مفوض العمل الجماهيري: إحياء ذكرى النكبة يجب ان نتوارثة جيلاً بعد جيل

رام الله - دنيا الوطن
 أكد مفوض العمل الجماهيري في هيئة التوجيه السياسي والوطني ناصر نمر عياد ان النكبة الفلسطينية شكلت احدى اهم الجرائم الكبرى في التاريخ بحق شعب باكمله تعرض دون اي وجه حق ودون اي ذنب ارتكبه الى نفي واجتثاث وسرقة وطنه وتحويل العدد الاكبر من ابنائه الى لاجئين شردوا ونفوا عن ارضهم وخيراتها وحشروا في مخيمات بائسة يعانون القهر والفقر والجوع والمرض والحرمان. 

واضاف مفوض العمل الجماهيري خلال ندوه مركزية نظمتها مفوضية التوجيه السياسي والوطني في المحافظة واللجنة الوطنيه العليا ضمن فعاليات احياء ذكرى النكبة الـ 70 في قاعه محافظه سلفيت تحت رعاية المحافظ اللواء ابراهيم البلوي ومشاركة سعيد سلامة من دائرة شؤون اللاجئين والعميد وليد كنعان مدير العلاقات العامة في التوجيه السياسي والمقدم رامي حسان مفوض التوجيه السياسي في سلفيت، ان الموجبات التي تحتم على الشعب الفلسطيني احياء ذكرى النكبة وعدم السماح بنسيانها تندرج في ثلاثة موجبات، الاول ان جيل النكبة الذي اقتلع من ارضه قبل سبعين عاما وحمل معه الذكرى الاليمة قد غادر في معظمه الدنيا بعد ان فارق الحياة بحكم تقدم السن وهو ما يفرض علينا جميعا احياء ذكرى النكبة بكل تفاصيلها المؤلمة والكارثية الى الاجيال الفلسطينية الحالية التي لازالت تدفع ثمن هذه الجريمة العظيمة فكل الاجيال الفلسطينية المتعاقبة يجب ان تظل تحمل هذه الذكرى الاليمة وتورثها جيلا بعد جيل حتى ينصف شعبنا وتنتفي كل آثار النكبة عن واقع شعبنا الاليم.

اما الواجب الثاني الذي يفرض علينا احياء ذكرى نكبتنا فهو ان نستمر في تذكير العالم بهذه الجريمة وقرع كافة الضمائر الانسانية في كل ارجاء الكون وتسليط الضوء على المأساة الكبرى التي تعرض لها شعب فلسطين على يد العصابات الصهيونية وتآمر دولة الانتداب بريطانيا الذي انتج هذه الجريمة التي لازالت حية بالواقع الاليم الذي يعيشه شعبنا على الرغم من مرور 70 عاما على نكبته ولا زال يقاوم ويضحى حتى ينصفه العالم بالوقوف الى جانب حقه بالحرية والعودة والاستقلال.

واضاف عياد، اما الواجب الثالث الذي يفرض علينا ان نحيي ذكرى نكبتنا ومأساتها فهو حالنا الفلسطيني الذي يجب ان تشكل الذكرى الـ 70 للنكبة محطة توقف للكل الفلسطيني لنسأل انفسنا اين يقف الشعب الفسطيني بعد 70 عاما على نكبته...؟

واضاف ان النكبة انتجت من بين ما انتجته كارثة انسانية وكارثة سياسية اما الكارثة الانسانية فالكل يعرف ما لحق بشعبنا من عذابات التشرد والحرمان والاقتلاع واللجوء فيما كانت الكارثة السياسية بوقوع شعبنا تحت نظم حكم مختلفة افقدته الهوية السياسية وجعلت وطنيته ومواطنته الفلسطينية في مهب الريح تتقاذفها الوصايات العربية والولاءات الحزبية بعيدا عن فلسطين ومتطلبات النضال الحقيقية للتحرير والعودة فكان تأسيس حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينة في اواسط الستينات اللتان كان لهما الفضل والدور الكبيرين باحياء الهوية الوطنية واعادة الاعتبار للشخصية الفلسطينية فحطمت كل التبعيات والوصايات وبعد صراع طويل مع دول الاقليم وتضحيات باعز الدماء استطاعت انتزاع شرعيتها الوطنية بتمثيل شعب فلسطين وحقوقه المشروعة وامتلاك القرار الوطني المستقل وانتزاع اعتراف العالم بالتمثيل الفلسطيني.

واعتبر مفوض العمل الجماهيري ان اهم منجز بعد النكبة هو وجود منظمة التحرير الفلسطينية وانتزاعها الاعتراف من الاقليم والعالم باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وايضا امتلاكنا لقرارنا الوطني المستقل الذي حماه الرئيس الشهيد ابو عمار بكل صلابة وعنفوان ليحمل من بعده الراية الرئيس محمود عباس الذي يقف بشجاعة وبسالة ليدافع عن قرارنا الوطني في وجه اي جهة تحاول الالتفاف عليه او فرض املاءاتها بما فيها امريكا الدولة الاولى العظمى في العالم.

واختتم عياد محاضرته بالتأكيد على ان حقوق الشعب الفلسطيني لن تسقط بالتقادم وان شعبنا مطالب اكثر من اي وقت مضى بالوحدة والالتفاف حول قيادته ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس حامي الحلم الفلسطيني وامانة الشهداء والمدافع الحكيم والصلب عن قرارنا المستقل هذا القرار الذي سنحميه بكل ما نملك حتى لا تضيع قضيتنا على موائد المؤامرات او تحت اقدام الحالمين بالتحكم بشعبنا وتحويله الى اتباع وعبيد.

وتحدث خلال الندوة اللواء المحافظ ابراهيم البلوي الذي اكد ان شعبنا رغم مرور 70 عاما على نكبته لا زال صامدا على ارضه يبني ويعمر الارض والمؤسسات وان ثقتنا بقيادتنا والتفافنا حولها وتنفيذ برنامجها الوطني سيقصر من عمر الاحتلال ويجعل حلم الدولة قريبا.

من جهته تحدث سعيد سلامة من دائرة شؤن اللاجئين عن واقع اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات مظهرا بالارقام والمعطيات ظروفهم المأساوية بعد 70 عاما على النكبة، مؤكدا ان دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير ستستمر في حمل امانة رسالتها حتى تحقيق حق العودة للاجئين ورفع الظلم التاريخي الذي وقع عليهم .

وكان ادار الندوة التي بدأت بالسلام الوطني والوقوف اجلالا للشهداء رامي حسان المفوض السياسي والوطني لمحافظة سلفيت.