العلاقة بين العلم والنضال

نبض الحياة
العلاقة بين العلم والنضال
عمر حلمي الغول
إذا إمتلك شعب من الشعوب ناصية العلم، وإستثمره كما يجب، فإنه يحقق قفزات عالية وعالمية بين شعوب الأرض. فالعلم ثروة لا تقدر بثمن، الأمر الذي يملي على الشعوب الفقيرة، والتي تعاني من نقص حاد في الثروات الطبيعية التركيز على الإستثمار في العلم والمعرفة، والنهوض بكفاءات الأجيال الجديدة. لإن العلم بحد ذاته ثروة الثروات. وحتى الشعوب، التي تختزن أراضي اوطانها الثروات الطبيعية، هي بحاجة ماسة للإستثمار في حقول العلم المختلفة، كي تتمكن من إستثمار ثرواتها بشكل صحيح وسليم، وبما يصب في خير الناس جميعا. ولا يمكن لشعب من الشعوب إستغلال تلك الثروات الطبيعية دون كفاءات علمية، لإنها إن لم تفعل ذلك فإنها تفتح المجال للأقطاب الدولية المتربصة بشعوب العالم الثالث الضعيفة للإنقضاض على تلك الثروات عبر ذرائع وحجج مختلفة ومختلقة، حتى انها يمكن ان تفتح بوابات الحروب الإقليمية أو الأهلية للنفاذ لتلك الدول ونهب ثرواتها، كما يجري في العالم العربي، حيث تستغل قوى الغرب الرأسمالية التناقضات الداخلية والإقليمية، وتأجيجها على أساس ديني وطائفي وإثني وحتى قبائلي وعشائري لإختراق دول وشعوب العالم العربي وتفتيتها لتحقيق مآربها النفعية والإستعمارية
في حالة الشعب العربي الفلسطيني الواقع تحت نير الإستعمار الإسرائيلي، ونتيجة إفتقاد فلسطين للثروات الطبيعية، فإن الضرورة أملت، وتملي على قيادة منظمة التحرير وحكومتها تكثيف الجهود، وتعزيز العملية التربوية في كل مراحل التعليم، للإستثمار في الأجيال الجديدة، وكلما أولت جهات الإختصاص العملية التعليمية الإهتمام المطلوب من الروضة حتى الدراسة الجامعية بمستوياتها المختلفة، وصقلت الجهاز التعليمي بمدرسين أكفاء، كلما تحققت الغاية والهدف المراد أكثرفأكثر، وتبوأ الشعب العربي الفلسطيني مكانة متقدمة في صفوف العالم ككل. ولا يكفي هنا النوم على المنجز القائم، والمتمثل بعدم وجود أمية في أوساط الشعب الفلسطيني، لإن هذا الجانب على أهميته يبقى قاصرا عن تحقيق الأهداف التربوية والوطنية المرادة، الأمر الذي يفرض الإرتقاء بنوعية العملية التعليمية، وإغنائها بما يتوافق مع روح العصر الحديث.
لكن على أهمية هذا الإستثمار في العلم لمواجهة دولة الإستعمار الإسرائيلية، وتعويض النقص في الثروات الطبيعية. فإن الشعب الفلسطيني مازال يخوض مرحلة الكفاح الوطني التحرري، التي يفترض ان تتكامل مع العملية التربوية. لإن النضال الوطني التحرري لا يتحقق بمواجهة العدو باشكال النضال المختلفة فقط، كما كانت فصائل الثورة تثقف مناضليها في السنوات الأولى من الظاهرة العلنية للثورة بالتركيز على الجانب الكفاحي في الدفاع عن المصالح الوطنية العليا في المعارك المختلفة دون ربط ذلك مع العلم. ولكنها تداركت ذلك في زمن قياسي، وعملت على صقل تجربة المناضلين في معارك الثورة الفلسطينية، وأولت العلم أهمية عالية. لإنها أدركت بأنه لا يمكن ان تحقق أهداف شعبها إلآ من خلال الربط بين العلم والثورة، لإن غياب العلم يعني الإرتجال والعفوية. ولكن تم تجاوز مرحلة الصبيانية اليسارية، وتم الربط الجدلي بين العلم والكفاح الوطني بكل أشكال وأساليبه.
