الرابطة الدولية للقلم تنجح في استصدار قرار يطالب بالحماية الدولية للصحفيين

الرابطة الدولية للقلم تنجح في استصدار قرار يطالب بالحماية الدولية للصحفيين
رام الله - دنيا الوطن
عقدت لجنة الكتاب من أجل السلام، وهي اللجنة الأساس في الرابطة الدولية للقلم-اجتماعها السنوي في مدينة بليد ما بين السابع عشر والثالث والعشرين من ابريل،لمناقشة أوضاع الكتاب في العالم،وخاصة الكتاب في أماكن الصراع،بحضور ممثلين عن خمسين فرع عالمي،ولفيف من الكتاب المعروفين وضيوف الشرف..

وقد افتتح المؤتمر بكلمة رئيس الرابطة الدولية السيدة جينيفر كليمت،حيث أكدت أهمية الدور الذي يلعبة الكتاب وخاصة في أماكن الصراع..وقد خصت في كلمتها فلسطين وكتاب فلسطين،وأشادت بزيارتها التاريخية الى فلسطين في اكتوبر الماضي، برعاية فرع فلسطين..

ثم عقدت لجنة المرأة اجتماعا هاما،وتم طرح عدد من التوصيات الخاصة بالمرأة الكاتبة،مستعرضة قضيا انسانية في دول متعددة..

ثم افتتح المؤتمر العام للجنة السلام،وقدم رئيس لجنة السلام كلمة ترحيبية،تطرق خلالها الى عدد من القضايا الهامة التي تعنى بها اللجنة وعلى رأسها القضية الفلسطينية..

ثم قدمت كلمة فلسطين الأديبة حنان عواد-رئيس فرع فلسطين ،حيت فيها المؤتمر،وشرحت الاوضاع الفلسطينية تحت الاحتلال وارهاب الدولة المنظم ضد شعبنا الفلسطيني ،ثم طرحت موضوع استهداف قوات الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين لتغييب حقائق الممارسات الجائرة  التي تقوم بها باستهداف الصحفيين الفلسطينيين شخصيا،والتعدي على مكاتبهم وأجهزة التصوير واستهداف حياتهم بشكل متعمد.

وقرأت البيان السياسي الذي أعده الوفد الفلسطيني للمؤتمر للمصادقة عليه ،وهذا نص البيان :

قرار بادانة قوات الاحتلال الاسرائيلي باستهداف الصحفيين الفلسطينيين.

نحن،أعضاء لجنة السلام الدولية،المجتمعين في بليد،نستنكر خطة قوات الاحتلال الاسرائيلي الممنهجة في استهداف الصحفيين الفلسطينيين بشكل عام،والصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يغطون ألمسيرات السلمية ،والتي اسفرت عن استهداف الصحفي ياسر مرتجى،حيث سقط شهيدا،كما اصيب عدد آخر من الصحفيات والصحفيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع.

ياسر مرتجى،مصور صحفي في وكالة"عين ميديا"،قتل على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي قرب حدود غزة، رغم أنه كان يرتدي سترة واقية مكتوب عليها صحافة،وكان يغطي أحداث غزة،وقد أصيب معه أكثر من سبعة صحفيين أيضا،اضافة الى عدد كبير من الشهداء والجرحى والذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وحرية التعبير..

وقد قدمت احتجاجات شديدة اللهجة من رابطة القلم الفلسطيني،رابطة الصحفيين الفلسطينيين وعدد من المؤسسات الاعلامية والثقافية ،أدانت فيها ارهاب الدولة المنظم، وطالبت بالحماية الدولية للصحفيين الفلسطينيين.

ومن خلال الحقائق المذكورة أعلاه،فان لجنة السلام تعتبر هذا الفعل عملا ارهابيا.

اننا نشجب وبشدة الجرائم التي تقترفها قوات الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين وهم يقومون بواجبهم في أداء أمانة الرسالة وتغطية أحداث المسيرات السلمية  في غزة..

اننا نعتبر هذا الفعل جرائم بشعة ضد الانسانية.

واننا اذ ندين بشدة هذه الجرائم البشعة ضد الفلسطينيين، والتي تهدف الى طمس الحقيقة وحرية التعبير،

لندعو الأمم المتحدة ،مدعومة من جميع الحكومات، لاجبار اسرائيل لوقف الانتهاكات والجرائم المتعمدة ضد الصحفيين الفلسطينيين،باتخاذ جميع الخطوات اللازمة والعاجلة

لحماية الصحفيين الفلسطينيين.

اننا نتطلع الى اليوم الذي يحل به السلام العادل والشامل ،والذي لا يتحقق الا بانهاء الاحتلال الأطول في العالم،وتحقيق عضوية فلسطين الكاملة..دولة مستقلة كاملة السيادةعلى حدود ما قبل الرابع من حزيران لعام الف وتسعمائة وسبعة وستين،وعاصمتها القدس. 

