الخليل تحتفل باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية

الخليل تحتفل باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية
رام الله - دنيا الوطن
نظمت جامعة القدس المفتوحة فرع الخليل ووزارة التنمية الاجتماعية ونقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينية  وكلية غرناطة احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للخدمة الاجتماعية  وذلك في مسرح الجامعة .

وحضر الاحتفال ممثل محافظ محافظة الخليل الدكتور  رفيق الجعبري وانور حمام الوكيل المساعد في وزارة التنمية الاجتماعية  والدكتور اياد عثمان  نقيب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينيين وعميد كلية غرناطة الدكتور طه امالاة  والدكتور  محمد شاهين مساعد رئيس الجامعة لشؤون الطلبة ، و الدكتور  عماد إشتيه عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية  والاستاذ عبد القادر دراويش القائم بأعمال مدير فرع الخليل والاستاذ ماجد أبو ريان المساعد الأكاديمي والاستاذة ميسون الشريف امين سر النقابة فرع الخليل والاستاذ فايز الفسفوس والاستاذ رائد عميرة عضوا الامانة العامة للنقابة  وعدد كبير من ممثلي المؤسسات الرسمية والاهلية الاجتماعية في محافظة الخليل وعدد كبير من الاخصائيين الاجتماعيين والمرشدين في المحافظة .

وبدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم تلاها الطالب محمد الطويل ثم النشيد الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء. 

ورحب الدراويش بالمشاركين في اليوم الدراسي والاحتفالية ، ونقل لهم تحيات  الاستاذ الدكتور  يونس عمرو رئيس الجامعة  وأشاد بالعلاقات التشاركية بين وزارة التنمية الاجتماعية ونقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينية  وجامعة القدس المفتوحة وكلية غرناطة ، وقال إن هذا الجهد المشترك يهدف إلى الارتقاء بمهنة الخدمة الاجتماعية باعتبارها مهنة إنسانية ذات رسالة نبيلة ، كما شكر القائمين على تنظيم هذا اليوم الدراسي، وتمنى للمشاركين يوما دراسيا ناجحا. 

و ألقى  انور  حمام كلمة وزير وزارة التنمية الاجتماعية  الدكتور  إبراهيم الشاعر الذي تمنى  لهذه الاحتفالية ولهذا اليوم الدراسي النجاح والتوفيق والخروج برزمة توصيات مهمة تشكل إضافة إلى العمل التشاركي من أجل الوصول إلى مهننة حقيقية لعملنا الاجتماعي وإيجاد قانون عصري لمزاولة المهنة في مجال الخدمة الاجتماعية، كما عبر عن اعتزازه بالجامعة التي تمثل فضاءً علمياً وثقافياً واجتماعياً فاعلاً ومتفاعلاً مع المحيط الاجتماعي، وأوضح أن وزارة التنمية الاجتماعية تعيش تحولات حقيقية في العمل الاجتماعي وأن هذه التحولات مست كل جوانب التدخلات المهنية والفكر والسياسات الاجتماعية، وتحدث أيضا عن توجهات الوزارة وعلاقتها مع الممارسة المهنية وأكد أن التوجهات الجديدة تقوم على مقارنات تخص التمكين والمقاربة الحقوقية ومقاربة الاستثمار في الموارد المحلية والمقاربة الشعبية، وأن هذا الحفل يشكل ممارسة فعلية لهذه التشاركية بين مؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الأكاديمي والنفابي. 

كما بين الدكتور اياد عثمان  نقيب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الفلسطينيين أن فكرة الاحتفال باليوم العالمي للخدمة الاجتماعية كانت من منطلق الشراكة مع جامعة القدس المفتوحة بناء على توصيات رئيس الجامعة أ. د. يونس عمرو ومعالي وزير التنمية الاجتماعية د. إبراهيم الشاعر من أجل أن يكون هناك مؤسسات تعمل على تطوير ومهننة العمل الاجتماعي، وتحدث عن تخصص الخدمة الاجتماعية في الجامعة وقال إنه التخصص الذي يحقق الشروط والمعايير الدولية، لاعتماده شهادة الخدمة الاجتماعية فيها، وأضاف أن هناك تعليمات من الوزارة لتشكيل لجنة فنية من أجل الوصول إلى قانون تنظيم مهنة العمل الاجتماعي، كما وجه تحياته إلى جميع الأخصائيين، وأكد أن النقابة ستبقى داعمة لحقوق الأخصائيين، وهذا ينعكس ايجابياً على تقديم الخدمات على المجتمع والفرد والطلبة. 

