الأوقاف تنظم اللقاء السنوي الخاص بالدعاة والداعيات استقبالا لشهر رمضان

الأوقاف تنظم اللقاء السنوي الخاص بالدعاة والداعيات استقبالا لشهر رمضان
رام الله - دنيا الوطن
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أنّ مسيرات العودة، ستنتقل للضفة و"سينخرط شعبنا في الخارج بها وهذا قرار متخذ بأعلى المستويات الوطنية".

وقال هنية في كلمة له خلال اللقاء السنوي للدعاة استعدادا لاستقبال رمضان المبارك الذي نظمته وزارة الأوقاف والشئون الدينية في مركز رشاد الشوا بغزة:"إنّ "هناك حالة من الوعي والمخزون الاستراتيجي في الضفة، قادر على إشعال المقاومة واسقاط القرارات التصفوية للقضية الفلسطينية", وتابع :"اليوم تصنع أحداث كبيرة على حدود قطاع غزة وهنا تسدد الضربات للصفقات التي تستهدف القدس واللاجئين".

وأضاف: " مسيرة العودة ستصبح نهج بيننا وبين الاحتلال ذروتها منتصف مايو وستستمر بعد هذا التاريخ".، مشيراً إلى أن غزة رغم الجوع والفقر والعقوبات تخرج بعشرات الآلاف الى الحدود، في تأكيد على ارادتهم في استرداد الحق التاريخي للشعب الفلسطيني.

وأكد على أن "ذروة المسيرة سيكون في 15 مايو المقبل، إلا أنها تستمر ما بعد ذلك لأن أهدافها استراتيجية ووطنية وأهداف مرحلية آنية", لافتا الى  أن رمضان المقبل ستكون الحالة الفلسطينية أمام مشهد مزدوج، منها ما يمثل روافع للقضية، وأحداث تمثل تحديات، مؤكدًا أنه سيكون فيه "تحولات تاريخية في إدارة الصراع مع الاحتلال".

وذكر أن شعبنا "سيدخل شهر رمضان بأم المسيرات (مسيرة العودة)، بشعب ينتفض في وجه المحتل؛ في مقاومة شعبية انطلقت من غزة امتدادًا لهبة القدس قبل عام، حيث أسقط خلالها المقدسيون مؤامرة البوابات".

وشدد هنية على أن ما "تشهده حدود غزة بمشاركة عشرات الآلاف من الرجال والأطفال والنساء، هو صنع لتحولات ضخمة، وتسدد ضربات للصفقات التي تستهدف القدس وقضية اللاجئين".

وأشار إلى أن المسيرة حققت في أسبوعها الخامس أهدافًا كثيرة "فقد أعادت فلسطين والقضية للواجهة، وحصار غزة، وأحيت الذاكرة من جديد بحق العودة", مؤكدا أن "المسيرة ستسقط الصفقات المشبوهة وتوجه رسالة تحذير من كل الشعب الفلسطيني لكل من يحاول أن ينخرط في صفقات بيع فلسطين أو التطبيق والاعتراف بالاحتلال".

وقال: "ظني بشعبنا العظيم أنه سيسفد عليهم (الأمريكان والإسرائيليين) هذين العُرسين (الاحتفال باغتصاب فلسطين وانتقال السفارة)".

وفي جانب آخر، شدد هنية على أنه ليس هناك فتاوى عندنا في قطاع غزة "تحت الطلب" بل فتاوي منطلقة من الأصول الفكرية وأمانة الموقف والتاريخ.

وتطرق إلى ما وصفها بـ "الفتاوى الجريئة" التي أفتى بها علماء الأمة، وحرموا فيها التنازل عن شبر واحد من أرض فلسطين المباركة وعدوا ذلك خيانة لله والرسول، مشيداً في الوقت ذاته بوقوف العلماء في غزة وتصديهم للتطرف الفكري الذي ابتليت به شباب الأمة، لمحاولة الاختراق الفكري للأمة، وبين أنهم سعوا للتنظير إلى الشريعة السمحة وأصول الفكر الذي قامت عليه أصول هذه الأمة.

وفي كلمته أوضح وكيل وزارة الأوقاف د. حسن الصيفي إن الخطاب المنبري خطاب دعوي يبشر ولا ينفر، يبسط ولا يعقد بعيداً عن الإفراط والتفريط، ينطلق من روح الشريعة ومقاصدها، ولا ينحصر في ظاهر النص وحرفية الفهم.