اننا نؤمن وتؤكد بأن الحقيقة لا يمكن اعتقالها،لانها ستخترق جميع الحواجز والجدران وتسطع كالشمس مهما حاول الاحتلال مواراتها.

هذا وسيرفع القرار الى الكونجرس ليصادق عليه أيضا.

وقد شارك الوفد الفلسطيني ايضا في الأمسيات الشعرية المتعددة،وكذلك في مناقشة موضوع "الجدار وتأثيره على ابداع الكاتب،وقدمت الأديبة عواد مداخلة هامة ابتدأتها بقراءة مقطع من قصيدة الشاعر المصري أمل دنقل:

آه ما أقسى الجدار

حينما ينهض في وجه الشروق

ربما ننفق كل العمر كي ننقب ثغره

ليمر النور للأجيال مرة

ربما لو لم يكن هذا الجدار

ما عرفنا قيمة الضوء الطليق..

ثم شرحت الواقع المأساوي الذي أوجده الجدار،من تفتيت ومصادرة للأرض،وتقسيم العائلات،وتكثيف الصعوبات للطلاب للوصول الى مدارسهم..ثم أضافت:"ليس الجدار أحجارا تبنى فقط،ولكنه انعكاسات للجدر المرفوعة على الوضع النفسي"،وقد أكدت أن الجدار النفسي الفلسطيني،أصبح الآن أكثر تعقيدا وصعوبات،وهو مرتفع النبرات،ولا يستقر الا بزوال الاحتلال.كما قدم الدكتور نبهان غانم دراسة علمية مستفيضة حول أثر الجدار على حياة الشعب الفلسطيني الانسانية والاقتصادية.

لاقى نشاط الوفد الفلسطيني تقديرا خاصا من رئاسة المؤتمر ومن الفروع المشاركة،

وقدمت لجنة السلام مشروع قرار بادانة سوريا،معتمدة على الرؤيا الغربية.. ووقف الوفد الفلسطيني بكل قوة رافضا هذا القرار.

وقد خاطبت المؤتمر الدكتورة حنان عواد رئيسة فرع فلسطين مؤكدة رفض هذا القرار لعدم استناده الى دلائل.وتأكيد عدد من الصحفيين والشخصيات السياسية العالمية الى زيف القرارالمفبرك.مؤكدة.ان فرع فلسطين،ويرفض قبول هذا النص،ويطالب باعادة الرسالة بصياغة جديدة تحمل الحقيقة دون زيف.......

هذا وقد احتد النقاش،و ساند فلسطين رئيسة فرع تركيا وأكدت جميع الطروح التي قدمها فرع فلسطين..كما ساندها رئيسة الرابطة وعدد من الفروع الأخرى.

كما دعم الموقف الفلسطيني أيضا السيدة اليكس بارودي رئيسة فرع سويسرا،حيث دعمت موقف فرع فلسطين وأضافت:"نحن الغرب،ماذا نفعل في سوريا والعراق،وأي حق يكون لنا هناك لنقوم بالتدمير لدول وشعوب أخرى،يجب أن نطالب جميع الدول الى مغادرة سوريا لتعيش بأمان"...هذا وقد قدم الدكتور نبها ن غانم عضو الوفد الفلسطيني، كلمة مؤثرة، رحب فيها بموقف هذه السيدة النبيلة الداعم لفلسطين.واشار الى ضرورة مساندة الفلسطينيين في نضالهم العادل.وأكد أهمية موقف لجنة السلام في دعم الكتاب الفلسطينيين وفي تحري الحقائق،واتخاذ القرارات الملزمة ضد الاحتلال..مؤكدا أن الكاتب هو الذي يرسم الحقيقة ويعيشها ويطلقها بقلمه وبموقفه النبيل..وبذلك يسطرها التاريخ لتكون مرجعية ابداعية وانسانية..

هذا،وعلى مدار ثلاثة أيام متلاحقة بالاجتماعات والمشاورات وارساء الحقائق،بجهود حثيثة بذلها الوفد الفلسطيني بقوة الخطاب،والتمسك بالموقف،وارساء قواعد المعرفة المعمقة باعتماد الدلالات السياسية،

 استجاب المؤتمر لطلب فلسطين،وتم تشكيل لجنة على رأسها فلسطين لتعديل القرار..وعقدت اللجنة،وعدل القرار ليطالب الأمم بعدم التدخل في الدول الأخرى باحترام سيادتها..وحماية الكتاب والصحفيين ،والانتصار للانسانية..كما طالب القرار بادانة استخدام الأسلحة النووية لكل الدول بما فيها اسرائيل...

وأكد القرار على اعتماد القانون الدولي وعدم الكيل بمكيالين في القرارات الهامة،خاصة فيما يتعلق بفلسطين وسوريا.

وقد صادقت اللجنة عليه،وسيرفع الى الكونجرس أيضا للمصادقة.

وقد رئست الوفد الفلسطيني الدكتورة حنان عواد رئيس رابطة القلم الفلسطيني وعضو المجلس الوطني.

التعليقات