حال قررت السلطة والحكومة الانفصال عن غزة.. ما هي خيارات حماس؟

حال قررت السلطة والحكومة الانفصال عن غزة.. ما هي خيارات حماس؟
توضيحية
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
يبدو أن السلطة الوطنية الفلسطينية، وحكومة الوفاق، تتجهان نحو الانفصال والانسحاب بشكل كامل من قطاع غزة، بسبب تمسك حركة (حماس) وإصرارها على موقفها من كافة القضايا.

ولكن السؤال المطروح، إذا ما اتخذت السلطة والحكومة، هذا القرار، فما هي الخيارات المطروحة أمام الفصائل عامة، وحركة حماس لمواجهة هذا الأمر؟

أكد الدكتور هاني العقاد المحلل السياسي، أن الخيارات سيتكون صعبة على الجميع في حال قررت السلطة الفلسطينية والحكومة الانسحاب بشكل كامل من قطاع غزة.

وأوضح العقاد في لقاء خاص مع "دنيا الوطن"، أنه ليس سهلاً على حكومة الوفاق أن تنسحب بشكل كامل من قطاع غزة، وبالتالي تخلي مسؤولياتها بشكل كامل لحركة حماس، كذلك ليس سهلاً على الحركة أن تتولى إدارة القطاع.

وقال: "إذا أرادت حماس أن تبقى في غزة، فإن ذلك سيكون على حساب الواقع المؤلم والحصار والجوع والإغلاقات والعوز المالي والاقتصادي، وعدم وجود الرواتب، وأمور كثيرة تحسب حسابها الحركة".

وأضاف: "لا يمكن لحركة حماس، أن تشكل حكومة جديدة في غزة بدون مد العون من أحد الأطراف، فلا يوجد طرف إقليمي يريد أن تبقى حركة حماس في قطاع غزة، وهذا ما أدركه الرئيس".

وأوضح، أنه ليس أمام حركة حماس اليوم إلا العودة إلى الصف الفلسطيني، والعمل لتحقيق كافة اتفاقيات المصالحة في عامي 2011 و2017، دون معارضة أو مماطلة.

وبين أن الواقع صعب أمام حماس والسلطة الفلسطينية، وبالتالي فإن السلطة لا تستطيع أن تترك قطاع غزة بشكل كامل.

بدوره، أوضح إبراهيم المدهون المحلل السياسي، أن انسحاب السلطة الفلسطينية والحكومة من قطاع غزة، يشكل خطورة، لافتاً إلى أن حركة حماس غير قادرة على سد الفجوة؛ لأن السلطة الفلسطينية بانسحابها ستترك فراغاً كبيراً.

وقال: "إن ذلك يحتاج الى دراسة داخلية من قبل حركة حماس للخروج برؤية واضحة، بالإضافة إلى مشاورات ودراسات معمقة مع الفصائل، وترتيب الأوراق مع الجانب المصري، خصوصاً أن القاهرة لها ثقل كبير في الموضوع، ويمكن أن تُسهم في حل الإشكاليات".

وأضاف: "هناك مجموعة من الخيارات، إما للفوضى الشاملة التي لا أحد يستطيع أن يتحكم فيها، مما يُحدث فراغاً أمنياً على الحدود الشرقية والجنوبية والشمالية، أو أن يكون هناك تدخلات من قبل مؤسسات دولية مثل (أونروا) وغيرها لإيجاد بدائل محدودة للفراغ".

وتابع: "الخيار الأخير هو المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي فإن الجميع سيعمل على الحيلولة دون الفوضى أو المواجهة مع الاحتلال، وسيبتكرون عملاً ينقذ ما يمكن إنقاذه في قطاع غزة، خصوصاً إذا ما تم التفاهم بين المؤسسات وبعض القوى مع الجانب المصري".

المحلل السياسي حسن عبدو، رأى أنه لا يمكن أن يكون هناك خيارات تكون بديلة عن المصالحة الفلسطينية، منوهاً إلى أن جميع الخيارات ضعيفة، ويمكن الحديث عن إمكانية الذهاب للاشتباك مع الاحتلال من خلال مسيرات العودة، كأحد الخيارات للضغط لإنهاء الحصار، بالإضافة إلى توجه الفصائل الفلسطينية لإنشاء إدارة جماعية، معتبراً أن ذلك خيار معدوم؛ لعدم وجود قبول بشرعية ذلك.

وقال: "الخيار الأنسب والأقل كلفة هو المصالحة الفلسطينية، وإعطاء المرونة الكافية من قبل حماس وفتح، وعندما نتحدث عن سلطة وقانون وسلاح واحد، فلا يجب أن تكون السلطة سلطة فصيل، وإنما منبثقة عن كل الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "عندما نتحدث عن سلاح واحد، يجب أن يكون السلاح للشعب الفلسطيني، وليس لجهة معينة، وبالتالي هناك حلول مطروحة لحل مشكلة السلاح، من أهمها تشكيل جيش وطني".

التعليقات