وطالب د. الصيفي الدعاة والخطباء والعلماء الى رفع مستوى الوعي لدى الشعب الفلسطيني بمفهوم الجهاد وفريضته وأنواعه وأساليبه وظروفه ومراحله وضوابطه وأهدافه دون تهور ودون ارتجالية أو عفوية ودون سطحية أو فوضوية.

وبين وكيل الوزارة ضرورة التركيز على الخطاب الوطني التجميعي الموحد الذي يربط الناس بالثوابت ويعزز الثقة بالنصر ويعلي من شأن الوطن والدفاع عنه بعيداً عن التشكيك والتخوين.
وقال:" القضية الوطنية أصل أصيل في الخطاب الدعوي وهي مكون ثابت في المفهوم الديني للخطاب دون تزييف أو ممالأة، فالوطن يعني فلسطين كاملة والقدس هي القدس بألف التعريف والعهد والكمال والجنس بقسميها الشرقي والغربي والعدو هو العدو ولن يكون في خطابنا لا صديقاً ولا شريكاً ولا عشيقاً، والقضية الوطنية تقع في مركز عقيدتنا وخطابنا".

وأضاف:" إن مصادر خطابنا النص القرآني والنبوي والسيرة وفهم السلف ووقائع التاريخ وخاصة الواقع لكننا يجب أن نحذر من الانتقائية والانحراف عندما نسترشد بالتاريخ وعلينا أن نفهمه في ضوء السنن الكونية التي تضبط حركة الحياة".

وشدد الصيفي على أن القضايا الخلافية دينية كانت أو سياسية أو وطنية أو فكرية أو ثقافية أو اجتماعية ليس محلها المنابر فالمنبر لتوحيد قلوب الناس وتجميع أفئدتهم وجهودهم لخدمة الدين والوطن.

بدوره استعرض مدير عام الإدارة العامة للوعظ والإرشاد بالوزارة د. يوسف فرحات أبرز وأهم إنجازات الوعظ، لافتًا الى أنها بذلت جهودا كبيرة للارتقاء بخطبة الجمعة ونجحت في ذلك خاصة الحد من مسلسل شكاوى الجمهور على أداء الخطباء افتا الى ان عدد المساجد التي تشرف عليها الوزارة خطابة في قطاع غزة 780 مسجد يتناوب عليها 1300 خطيب منهم 141 خطيب يحملون شهادة الدكتوراه و345 ماجستير، و648 بكالوريوس و92 دبلوم و89 ثانوية عامة.

لافتا الى ان الوزارة قررت افتتاح دبلوم للدراسات الشرعية يستهدف الخطباء الذين لا يحملون شهادات شرعية وعددهم 300, منوهًا الى أن الوعظ والإرشاد بالوزارة على تطوير الخطباء المنبري والوعظي ليكون أكثر فعالية وأثر وحرصت على بناء جسور الثقة بين الوزارة والخطباء.

وجه شكره لكل الخطباء الذين يقومون بوظيفة الدعوة الى الله تعالى سائلا المولى عز وجل أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم.
وفي كلمته أوضح أ. د. مازن هنية عميد البحث العلمي بالجامعة الإسلامية أن الشريعة الإسلامية كما هي سائر الشرائع جاءت لتأخذ بيد الانسان على سبيل الهداية والرشاد، لافتًا الى ان الشريعة جاءت على جهة الصلاح.

وبين هنية أن احكام الشريعة من ألفها الى يائها وبكل أجزائها جاءت لتحقق مصلحة الانسان في العاجل والآجل.

وفي كلمته بارك جهود الأوقاف في عقد اللقاء السنوي للدعاة والخطباء استقبالا لشهر رمضان خاصة أنه يأتي لاستنهاض الهمم من اجل استثمار اكتظاظ المساجد بالمصلين في رمضان في مجال الدعوة الى الله تعالى، مشددًا على ضرورة تنبيه الخطباء والدعاة الى ان الدعوة الى الله أفضل الاعمال ومهمة عظيمة حملها الأنبياء في هداية الناس. 

وفي نهاية اللقاء كرمت وزارة الأوقاف الخطيب بالوزارة أ. أحمد أبو رتيمة تقديرا لجهوده الفاعلة لانجاح مسيرة العودة وكسر الحصار.