كيف اغتالت وحدة (شمشون) أسامة النجار وأنور صليح بخانيونس عام 1992؟

كيف اغتالت وحدة (شمشون) أسامة النجار وأنور صليح بخانيونس عام 1992؟
عناصر من وحدة المستعربين
رام الله - دنيا الوطن - محمد دراغمة
عرضت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، تقرير عن وحدة المستعربين التي يطلق عليها اسم (شمشون)، والتي نشطت في قطاع غزة حتى توقيع اتفاقيات أوسلو، وقيام السلطة الفلسطينية، التقرير شمل لقاءات مع عدد من ضباط وعناصر الوحدة، تحدثوا لأول مرة بشكل علني عن عمليات الإعدام التي نفذوها من مسافة صفر ضد شبان فلسطينيين بحجة أنهم مطلوبين لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وحسب التقرير، فإن عناصر الوحدة عملوا في أكثر المواقع جنوناً وتسللوا إلى عمق قطاع غزة، وهم يحملون اسم وعنوان مطلوب من أجل الوصول إليه، للمرّة الأولى يتحدثون بشكل علني، وعن تلك الليلة المرعبة في قلب قطاع غزة، ومن حولهم فوضى لا يمكن تخليها حتى في الأفلام، ولم يكن لديهم علم كيف ستنتهي.

التقرير يعرض أيضاً تفاصيل عمليتي اغتيال من تلك التي نفذها عناصر وضباط الوحدة في صيف العام 1992، الأولى عملية اغتيال أسامة النجار قائد تنظيم (صقور فتح) في خان يونس، يتهمه الاحتلال الإسرائيلي بإعدام عملاء للاحتلال، والثانية عملية اغتيال أنور إصليح، متهم من الاحتلال بأنه أطلق النار على وحدة (شمشون) خلال عملية اغتيال النجار.

ويقول التقرير، أن معلومات وصلت من جهاز الشاباك الإسرائيلي لوحدة المستعربين عن مكان وجود قائد صقور فتح في خان يونس أسامة النجار، تحركت وحدة المستعربين للمكان دون أن تعلم بالضبط في أي  جزء من المبنى بالضبط يوحد أسامة، اقتحموا المبنى، سبقهم أسامة بإطلاق النار، أصاب اثنان من عناصر الوحدة، أحدهم توفي بعد أيام متأثراً بجروحه، والآخر عاش في إعاقة دماغية طوال حياته، بعدها تمكنت وحدة المستعربين من اغتيال أسامة النجار بعد أن أفرغ ضابط الوحدة مخزن رصاص كامل في جسده.

وأشار التقرير، إلى أن نتائج عملية اغتيال النجار كانت صعبة، والإحباط كان أيضاً أحد نتائجها عندما علم أن مسلح فلسطيني آخر شارك في إطلاق النار على وحدة المستعربين التي اغتالت النجار، وتمكن من الانسحاب من المكان، وهذا الشخص هو أنور صليح، والذي تحول لهدف لوحدة المستعربين (شمشون).

وأضاف: "ضابط في وحدة المستعربين وصف أنور صليح بقط بسبعة أرواح، شخص عنيف، يطلق النار بلا حساب عندما يكون مسلحاً، تمكن من الإفلات من وحدة المستعربين أربع مرات، وحدد كمطلوب رقم واحد في قطاع غزة، كان يخطط لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال وفق رواية ضابط وحدة شمشون، أوفير ضابط في وحدة المستعربين أخذ على عاتقه الوصول لأنور صليح، اختار مجموعة من عناصر الوحدة ليكونوا معه في مهمة القبض على صليح أو قتله.

وتابعت: "13 تشرين أول/أكتوبر 1992 وصلت أنباء عن قيام صليح بإطلاق النار على جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي وفق جهاز الشاباك الإسرائيلي، الضابط أوفير شكل خلية مستعربين من ستة عناصر، دخلوا في ساعات المساء سوياً لخان يونس بحثاً عن صليح في الأزقة، مع دخولهم لخان يونس توزعت خلية المستعربين لمجموعتين، ثلاثة في كل مجموعة".

خلال التقرير يصف عناصر وحدة المستعربين حالة التوتر النفسي خلال تنفيذ المهمة، وعن تخوفهم من كشفهم من قبل السكان في المكان، مجموعتي المستعربين تتجول في المخيم، إحدى المجموعات كشفت من سكان خان يونس، أحرقوا مركبتهم، وهاجموهم بالحجارة، وبكل ما وصلت له أيدهم، أغلق السكان الشوارع المؤدية للمكان لإعاقة وصول قوة الإنقاذ الإسرائيلية، إلا أن القوة في النهاية استطاعت الدخول وأنقذت الثلاثة المستعربين من يد السكان المحليين.

المجموعة الثانية من المستعربين لكي لا ينكشف أمرها، قررت المشاركة في المظاهرة ورجم زملائهم المستعربين من الوحدة بالحجارة، بل وصل الأمر بأحد عناصر وحدة المستعربين للسير برأس المظاهرة، لكنهم لم يتراجعوا عن مهمة اغتيال أنور صليح في تلك الليلة، وطلبوا من ضابط الوحدة الإذن بإكمال المهمة على اعتبار أن أنور صليح سيصل للمظاهرة لاستطلاع الأمر، وحينها سيتم اغتياله.

وحسب عناصر الوحدة كان في محله وفق روايتهم في التقرير للقناة الإسرائيلية، وصل أنور صليح للمظاهرة مسلحاً بكلاشنكوف، في الظلام، تتبعه عناصر وحدة المستعربين بين المتظاهرين، ومن مسافة 30 سم وجهاً لوجه أطلق عناصر وحدة المستعربين النار معاً على أنور صليح، سقط ببطء على الأرض.

ويروي أحد عناصر الوحدة تفاصيل ما بعد الاغتيال، بدأنا نسمع صراخ، وصيحات الله أكبر، والجمهور أخذ يبتعد للخلف ليفهم ما يجري، فهم سمعوا صوت رصاص دون أن يرى شيء، وخلال التراجع للخلف لوضع مخزن رصاص جديد في المسدس شاهدت أحد عناصر الوحدة على الأرض مصاب بأربع رصاصات في الظهر.

وأضاف التقرير: "هنا كان مطلوب من عناصر وحدة المستعربين الحفاظ على أنفسهم بعدد قليل من الرصاص بحوزتهم، المتظاهرون كشفوهم، وأخذوا يلقون عليهم كل ما وصلت لهم أيدهم، خلال دقائق طويلة ألقيت عليهم الحجارة والحديد ومعهم عنصر من الوحدة مصاب بجروح خطرة".

وتابع: "قوة الإنقاذ تاهت في أزقة خان يونس قبيل الوصول لعناصر وحدة المستعربين بالقرب من المتظاهرين، وبعد تواصل بين عناصر الوحدة ووحدة الإنقاذ تمكنت وحدة الإنقاذ من الوصول لهم بعد ثمانية عشر دقيقة وإخراجهم من المكان".

وأكمل: "الجريح في عملية اغتيال أنور صليح بقي على كرسي متحرك لمدة سبع سنوات، وتوفي بعدها بسبب الإصابة من تلك العملية، ووحدة (شمشون) حلت بعد الخروج من الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة بعد توقيع اتفاقيات أوسلو".

التعليقات