أما عميد كلية غرناطة  الدكتور طه أمارة فتحدث عن الكلية وأهدافها التي تتلخص في رفع مستوى أبناء شعبنا الفلسطيني عن طريق التعليم ورفع مكانة المرأة، وبين الصعوبات والقيود لالتحاق الطلبة بالجامعات في الداخل الفلسطيني، وأوضح أيضاً أن تخصص الخدمة الاجتماعية له دور كبير في بناء المجتمع ، لأن هذا التخصص الإنساني المميز يسهم بتخفيض آلام مجتمعنا وبناء أسرنا التي تكوّن المجتمع الفلسطيني في كل مكان، كما ساعد التخصص على تخطي الصعوبات والعقبات والمشاكل المتعددة. 

من جانبه تحدث د. الجعبري بكلمة شكر فيها الجامعة والقائمين على هذا الاحتفال ونقل لهم تحيات محافظ محافظة الخليل أ. كامل حميد، وأكد أهمية هذا اليوم لأهمية الخدمة الاجتماعية نفسها، وأن تطور وزارة الشؤون الاجتماعية وتحويلها إلى وزارة التنمية الاجتماعية يعمل على تطوير هذا القطاع وهذه المهنة ، وأن الخدمة الاجتماعية والموضوع الاجتماعي وتأثيره على الشعب الفلسطيني مهم جداً ليس فقط على الحياة الاجتماعية وإنما على كل نواحي الحياة بكل تفرعاتها. 

وتضمن الاحتفال في جلسته الثانية عرضاً لثلاثة أوراق علمية  الأولى حول "تعليم الخدمة الاجتماعية " قدمها د. عماد اشتية عميد كلية التنمية الاجتماعية والأسرية ، والثانية حول "الأبعاد الاجتماعية في أجندة التنمية" قدمها أ. أنور حمام، والثالثة حول "قانون تنظيم مهنة الخدمة الاجتماعية في فلسطين" قدمها أ. فايز الفسفوس عضو الامانة العامة للنقابة

وفي ورقته تحدث  اشتية حول تعليم الخدمة الاجتماعية في فلسطين و أشار إلى أن الجامعة تعمل على نقل تعليم الخدمة الاجتماعية نقلة نوعية، لتنسجم مع التطورات الهائلة التي تشهدها مهنة العمل الاجتماعي في فلسطين سواء في تقنياتها وأساليب ممارستها والخدمات المقدمة التي تقودها وزارة التنمية الاجتماعية بصفتها مؤسسة رسمية رائدة تقود القطاع الاجتماعي، مشيرا إلى أن عام 2018 سيشهد تغيرات جذرية على مهنة الخدمة الاجتماعية من حيث ممارستها وتنظيمها، وهذا يتطلب ان تكون الجامعات الفلسطينية جاهزة لإحداث التغيرات المطلوبة في برامجها الأكاديمية لتستجيب لهذه التغيرات، ما يتطلب استمرار التعاون والتنسيق لبناء تحالف بين المؤسسات المهنية والأكاديمية والنقابية حتى نستطيع تحقيق هذا الطموح، الذي سينعكس حتما وبشكل ايجابي على فئات المستفيدين، وأكد ضرورة وضع استراتيجية وطنية لوقف التراجع في دور مؤسسات الرعاية والخدمة الاجتماعية المختلفة بسبب تراجع التمويل الخارجي. وهذا يتطلب فتح حوار جدي مع الشركات والمؤسسات الوطنية لتحمل مسؤولياتها في تقديم الدعم وتخصيص الميزانيات السنوية الثابتة للبرامج الاجتماعية كجزء من مسؤولياتها الاجتماعية، ما يتطلب إنشاء صندوق وطني بإدارة رسمية وأهلية لتنسيق الميزانيات المقدمة من الشركات كمقدمة للاعتماد على الموارد المحلية وتعظيم المتاح منها. 

