التساؤل السطحي عن الخطة

التساؤل السطحي عن الخطة
نبض الحياة 

التساؤل السطحي عن الخطة  

عمر حلمي الغول 

وصلتني الخطة السرية لحركة حماس " لإنهاء مرحلة حكم عباس، والسيطرة على النظام السياسي الفلسطيني" الموقعة من إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي المؤرخة بتاريخ 16/4/2018 الواقع في 30 رجب 1439 هجرية، والتي تعكس منهج وسياسة فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين. وانا هنا لا اود الدخول في مناقشة تفاصيل الخطة، التي يلخصها عنوانها آنف الذكر، وهو لب وجوهر المخطط الإخواني منذ دخلت حركة حماس للمشهد السياسي الفلسطيني في نهاية 1987 والأدق مطلع 1988 حيث صدور البيان الأول في الإنتفاضة الأولى في الثامن من كانون ثاني/ يناير 1988 وحتى الآن، والتي كان الإنقلاب الأسود على الشرعية محطة نوعية في مسيرتها الإجرامية ضد مصالح وأهداف الشعب الوطنية من خلال الإنقاض على الشرعية الوطنية في محافظات الجنوب. 

حينما وصلت الخطة لعدد من الأخوة في الوطن والشتات، كان السؤال الأول، الذي تبادر لذهنهم: هل هذة الخطة صحيحة أم مزورة؟ وبعضهم بسطحية وسذاجة طرح: هل يمكن ان تذهب حركة حماس نحو هذا المنحى؟ وبعضهم شكك ب"وطنية" من سربها، لإنه يعمل على تعميق الإنقسام، ولا يريد المصالحة؟ 

وبعيدا عن ما تضمنتة الخطة الإجرامية الحمساوية، وعن كونها وثيقة حقيقية أو "مزورة"، يبرز عدد من الإسئلة، التي تحمل في ثناياها ردا على كل عملية التسطيح في أوساط بعض القطاعات الفلسطينية: اين وجه الغرابة في ما تضمنتة الخطة الجهنمية؟ هل حركة حماس، التي إرتكبت عن سابق تصميم وإصرار إنقلابها الأسود على الشرعية، تتورع عن مواصلة خيارها الإنقلابي؟ وهل حركة حماس معنية بالمصالحة الوطنية؟ هل تقبل القسمة على مبدأ الشراكة السياسية؟ وهل حركة الإنقلاب، التي وقفت بالأمس القريب خلف عملية التفجير المستهدفة لموكب رئيس الوزراء الحمدلله ورئيس جهاز المخابرات العامة فرج في آذار /مارس الماضي تأبة او تعير إنتباها لإي معيار من معايير الوطنية؟ وألم تكن حركة حماس، هي رأس حرب مشروع جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، الهادف لتمزيق وتقسيم وحدة الدول والشعوب العربية 2007؟ أين وجه الإستغراب في الخطة؟ أليس من تساءل يفتقد الفطنة والمعرفة الدقيقة بحركة حماس وخياراتها السياسية، ويجهل خبايا وموقع حركة الإخوان المسلمين في خارطة السياسيات الإقليمية والدولية؟ 

عديدة الأسئلة المطروحة، وجميعها تشير لثابت في سياسات فرع جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، هو إستهداف القيادة الشرعية ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد، وهي عمليا تستهدف الثوابت والمشروع الوطني برمته. ورفعها للشعارات المنادية ب"المقاومة" و"الوحدة الوطنية" ومؤخرا "حكومة عموم فلسطين" و"تشكيل إدارة إنقاذ وطنية لغزة"، جميعها شعارات تهدف من خلالها حركة حماس تعميق عملية الإنقلاب، وليس شيئا آخر. وسأفترض ان الخطة لا أساس لها في الواقع، ولكن هل حركة حماس لها خيار غير خيار إستهداف الشرعية الوطنية، ومواصلة خيار الإنقلاب الأسود، والسعي الحثيث لفرض الهيمنة على منظمة التحرير إن أمكنها ذلك، وتعطيل أية خطوة وطنية جامعة؟ 

إني اتمنى على كل الوطنيين دون إستثناء، ان يعودوا لقراءة مبادىء ومرتكزات جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام وخاصة في بلد المنشأ مصر، ثم في فلسطين وكل فرع من فروعها ليتمكنوا من الوقوف على التعمق بنواظم ومبادىء وأهداف حركة الإخوان ككل، وفي فلسطين بشكل خاص. وإقرأوا ما نشرته القيادات الأميركية عن العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين، وقبل ان تقرأوا قارنوا بالوقائع ممارسات حركة حماس مع ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وميزوا بالوقائع بين ما تعلنه وما تمارسه، ثم دققوا جيدا في الخطة، هل فيها شيء مستغرب أو مستهجن أو غير واقعي، ام انها تتطابق مع اهدافها وغاياتها الإنقلابية، وأهداف جماعة الإخوان المسلمين ككل؟

[email protected]

[email protected]      

التعليقات