا والملف السوري بهذا الشكل الدرامي المتناسق، بل أن تجمع رؤساء الدول العظمى في كليب واحد لعدة دقائق ولو عبر الاستعانة بممثلين يشبهون هؤلاء الرؤساء، وسبق كل ذلك الطفل الذي مثّل دور البطولة بكل دقة واتقان ونجاح يُحسب لمن اكتشفه.

وبقدر ما أبكانا هذا العمل وكشف عن سوءاتنا كعرب غير قادرين على حل مشاكلنا دون اللجوء إلى الغرب، فقد أفرحنا أنه أعاد لأطفالنا الأمل في الحياة، وأن البوصلة العربية، يجب أن تبقى قدسية مقدسة نحو مدينة القدس.

البعض اعتبر  أن العمل يمثل استجداء من إنسان عربي ضعيف هو الطفل لإمبراطوريات عظيمة كأميركا وروسيا، لا هذا ليس استجداء ولن يكون، فكيف يكون الاستجداء وطفل صغير يصل لطاولة ترامب ويقول له الجملة الأهم في الكليب وهي "سنصلي في القدس"، فهذه رسالة مفادها أنه مهما فعلت إسرائيل في مدينة القدس، فإن القدس ستظل عربية، وأنت يا ترامب مدعو لتفطر فيها، أليس هذا موطن قوة وعزة "يا ترامب ستشهد على عروبة القدس، والجميع ملتف حولها".

هنالك انتقاد طرحه البعض حول العمل، كان في نهاية الكليب، عندما ظهر إخوة لنا بلباس خليجي ذاهبون للإفطار بالأقصى، حيث اعتبر المنتقدون أن الفلسطينيين أزيحوا من المشهد لصالح إخوتنا في الخليج، لم أر أن الفلسطينيين قد أزيحوا لسببين: الأول لأن العباءة والشماغ والعقال ترمز للعربي، وليس للخليجي، ففي الأفلام الأجنبية على سبيل المثال، نرى أنه يرمز للعرب بهذا اللباس، فلا يرمزون لنا بالبدلة أو الجينز، كما أن هذا لباسنا منذ نشأة الجزيرة العربية.

أما الأمر الثاني، فيتمثل في عدم إزاحة الفلسطينيين في قضية الدفاع عن القدس، وهو تلك الطفلة المتوشحة بكوفية فلسطين، والمعتقلة في سجون الاحتلال، والتي أعتقد أن القائمين عن العمل قصدوا شخصية الطفلة الفلسطينية المعتقلة عهد التميمي، فكيف تم تحريرها من الطفل بطل القصة، وذهبا سوياً  إلى القدس؟، إذن هنا تم التركيز على قضية الأسرى الفلسطينيين لا سيما الأطفال، وهنا نجد أن الطفلة هي فلسطين الحزينة، كيف فرحت فلسطين بخروجها من السجن؟ وكيف أكد الطفل مقولة ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، عندما حمل مطرقته وكسر أغلال الزنزانة الإسرائيلية، أرجوكم.. دعونا نُطلع أطفالنا على عدوهم، ونعرفهم على وطنهم، وعلى أصدقائهم، بل على عروبتهم، التي بدؤوا يملون منها.

التعليقات