انطلاق فعاليات النكبة في جنوب افريقيا

انطلاق فعاليات النكبة في جنوب افريقيا
رام الله - دنيا الوطن
من مدينتي كيب تاون وجوهانسبرج وصولا إلى مدينة بورت إليزابيث أجتمعت قوى وطنية وسياسية ونقابات العمال وشخصيات حزبية وازنة ومؤسسات المجتمع المدني إضافة إلى قيادات الديانات المختلفة ولجان التضامن مع الشعب الفلسطيني للتعبير عن رفضهم القاطع للممارسات الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل الذى قتل منه العشرات وجرح الآلاف خلال مسيرة العودة التى انطلقت في يوم الارض  31 مارس 2018  للمطالبة بتطبيق قرار الامم المتحدة رقم 194 بخصوص حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة.

وقد أعلنت جمهورية جنوب افريقيا رسميا عن سحب سفيرها من تل أبيب احتجاجا على انتهاكات اسرائيل الفاضحة للقانون الدولي وحقوق الإنسان وارتكابها جرائم حرب ضد الانسانية، وقد ادانت حكومة جنوب أفريقيا بأقوى العبارات العدوان العنيف  وكررت دعمها لحل سلمي دائم مبني على اساس الدولتين كما دعت لوقف عمليات التوغل الاسرائيلي العنيفة والمدمرة في الأراضي الفلسطينية واكدت  على ان العنف في قطاع غزة يشكل عائقا امام إعادة بناء المؤسسات والبنية التحتية الفلسطينية وعقبة أمام التوصل إلى حل دائم للنزاع ، كما كرر البيان دعوات العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل في عمليات القتل ، بهدف محاسبة المسؤولين عنها.

وقد احتضنت مدينة جوهانسبرج مسيرة امام القنصلية الامريكية لرفض قرار ترامب وادانة افتتاح سفارة الولايات المتحدة في مدينة القدس وادانة العدوان الاسرائيلي .كما احتضنت مدينة كيب تاون مسيرة حاشدة امام البرلمان الجنوب إفريقي شارك فيها الاف المتضامنين وعلى راسهم نائبة السكرتير العام للحزب الوطني الأفريقي السيدة جيسي دوارتي ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم جاكسون متيبي وعضو البرلمان ماندلا مانديلا والوزيرة لينديوى زولو مسؤولة العلاقات الدولية فى حزب المؤتمر الوطني الافريقي وعدد من البرلمانيين والسياسين وقيادات نقابية ورجال دين من كافة الطوائف.
وقد طالب الحضور في كلماتهم  بمحاكمة إسرائيل على مسلسل الإبادة الجماعية التى ترتكبها بحق الفلسطينيين وبحق الإنسانية وطالبوا بطرد السفير الإسرائيلي من جنوب أفريقيا كما طالبوا الامم المتحدة بالقيام بواجباتها الأخلاقية والإنسانية والسياسية ضد هذا العدوان والعنف الغير مبرر وإتخاذ القرارات الحاسمة التى تعيد للشعب الفلسطيني حقه المسلوب من خلال تطبيق جميع القرارات الخاصة بفلسطين، كما اكدوا على حق الشعب الفلسطيني فى إقامة دولته الفلسطينية وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التى هجروا منها منذ عام 1948 وطالبوا بإطلاق جميع الأسرى المعتقلين فى سجون الإحتلال ورفضوا قرار الرئيس الأمريكي بإعلان القدس عاصمة دولة إسرائيل وأشاروا إلى ان إفتتاح السفارة الأمريكية يأتي على حساب جثث أبناء قطاع غزة والشعب الفلسطيني وأكدوا على ان هذا السلوك منافى للإنسانية والأخلاق والحرية والعدالة الإنسانية.

فى كلمته امام التظاهرة تناول سفير فلسطين هاشم الدجاني وعد بلفور والنكبة الفلسطينية التى مر عليها 70 عاماً والتبعات التى تلتها والتى ادت إلى العديد من المجازر التى استمرت حتى يومنا هذا وكان آخرها مجزرة غزة وتطرق إلى إفتتاح السفارة الإسرائيلية فى القدس مشيرا الى ان امريكا لن تكون بعد اليوم وسيطا أو شريكا  فى عملية السلام لإنحيازها التام لاسرائيل دولة الفصل العنصرى واكد على إستمرار النضال الفلسطيني حتى انجاز حقوقه المشروعة التى أقرتها الأمم المتحدة وأهمية تطبيق قرار 194 وعودة اللاجئين الفلسطينيين، وطالب المجتمع الدولي بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني الاعزل ، كما شكر جنوب أفريقيا حكومة وشعباً على دورهم الكبير فى دعم القضية الفلسطينية واستدعاء سفير جنوب أفريقيا من إسرائيل وطالبهم بمزيد من العمل والتضامن الفعال لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الذى ينتهك يومياً حقوق الإنسان الفلسطيني والقانون الدولي بشكل صارخ سواء كان بالحصار أو بالإعتقال أو بنقاط التفتيش الامنية أو بالإعتداء على النساء والاطفال والشيوخ وأكد على ان جنوب أفريقيا هى طليعة وقلب التضامن العالمي مع الشعب الفلسطينيى.

من جانبها أدان عدد من الأحزاب السياسية والطوائف الدينية في بياناتهم التى تتالت بشكل منفصل قتل الأطفال والنساء والشباب الأعزل، وأكدوا على ان ما يجرى هو بمثابة تطهير عرقي لإنهاء وجود الشعب الفلسطيني وطالبوا لجان حقوق الإنسان بفضح الممارسات الإسرائيلية اليومية واكدوا على اهمية التدخل الفورى من المجتمع الدولي  لوقف المجازر الإسرائيلية والمساهمة الفاعلة فى تطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين.

وفى سياق منفصل احتضن سجن النساء سيىء السمعة خلال فترة حقبة الفصل العنصري البائدة فعالية نظمتها بعض المؤسسات الدينية وعلى راسها كايروس (ائتلاف مسيحي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ) بالاضافة لعدد من الأصدقاء اليهود وغيرهم من لجان التضامن لاضاءة الشموع فى حديقة صغيرة منحتها إدارة السجن الحالية لتكون نموذج دائم لتخليد ذكرى قرية لوبيا الفلسطينية التي دمرتها اسرائيل لتقيم غابة على انقاضها مولت بأموال جنوب افريقية ، حيث قاموا بالصلاة من اجل السلام وتحدثوا عن القرية وطالبوا بالعمل على التوجه إلى الحكومة الجنوب افريقية  والطلب منها إنزال علم جنوب أفريقيا من هذه الغابة ، كونها تحمل دلالات على الفاشية والوحشية الإسرائيلية التى قتلت وشردت أهل القرية ودمرت منازلها، ودعوا إلى رفع الظلم عن الشعب الفلسطيني وتحقيق حلمه بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.

التعليقات