يوم دراسي طلابي بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة باجي مختار

رام الله - دنيا الوطن
نظم طلبة الدكتوراه تخصص اللسانيات و تطبيقاتها، وبإشراف البروفيسور خليفة صحراوي، برحاب قسم اللغة العربية و آدابها؛ يوم دراسي موسوم بــ " اللسانيات التطبيقية: الرهانات، والتطبيق في الدرس اللساني العربي"، وهذا في إطار الاحتفاء بيوم العلم الموافق لــ 16 أفريل. وقد كانت محاور اليوم الدراسي على النحو التالي:

المحور الأول: اللسانيات التطبيقية" المفاهيم و المجالات"
المحور الثاني: الدرس اللساني العربي، بين اللسانيات التطبيقية، والتطبيقات اللسانية.

المحور الثالث: تيارات اللسانيات التطبيقية الغربية، وتلقيها في الدراسات التطبيقية العربية.

المحور الرابع: رهانات و إشكالات التطبيق، في الدرس اللساني العربي.

أشرف على الجلسة الافتتاحية كل من رئيس المجلس العلمي للكلية الأستاذ الدكتور عمر بلمقنعي، ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها الدكتور يوسف منصر، و الأستاذ الدكتور خليفة صحراوي، وكذا عميد كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية الأستاذ الدكتور ميلود بركاوي، الذي أعلن رسميا عن افتتاح فعاليات اليوم الدراسيّ. 

وقد توزعت أعمال اليوم الدراسي على ثلاث جلسات عقبتها مناقشات. تمحورت الجلسة الأولى الصباحية حول " اللسانيات التطبيقة- المفاهيم، والمجالات-". وقد ترأسها الطالب: السعيد بورياحي. حيث استُهلت بمداخلة الطالبة: مريم قشبية الموسومة بـــ" اللسانيات التطبيقية، بين التبعية والاستقلال –مقاربة ابستمولوجية- "، أكدت فيها الطالبة أن ظهور اللسانيات التطبيقية، كانت مع بوادر تطبيق مبادئ اللسانيات النظرية، لتأخذ طابعا نفعيا يمكن تجسيده في الحياة اليومية، محاولةً الإجابة عن إشكالية: أين تتموقع اللسانيات التطبيقية من مختلف الاتجاهات الباحثة في أصل اللسانيات التطبيقية؟. 

والمداخلة الثانية من تقديم الطالب حليم كناز، معنونة بــ"بين اللسانيات التطبيقية، واللسانيات العامة؛ المفاهيم والعلاقة" وتلخص فحو المداخلة، في دراسة العلاقة التي تربط بين اللسانيات العامة، واللسانيات التطبيقية ؛ وذلك بتسليط الضوء على نماذج لأهم المبادئ اللسانية، التي تستطيع اللسانيات التطبيقية استثمارها؛ للكشف على مدى قوة الصلة العلمية التي تربط بين الاختصاصين.

أما المداخلة الثالثة كانت من نصيب عبد الوهاب معيفي، بعنوان: " اللسانيات التطبيقية في الدراسات و البحوث الغربية، وظلالها على اللسانيات العربية". بين فيها الطالب؛ أن اللسانيات التطبيقية لم تحظ بتصور جامع في مفهومها ومجالاتها، وميادين بحثها حتى في البيئة التي ولدت و نشأت و ترعرعت فيها. وعليه؛ فالدراسات والبحوث العربية، لم تتخطّ بعد النقل و الترجمة في نقل المفاهيم ذات العلاقة بأصل العلم ، و أن التعمق أكثر في فهم تاريخه ومسيرته وسيرورات نفعه في الحياة اليومية؛ يمكن أن يحدد مسارا واضحا للدرس اللساني العربي، فيما يمكن أن يساهم في حل المشكلات اللسانية، المرتبطة فعلا بالواقع العربي المعيش.

إن أدنى تأمل في المسار التاريخي للسانيات التطبيقية ؛ يهدي إلى أن أول ظهور لهذا المصطلح كان سنة 1946، وقد أصبح علما مستقلا بذاته معترف به رسميا في جامعة ميشيجان، وكان السبب الرئيس الذي ظهر من أجله؛ هو ظهور مشكلة تعليم اللغات الحية للأجانب، ومن ثمة محاولة تحسين نوعية تعليم هذه اللغات، وقد جند لذلك عد من الاساتذة نذكر على رأسهم تشارل فريز( (Charles Fries من جامعة ميشيجان، وروبرت لادو(Robert Lado) من نفس الجامعة، وقد درس هذا الأخير بجامعة جورج تاون. ويعد هذان العالمان من أبرز زعماء هذ العلم( ينظر: صالح بلعيد دروس في اللسانيات التطبيقية، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع- الجزائر- ص11.و عبده الراجحي، علم اللغة التطبيقي و تعليم العربية، بيروت دار النهضة،1992، ص8).

وبداية من سنة 1954؛ بدأ الاهتمام بهذا لعلم يبرز من خلال صدور مجلات متخصصة، تهتم بمجال تعليم اللغة. منها: المجلة التي كان يصدرها معهد جامعة ميشيجان بعنوان" تعلم اللغة – و مجلة اللسانيات التطبيقية" (Language Learning-Journal of applied linguistic) و يعتقد أن المدرسة الأولى لهذا العلم كانت في الولايات المتحدة الأمريكية، أين أسست مدرسة اللسانيات التطبيقية في جامعة أدنبره، و كان رئيسها (Iyan CATFORD) سنة 1958 (عبده الراجحي، علم اللغة التطبيقي و تعليم العربية، ص8)

أما عن تعريف اللسانيات التطبيقية؛ فتعريفها تعريفا جامعا شاملا لكل ما يحويه هذا الميدان من خصائص ليس بالأمر الهين، خاصة إذا علمنا أنه ليس هناك إلى اليوم اتفاق تام حول ماهية هذا الميدان وطبيعته، لكن ما يبدو الإجماع عليه بين الدارسين هو أن المهمة الرئيسية للسانيات التطبيقية هي التكفل بحل المسائل والقضايا ذات الطبيعة اللسانية في شتى ميادين النشاط الإنساني، ومع ذلك يبقى الجدل قائما حول طبيعة هذا الحقل، مما ينتج عنه لا محالة صعوبة في تحديد معايير مسلمة لتعريفه؛ فالتعريفات التي قدمت لهذا العلم متنوعة ومختلفة يعكس كل تعريف خلفية صاحبه التي يحملها، وهذا راجع من دون شك إلى حقيقة هذا الميدان الذي يجعل كل من يلِجُه ويشتغل به يشعر وكأنه متخصص فيه، وهذا نظرا لتشعبه وتفرعه فهو يشكل عددا كبيرا من المجالات والعلوم الفرعية.

 ومن خلال ما تعرض إليه الطلبة بالدراسة والتحليل( من بينهم حليم كناز)؛ توصل إلى حقيقة مهمة مفادها أن اللسانيات التطبيقية، تخصص متعدد الجوانب، يستثمر نتائج علوم مختلفة لها علاقة باللغة من جهة ما. فيمثل جسرا رابطا بين عدة علوم، ونقطة التقاء لمعارف متظافرة ومتعاونة لتفسير أو حل المشكلات اللغوية.