قبل 70 عاماً.. "العصابات الصهيونية" تحتل مدينة يافا

قبل 70 عاماً.. "العصابات الصهيونية" تحتل مدينة يافا
صورة أرشيفية
رام الله - دنيا الوطن
في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من نيسان/أبريل عام 1948، احتلت العصابات الصهيونية مدينة يافا، وذلك بعد معارك عنيفة عن الشباب الفلسطيني الثائر.

أطلق على هذه العملية "عملية درور"، ونتج عنها تهجير معظم سكان المدينة العرب، حيث يشكلون اليوم 15% من تعداد اللاجئين الفلسطينيين العالمي - أي حوالي 472,000 لاجئ عام 1998.

وقد مرَّ الحيّز المديني الفلسطيني بتغييرات جذرية نتيجة لحرب 1948 وقيام دولة إسرائيل. في هذا الإطار، وصف مراقبون هذه التغييرات أو بالتحديد النكبة الفلسطينية بالـ "كسر"، التي سببت بخراب وهدم المدينة الفلسطينية وسيرورة الحداثة.

وفي عام 1950 ضمّت بلدية تل أبيب مدينة يافا لسلطتها، وأصبحت بلدية واحدة تسمى بلدية تل أبيب- يافا، يشكل فيها السكان العرب ما يقارب %2 من السكان. ومنذ اللحظة الأولى وضعت بلدية تل أبيب- يافا مخطط تهويد المكان، فغيّرت كل أسماء شوارع مدينة يافا إلى أسماء عبرية لقيادات الحركة الصهيونية أو أسماء غريبة عن المكان لا تمتّ له ولتاريخه العربي العريق بأي صلة.

كما عملت على تغيير الطراز المعماري للمكان من خلال هدم جزء كبير من المباني القديمة، وهدم أحياء وقرى بكاملها، ومنذ ذلك الحين، والسلطات الإسرائيلية ومعها المنظمات اليهودية المتطرفة لم تكف عن تنفيذ مخططات تهويد ما تبقى من مدينة يافا، التي تقف اليوم أمام سلسلة من عمليات تغيير وجهها ووجهتها لتنافح عن تاريخ عريق يحاول التهويد قطعه من جذوره.

وتبذل السلطات الإسرائيلية مساعيها لصبغ الأحياء العربية في يافا بالصبغة اليهودية تحت مسمى "التطوير وتشجيع السياحة"، وهي أعلى درجات التهويد التي تشهدها المدينة وأخواتها في الداخل الفلسطيني. وتشهد المدينة أعمالاً يكتنفها كثير من الصمت والهدوء، الذي تنقلب تحت ستاره معالم المدينة ويتحول أشهر أحيائها العجمي إلى 'جنة الأغنياء الجديدة'.

في يافا يهدم الإسرائيليون البيوت التي يمنع أهلها العرب من ترميمها، ويدفع أثرياء الحركة الصهيونية مبالغ خيالية تصل إلى نصف مليون دولار لشراء بيت متواضع من مالكه العربي، وتقام الفنادق على مقابر المدينة وتحاصر مساجدها بالبنايات العالية ويحاصر الأذان فيها. بالإضافة إلى تحويل المدينة القديمة إلى قرية للفنانين اليهود.

وتعمل إسرائيل جاهدة لمحاصرة التمدد العربي، ووقف نمو السكان عن 17 ألف نسمة تشكل من ربع إلى ثلث نسبة سكان المدينة التي كانت ذات يوم فلسطينية خالصة، من خلال السياحة وجذب رجال الأعمال اليهود وعائلاتهم إلى المدينة.

التعليقات