حنا: نحتاج الى اعادة ترتيب بيتنا الفلسطيني الداخلي

رام الله - دنيا الوطن
 استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من ابناء الجالية الفلسطينية في المانيا والذين وصلوا الى الاراضي المقدسة في زيارة تستغرق عدة ايام .

وقد قام الوفد اليوم بجولة في البلدة القديمة من القدس استهلوها بلقاء المطران الذي استقبل الوفد في كنيسة القيامة في القدس القديمة مرحبا بزيارتهم ومؤكدا على اهمية مثل هذه الزيارات التي تأتي في سياق تأكيد الفلسطينيين حيثما كانوا واينما وجدوا على انهم مرتبطون بوطنهم وسيبقون دوما مدافعين عن عدالة قضية شبعهم .

قال المطران في كلمته بأننا نتمنى ان تكون جالياتنا الفلسطينية في الخارج موحدة فكفانا ما حل بنا من انقسامات في الداخل ولا نريد لانقسامات الداخل ان يتم تصديرها الى الخارج ولذلك فإننا نطالبكم وننشادكم بأن تعملوا من اجل توحيد الصفوف لكي تكونوا جالية قوية في دفاعها عن عدالة القضية وفي دفاعها عن القدس المستهدفة والمستباحة ، ان وحدتكم هي قوة لكم ومن يسعون لتقسيمنا وتكريس الانقسامات في مجتمعنا انما لا يريدون الخير لوطننا ولقضيتنا .

من واجبنا جميعا ان نعمل من اجل انهاء الانقسامات ووجود التعددية السياسية والفكرية في فلسطين لا يجوز ان يكون حائلا امام وحدتنا لان قضيتنا واحدة وهمومنا واحدة وآلامنا واحزاننا مشتركة وكلنا نتطلع الى مرحلة جديدة والى عهد جديد ينال فيه شعبنا الحرية ويستعيد حقوقه وثوابته ومطالبه العادلة .

يجب العمل على احتواء الانقسامات وانهائها وليس تكريسها لان المستفيد الحقيقي من تكريس الانقسامات انما هو الاحتلال الذي لا يريد الخير لاي واحد منا فكلنا مستهدفون ولا يستثنى من ذلك احد على الاطلاق .

نعيش في مرحلة عصيبة ونحن امام تحديات خطيرة فالمؤامرات تحيط بنا من كل حدب وصوب وهنالك من يسعون لتمرير صفقة العصر المشؤومة وقد اوجدوا لنا ادوات مسخرة في خدمة هذا المشروع المشبوه الذي هدفه الاساسي هو تصفية القضية الفلسطينية .

انظروا الى ما حل بمنطقتنا العربية فالحروب والعنف والدمار والارهاب والخراب والتشريد والالام والاحزان والدموع منتشرة في كل مكان .

انظروا الى سوريا وما تتعرض له من مؤامرة هادفة لتدميرها ، انظروا الى اليمن والدمار الهائل الذي حل فيه ، انظروا الى العراق وليبيا والى غيرها من الاماكن والمستفيد الحقيقي من كل ما يحدث في هذا المشرق العربي انما هم المستعمرون الجدد الذين يريدون تمرير مشاريعهم في منطقتنا وفي فلسطين بنوع خاص ويسعون لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس .

في هذه المرحلة الخطيرة نحن نحتاج الى ترتيب بيتنا الفلسطيني الداخلي ونحتاج الى مزيد من الاستقامة والصدق والجرأة والصراحة لكي نعالج الاخطاء التي ارتكبت ولكي نرتب اوراقنا الداخلية لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن وطننا وقضيتنا العادلة ولكي نتمكن معا وسويا من افشال صفقة العصر المشؤومة التي يريدون تمريرها على حطام شعبنا وعدالة قضيته.

لن تمر اية صفقات على حساب شعبنا ولكن هذا يحتاج منا الى مزيد من الوعي والحكمة والرصانة والمسؤولية ، لن تمر اية صفقات هادفة لتصفية قضيتنا ما دمنا موحدين وعلى قلب رجل واحد لان وحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن وجودنا وقضيتنا وقدسنا ومقدساتنا وثوابتنا الوطنية .

وضع  الوفد في صورة ما يحدث في مدينة القدس من سياسات احتلالية غير مسبوقة هادفة الى طمس معالم مدينتنا والنيل من مقدساتها واوقافها وهويتها العربية الفلسطينية .

اما الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة فسيبقى حضورا اصيلا ولن يتخلى المسيحيون الفلسطينيون عن انتماءهم لوطنهم ودفاعهم عن عدالة قضية شعبهم ، لقد اصبحنا قلة في عددنا ولكننا لسنا اقلية ولن نكون اقلية فنحن فلسطينيون ونفتخر بانتماءنا لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وهوية وتراثنا وتاريخا وانتماء .