مهرجان لحركة فتح بمخيم الرشيدية في ذكرى النكبة ودعما لمسيرات العودة

رام الله - دنيا الوطن
مثلت النكبة مأساة كبرى ليس في تاريخ الشعب الفلسطيني فحسب بل وفي مسيرة الانسانية، لما مثلته من اختلال فادح في موازين العدالة وحقوق الشعوب عندما انحازت القوى الاستعمارية الكبرى للمشروع الصهيوني وتنكرت لأبسط حقوق البشر في فلسطين. 

لكن شعبنا المناضل لم يرفع الراية البيضاء يوماً، ولم ينكس راية النضال، فخاض على امتداد أكثر من قرن أصعب معارك الدفاع عن وجوده وهويته وكيانه مسجلا في صفحات تاريخه النضالي المزيد من التضحيات، على درب مسيرة الكفاح المتواصل من أجل استعادة حقوقه الوطنية.

تترافق الذكرى مع تصاعد العدوان الصهيوني الامريكي على الحقوق الفلسطينية حيث كان الشعب الفلسطيني على الموعد وهو يقف اليوم موحدا في جميع اماكن تواجده تمسكا بالحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها قضيتي القدس واللاجئين ورفضا لما يسمى "صفقة القرن" التي ستنهزم وتنهار كما انهارت عشرات المشاريع السابقة على يد ابناء شعب فلسطين المدعوم والمسنود بحركة شعبية عربية ودولية رافضة للعدوان الامريكي الصهيوني على الشعب الفلسطيني وحقه بارضه..

ان ذكرى النكبة تشكل مناسبة وطنية لتوحيد جهود الكل الفلسطيني تحت عنوان عن القدس والحقوق الفلسطينية ودعما لمسيرات العودة ورفضا للعدوان الامريكي وهي مخاطر تستحق ان نتوحد جميعا تحت راية الدفاع عن حقوق شعبنا، وهذه مسؤولية جميع مكونات الحالة الرسمية الفلسطينية المدعوة لإتخاذ اجراءات وسياسات تصادمية مع الاحتلال والسياسات الامريكية وتشحن الشارع الفلسطيني في صموده وانتفاضته الشعبية، وتوفر له الحماية السياسية، والقانونية وتأكيدا لصدقية قرارات المجلس الوطني في دورته الأخيرة.

ظن التحالف الامريكي الاسرائيلي ان عدوانهما على القدس وعلى حق العودة سيمر بسهولة، وفاتهم انهما يتعاطيان مع شعب قدم من التضحيات ما لا يقدمه شعب في التاريخ. وبالنسبة لنا فنحن سنتعاطى مع الاجراءات الامريكية بنقل السفارة الى القدس باعتبار ذلك عدوانا على شعبنا وان وجود السفارة فوق ارض فلسطينية هو احتلال موصوف ويجب مقاومته.. وبالتالي فان الاستعدادية للتضحية لدى الشعب الفلسطيني نراها في تصاعد كلما ازدادت المخاطر على الحقوق الفلسطينية، غير ان الغائب الاكبر هو الاستراتيجية السياسية الموحدة والتي بامكانها حماية تضحيات شعبنا والبناء عليها بمكاسب سياسية على جميع المستويات.. لكل ذلك ناضلنا وما زلنا نناضل من اجل استراتيجية وطنية فلسطينية تستند الى المقاومة والانتفاضة كخيار وتعزيز الوحدة الوطنية وبما يؤسس لمواجهة مشتركة للعدوان الامريكي الاسرائيلي الذي يطال جميع عناصر القضية الفلسطينية.

في هذا اليوم الذي تلتحم فيه سواعد جميع المناضلين فوق ارض فلسطين ندعو الى رفع العقوبات عن قطاع غزة وتطبيق قرارات المجلس الوطني لجهة الإعلان رسمياً عن فك الارتباط بأوسلو وبروتوكول باريس الإقتصادي وسحب الإعتراف بإسرائيل ووقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الإحتلال ونقل القضية الوطنية إلى الأمم المتحدة وجميع مؤسساتها والدعوة لانعقاد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة والدول الخمس دائمة العضوية وبموجب قرارات الشرعية الدولية، اضافة ال نقل القضية إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين.

التعليقات