وتناولت ورقة  أ. أنور حمام الأبعاد الاجتماعية في اجندة التنمية وتأثيرها على الممارسة المهنية ، حيث بين ان وزارة التنمية الاجتماعية تعيش تحولا عميقا وجوهريا في عملها، وهذا التحول يمس كافة جوانب التدخلات المهنية والفكر والسياسات الاجتماعية، على اعتبار ان التنمية تمثل سيرورة شاملة، اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، تهدف إلى تحقيق تقدم مستمر في المجتمع. وأكد حمام ان الفكر التنموي الاجتماعي الفلسطيني يقوم على مقاربات جديدة تمكينية وحقوقية وتشاركية وكذلك الاستثمار بالموارد المحلية. 

وهذه التوجهات الجديدة ترى في الخدمة الاجتماعية رأس حربة في عملية تحقيق التنمية، فالخدمة الاجتماعية التي نطمح لها هي تضمينة لا تترك احدا خلفها، وهي علاجية ووقائية وتنموية، وهي خدمة متعددة التوجهات والمجالات، ترتكز على الفهم الجديد لادارة الحالة وتنطلق من: الكرامة، والمساواة، واحترام قرارات وخيارات الناس، والاعتراف بجوانب القوة والضعف، والاعتراف بالطاقات الكامنة والمهارات. 

وشدد حمام على ضرورة ايجاد معالجات معرفية ومهنية لجملة من القضايا التي تعترض مجال الخدمة الاجتماعية وخصوصا الاشتباك والخلط المفاهيمي لكثير من القضايا والمصطلحات والمسميات الوظيفية، وتعزيز الشراكة ما بين النظري والتطبيقي أي ما بين الجامعة ومؤسسات الخدمة الاجتماعية والنقابة، وصولا إلى مهننة العمل الاجتماعي عبر قانون عصري ينظم مزاولة الخدمة الاجتماعية. 

وقدم أ. فايز الفسفوس عضو الأمانة العامة لنقابة الأخصائيين والنفسيين في فلسطين ورقة عن قانون تنظيم مهنة الأخصائيين الاجتماعيين الفلسطينيين الذي تم الانتهاء من صياغة مسودته ، وقدم تم صياغة القانون من خلال تشكيل وزارة التنمية الاجتماعية في بداية عام 2017 للجنة فنية وطنية مكونة من وزارة التنمية الاجتماعية كرئيس للجنة، وعضوية كل من نقابة الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين والجامعات الفلسطينية. 

وأوضح أن هذا القانون جاء ليلبي الحاجة لوجود قانون فلسطيني عصري يواكب التطورات في ميدان الخدمة الاجتماعية وينظم مهنة العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية ويسد الفراغ التشريعي الناظم لهذا المجال وينهض بالمستوى المهني للأخصائيين الاجتماعيين ويضمن سلوكهم وفقاً لمبادئ وقواعد أخلاقيات مهنة الخدمة الاجتماعية، كما أن هذا القانون يوحد المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في تخصص الخدمة الاجتماعية ويشجع الجامعات على تقييم المساقات التعليمية في تخصص الخدمة الاجتماعية وضمان تأهيل كاف لخريجي التخصص وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة. 

وفي نهاية العرض تم تلخيص المواد الأساسية التي تضمنها قانون مزاولة مهنة الأخصائيين الاجتماعيين الفلسطينية ومن بينها من يحق له ممارسة الخدمة الاجتماعية وشروط الترخيص لمزاولة الاخصائي الاجتماعي والتسجيل في سجل الأخصائيين الاجتماعيين. 

وعبر أ. محمد حواش مدير الإدارة العامة للإرشاد التربوي والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم العالي في مداخله له عن إعجابه بهذا اليوم الدراسي، مؤكداً التكاملية بين المرشدين التربويين ومؤسسات التربية والتعليم ومدير الإدارة العامة للإرشاد التربوي والتربية الخاصة في وزارة التربية والتعليم العالي والجهات المنظمة لهذا اليوم الدراسي

وفي ختام اللقاءتم  فتح باب النقاش والأسئلة للحضور والمحاضرين، وجرى تكريم المؤسسات الاجتماعية والتربوية والأهلية كما تم تكريم المرشدين التربويين .