وتعززت التجربة النضالية في معمان الكفاح التحرري، ومازالت. وتربت أجيال عديدة في خضم المعارك للدفاع عن مصالح الشعب والثورة، وصقلت معارفها من خلال مدرسة الثورة وجامعاتها الوطنية. وبالتالي لا يمكن النظر للفلسطيني من خلال منظار العلم لوحده والعكس صحيح، انما بالربط الديالكتيكي العميق بين العلم والكفاح. وعليه لا يجوز ونحن نبحث عن إختيار الهيئات القيادية حصر الأمر في نطاق فئة أو شريحة محددة، لإن هكذا عمل يضعف القيمة والأهمية القيادية في أوساط الشعب. ولا يجوز تحت أي إعتبار أن تواجه القيادة، وهي تختار عناصرها القيادة أن تكون مسكونة بعقدة النقص من حملة شهادات الدكتوراة وأساتذة الجامعات، على أهمية دورهم،لإن رواد هذة الشريحة لم ينعركوا في مدارس الكفاح، كما يجب، وبالتالي قدرتهم على تمثل الأهداف الوطنية تشوبها عوامل الضعف. وهناك المئات والألاف ممن حملوا الشهادات العلمية العالية للأسف الشديد لا يفقهوا شيئا في مجالات الحياة الأخرى، وهذا لا يعني الإنتقاص من أهمية العلم والإستثمار فيه، أو إستبدال الكفاءات العلمية بمناضلين تنقصهم المعرفة والثقافة السياسية والأدبية والإنسانية، بل تملي الضرورة التدقيق الجيد والمسؤول في إختيار الكفاءات القيادية، التي ستقود المشروع الوطني إلى الحرية والإستقلال والعودة. ومن لم تعركه مدرسة الحياة والعلم والثورة، لا يمكن له أن يكون أهلا للمواقع القيادية.
[email protected]
[email protected]
العلاقة بين العلم والنضال
عمر حلمي الغول
إذا إمتلك شعب من الشعوب ناصية العلم، وإستثمره كما يجب، فإنه يحقق قفزات عالية وعالمية بين شعوب الأرض. فالعلم ثروة لا تقدر بثمن، الأمر الذي يملي على الشعوب الفقيرة، والتي تعاني من نقص حاد في الثروات الطبيعية التركيز على الإستثمار في العلم والمعرفة، والنهوض بكفاءات الأجيال الجديدة. لإن العلم بحد ذاته ثروة الثروات. وحتى الشعوب، التي تختزن أراضي اوطانها الثروات الطبيعية، هي بحاجة ماسة للإستثمار في حقول العلم المختلفة، كي تتمكن من إستثمار ثرواتها بشكل صحيح وسليم، وبما يصب في خير الناس جميعا. ولا يمكن لشعب من الشعوب إستغلال تلك الثروات الطبيعية دون كفاءات علمية، لإنها إن لم تفعل ذلك فإنها تفتح المجال للأقطاب الدولية المتربصة بشعوب العالم الثالث الضعيفة للإنقضاض على تلك الثروات عبر ذرائع وحجج مختلفة ومختلقة، حتى انها يمكن ان تفتح بوابات الحروب الإقليمية أو الأهلية للنفاذ لتلك الدول ونهب ثرواتها، كما يجري في العالم العربي، حيث تستغل قوى الغرب الرأسمالية التناقضات الداخلية والإقليمية، وتأجيجها على أساس ديني وطائفي وإثني وحتى قبائلي وعشائري لإختراق دول وشعوب العالم العربي وتفتيتها لتحقيق مآربها النفعية والإستعمارية
في حالة الشعب العربي الفلسطيني الواقع تحت نير الإستعمار الإسرائيلي، ونتيجة إفتقاد فلسطين للثروات الطبيعية، فإن الضرورة أملت، وتملي على قيادة منظمة التحرير وحكومتها تكثيف الجهود، وتعزيز العملية التربوية في كل مراحل التعليم، للإستثمار في الأجيال الجديدة، وكلما أولت جهات الإختصاص العملية التعليمية الإهتمام المطلوب من الروضة حتى الدراسة الجامعية بمستوياتها المختلفة، وصقلت الجهاز التعليمي بمدرسين أكفاء، كلما تحققت الغاية والهدف المراد أكثرفأكثر، وتبوأ الشعب العربي الفلسطيني مكانة متقدمة في صفوف العالم ككل. ولا يكفي هنا النوم على المنجز القائم، والمتمثل بعدم وجود أمية في أوساط الشعب الفلسطيني، لإن هذا الجانب على أهميته يبقى قاصرا عن تحقيق الأهداف التربوية والوطنية المرادة، الأمر الذي يفرض الإرتقاء بنوعية العملية التعليمية، وإغنائها بما يتوافق مع روح العصر الحديث.
