المثالية المطلقة تنبثق من الحقيقة

بقلم د يسر الغريسي حجازي

8.05.18

المثالية المطلقة تنبثق من الحقيقة

" ان الجحيم خاليا، كل الشياطين هنا"

وليام شكسبير

ان الانسان الصالح هو الانسان الذي تتوفر فيه الانسانية و الادراك و الضمير حتى يتصرف حسب ما يوفر الراحة و الابتهاج الى اهله، اصدقاءه و جيرانيه و قومه. العقل هو زينة الانسان و الذكرى الخالدة لابناءه و قومه. و خلقت الديانات كسيرة للسلوك من اجل صنع ثقافة الكرم و الاخﻻق الطيبة بين الناس لتساعدهم على التعابش و على تامين مستقبل ابناءهم. و الطقوس الدينية تهدف الى تذكير اابشر بضرورة الابتعاد من كل ما يضر به و قومه و ان ما يتخذه من قرارات و تصرفات ينتج عنه السراء او الضراء.. 

أظهرت أحدث الدراسات المستنيرة ان قيادات الحكومات بصفتهم المؤثرين هم الذين يجيد إدارة التغييرات التنظيمية الفعالة والناجحة. اما اذا كان فيهم خلل سوف تبدا الدول بالتدهور وتعم الفوضى والفتن فى شعوبها. وبالتلى لا يوجد شعب سئ ولكن يوجد حكام سيئئن. اما اذا كانت دائرة المؤثرين ضعيفة فاعرف ان الفساد ضرب اطنابه. اما اتكنلوجيات الحديثة هى مؤشر مهم يفصح عن مدى تقدم الدول وانفتاحها للتطوير المجتمعات والخدمات العامة وحصول الجميع على حقوقهم الاساسية. بالتالي يتوقع من التكنولوجيات العالية ان تخفف من اعباء حياة المواطن وزيادة وعيه نحو ضميره وواجبه فى ممارسة مواطنته و قول الحق. كما ان السياسة والاقتصاد العالمي على حد سواء يتحملان المسؤولية على تنظيم وإعادة النظر في كيفية مكافحة الفقر، وإعطاء الفرص للجميع والعمل على فهم التغيرات الإيجابية التي يجب ان تعلم كنموذج فى الحياة ردا على التقلبات والتحديات الجديدة. وعلاوة على ذلك تظهر الدراسات العلمية ان ضغوط الحياة والناس بحاجة الى تحسين التغيير الهيكلي من اجل البقاء على قيد الحياة. من المهم أن ندرك تحديات الإنسان كما انه من الضرورى إعادة صياغة سياسات العالم وتعليم صناع القرار كيفية مواجهة التحديات الجديدة التي تهدد السلم العالمي واستدامة البيئة . فمن الضروري أن نتابع ونقيم الآثار المترتبة على القرارات الفاسدة التي تؤدي إلى تدمير الإنسان و البيئة. وهنا يمثل التغيير التنظيمي مقياس لإظهار التحديات والسياسات الفاسدة التي تصل إلى الفشل. وفي القيادة هنالك جزءا اخر يعتبر هيكل التغيير التنظيمي والذى يغذي ثقافة الاجتهاد وتعادل الأفق في حماية السكان والموروثات. ان عملية المتابعة والتقييم جهة اختصاص و محايدة سياسيا, تهدف الى الاصلاح الادارى والمالى وتحديد الاخطاء. اذا كانت هذه الجيهات (المؤسسات الدولية و المحلية) من فيئة التابعيين , تبقي التقارير مغلوطة ومبنية على نتائج كاذبة تهدف لهدر الاموال وسرقتها ثم توزيعها على الاطراف السياسية. بهذه الحالة يتم ابعاد رجال العلم والمجتهدين فى هذه الدول. ويبدا القمع السياسي والاخلاقى والحريات تحت قبضة الامن وتداعياته. ترى فى دول الفساد المالى العالى مؤسسات امنية اكثر من الدوائر الادارية والعمل العسكرى اكثر من العمل المدنى وذالك من اجل السطرة على افكار التمرد والثورات. ان هذه الانظمة تؤدى احباط الشباب الطاموحين , لانهم يشعرون بابعادهم عن المجتمع و سياساته. مما تبدا فكرة الابتعاد من الم الحياة داخل انظمة عفنة وغير قابلة للتغيير.  

 كما حدد الفيلسوف الألماني غيورغ فيلهلم فريدريش هيغل، القياس المنطقي للتفكير الاستنتاجي، وذلك من خلال البيانات التي تصل إلى استنتاج المنطق على أساس

الحقيقة والمنطق، الا إنه يصل الى وضوح واسع النطاق للوعي البشري. إن الحقيقة هي الفطرة السليمة التى تحدد افكار الإنسان ووجوده. وفقا للفلاسفة، ان المثالية المطلقة  تبقى في توفير قواعد مبتكرة ومنطقية تساهم فى تعزيز ديناميكية أشكال جديدة تعزز الوعي في علم المنطق. انه واقع يفرق بين أفكار الإنسان، ووجود نوعية للحياة.     

"Science of Logic". انما الفلاسفة متفقين علي ان الحياة تتناغم مع والحدة والمنطق (الأنطولوجيا). إلا أن أساسيات الفلسفة التحليلية تشير إلى أن الواقع الحقيقي يتم انشاءه من قبل البشر، وكذلك الأفكار الخاطئة. وفي الجزء الآخر ان العقل البشري هو الكائن البشرى الوحيد الذي يحرك النشاط الفكري والادراك . ونتيجة لذلك، ترتبط حياة الانسان بتجاربه واختياره للتقدم. ذلك ينبع من قوة ارادته في سبيل الحصول على حياة افضل. فإذا تراجعت أفكار البشر، فتنشر من حولها قواعد ومبادئ تشوه حياة الشعوب وحرياتهم. 

فسر الفيلسوف اليوناني القديم أفلاطون ان الواقع أبدي ودائم. وأشار إلى أن الجمال والسعادة هما مرجعية الوحدة الحقيقية، وجميع أشكال الوجود والهوية. ووصفها علي انها قيم، تعتمد على الصدق من اجل الانسجام مع الواقع. وذكر أفلاطون، أن 

 "الصلة المنطقىة" آلية حقيقية للمنطق الحسابى والقيم الدلالية. 

كما ان منطق الكذب يعتبر الية حقيقة تستخدم من قبل الانظمة الديكتاتورية،

فهو عادة نظام النطاق الآلي الحقيقي (الحق، والباطل). وفقا لتفسير بروير، يظهر هذا الاقتراح دليل على النفي.