لكن على أهمية هذا الإستثمار في العلم لمواجهة دولة الإستعمار الإسرائيلية، وتعويض النقص في الثروات الطبيعية. فإن الشعب الفلسطيني مازال يخوض مرحلة الكفاح الوطني التحرري، التي يفترض ان تتكامل مع العملية التربوية. لإن النضال الوطني التحرري لا يتحقق بمواجهة العدو باشكال النضال المختلفة فقط، كما كانت فصائل الثورة تثقف مناضليها في السنوات الأولى من الظاهرة العلنية للثورة بالتركيز على الجانب الكفاحي في الدفاع عن المصالح الوطنية العليا في المعارك المختلفة دون ربط ذلك مع العلم. ولكنها تداركت ذلك في زمن قياسي، وعملت على صقل تجربة المناضلين في معارك الثورة الفلسطينية، وأولت العلم أهمية عالية. لإنها أدركت بأنه لا يمكن ان تحقق أهداف شعبها إلآ من خلال الربط بين العلم والثورة، لإن غياب العلم يعني الإرتجال والعفوية. ولكن تم تجاوز مرحلة الصبيانية اليسارية، وتم الربط الجدلي بين العلم والكفاح الوطني بكل أشكال وأساليبه.
وتعززت التجربة النضالية في معمان الكفاح التحرري، ومازالت. وتربت أجيال عديدة في خضم المعارك للدفاع عن مصالح الشعب والثورة، وصقلت معارفها من خلال مدرسة الثورة وجامعاتها الوطنية. وبالتالي لا يمكن النظر للفلسطيني من خلال منظار العلم لوحده والعكس صحيح، انما بالربط الديالكتيكي العميق بين العلم والكفاح. وعليه لا يجوز ونحن نبحث عن إختيار الهيئات القيادية حصر الأمر في نطاق فئة أو شريحة محددة، لإن هكذا عمل يضعف القيمة والأهمية القيادية في أوساط الشعب. ولا يجوز تحت أي إعتبار أن تواجه القيادة، وهي تختار عناصرها القيادة أن تكون مسكونة بعقدة النقص من حملة شهادات الدكتوراة وأساتذة الجامعات، على أهمية دورهم،لإن رواد هذة الشريحة لم ينعركوا في مدارس الكفاح، كما يجب، وبالتالي قدرتهم على تمثل الأهداف الوطنية تشوبها عوامل الضعف. وهناك المئات والألاف ممن حملوا الشهادات العلمية العالية للأسف الشديد لا يفقهوا شيئا في مجالات الحياة الأخرى، وهذا لا يعني الإنتقاص من أهمية العلم والإستثمار فيه، أو إستبدال الكفاءات العلمية بمناضلين تنقصهم المعرفة والثقافة السياسية والأدبية والإنسانية، بل تملي الضرورة التدقيق الجيد والمسؤول في إختيار الكفاءات القيادية، التي ستقود المشروع الوطني إلى الحرية والإستقلال والعودة. ومن لم تعركه مدرسة الحياة والعلم والثورة، لا يمكن له أن يكون أهلا للمواقع القيادية.
[email protected]
[email protected]
التعليقات