سيناريوهات نهاية مسيرة العودة!

سيناريوهات نهاية مسيرة العودة!
 سيناريوهات نهاية مسيرة العوده!
دكتور ناجى صادق شراب

من السابق لاوانه الحديث عن تحول مسيرة العوده إلى خيار إستراتيجى للنضال الشعبى الفلسطيني . فما زالت في مرحلة الفعاليات والحراك الشعبى .ولتتحول لخيار إستراتيجى تحتاج لتوافر مقومات أولها الرؤية السياسيه التوافقيه، وتوفر الأمكانات الماليه والمجتمعيه الداعمه والحاضنه، وثالثا توسيع نطاقاتها المكانيه. والإشكاليه الكبرى التي تواجه المسيره كخيار إستراتيجى الإنقسام الذى يتناقض او يحول دون ذلك. ولذلك يبقى السؤال عن التصورات والنهايات للمسيره؟ التصور ألأول وقد يكون مستبعدا لأسباب كثيره إستمراية المسيره حتى تحقق هدفها المعلن وهو العوده النهائيه ،هذا السيناريو مستبعد لعدم توفر البيئة الداخليه والإقليميه والدوليه، فهذه العوده تبقى في التخيل السياسى والضمير الجمعى ،وترتبط بديمومة الصراع ووجوديته، فالهدف كا يبدو إدراك ان هذا الهدف مستبعد، ومن ثم إدراك إستحالة إستمرارا المسيره لوقت وزمن غير معلوم، لأن من شأن ذلك الولوج والدخول في سيناريوهات غير متوقعه، او قد تخرج عن السياق المرسوم للمسيره، وخصوصا أنه في مثل هذه الفعاليات الشعبيه العارمه من الصعوبة بمكان تطبيق الحسابات الرياضيه الرقميه الدقيقه والمتحكم فيها. وهذا قد يدخلنا للسيناريو الثانى ان النهاية تكون بإفتعال حادث هنا او هناك، وخصوصا من قبل إسرائيل يقود إلى مواجهة عسكريه تعيدنا لسيناريوهات الحرب في العلاقة مع غزه، وهذا السيناريو إحتمالاته كبيره لأسباب تزايد عدد الشهداء بشكل كبير ، اوإغتيال شخصيه قياديه او إطلاق بعض الأعمال العسكريه او القيام بعملية كبيره داخل إسرائيل تحت تاثير تطورات المسيره، والأهم من ذلك ان تبادر إسرائيل لخيار الحرب لإنهاء المسيره ، والتحكم في مسار رالأحداث والتطورات في غزه، وإستبدال حالة المسيرة التي لا تعمل لصالح إسرائيل، ويمكن ان تخلق حالة سياسيه إقليميه ودوليه ضاغطه على إسرائيل تفقدها السيطرة ، وتجبرها على دفع ثمن سياسى للمسيره أكبر مما تتوقع. فكما هو معلوم ألأنشطه السياسيه السلميه لا تعمل لصالح إسرائيل، وعليه الإحتمال الأكبر العمل على تحولها لخيار عسكرى وهذا السيناريو ليس صعبا على إسرائيل بإستهداف متزايد لأهداف إستراتيجيه لحركة حماس كمواقع التدريب والأنفاق.. أما السيناريو الثالث وإحتمالاته كبيره ، وقد يكون ألأقرب لحركة حماس وتجنبها لحرب لا يمكن التحكم في نتائجها، بل قد تكون نتائجها عكسيه، وتفرض على حماس واقعا سياسيا وثمنا سياسا اكبرـ وهو البحث عن مخرج سياسى لمسيرة العوده ، وهنا يمكن ان نرى تحركات سياسيه لأكثر من دولة كمصر ، وهى من اكثر ألأطراف التي قد تنعكس عليها تدهور الحالة السياسية ، وأن تدهور الأوضاع يمكن ان يعطى فرصة للجماعات السلفيه المتشدده، التي قد تدفع في إتجاه الحرب، بهدف إضعاف دور حماس كقوة أمنيه فاعله، ودور الإتحاد ألأوروبى من واقع المسؤولية الإنسانيه وألأخلاقيه،ولدول الإتحاد دور واضح في تخفيف المعاناة الإنسانيه، وتقديم المساعدات بشتى صورها،وهى تدرك أن إنفجار ألأوضاع في غزه قد يقود لحالة من الفوضى السياسيه والأمنيه لن تقتصر على المنطقه. وهذا السيناريو قد يحول دون الذهاب لخيار إنهيار غزه، وهو لا يعمل لصالح الحركه، ولا لصالح مليونيين من السكان يعيش اكثر من ستين في المائة منهم تحت خط الفقر مما يعنى الذهاب لخيار الإنفجار الداخلى . مضمون هذا السيناريو الوصول إلى صيغة تفاهم شامله تضمن ليس فقط وقف هذه المسيرات، بل تشمل أيضا صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل، وصولا لحالة من الهدنه شبه الدائمه، ورفع الحصار، وفتح المعابر ، والتفكير جديا في بناء ميناء بحرى أممى تشرف عليه أمنيا إسرائيل والإتحاد ألأوروبى ، وفى مرحلة متقدمه إنشاء مطار اممى ، هذا السيناريو قد يكون في إطار الرؤيه السياسيه المستقبليه لغزة لتكون نواة الدولة الفلسطينيه المستقبليه، السيناريو الأخير الأكثر إحتمالا  ، والذى يصب في مصلحة كل الأطراف المعنيه. 

ومما يؤكد على إحتمالية هذا السيناريو ان الحرب ليست خيارا مضمون النتائج، وليس من مصلحة دول المنطقة الجر لحرب في الوقت الذى فيه تشتد الحرب على الإرهاب ، والجماعات المتشدده،  وان هناك مصلحة مشتركه ان تبقى حماس قوة أمنيه قويه قادره على الحفاظ على إستقرار غزه، ولكن بدور سياسى مقبول .وهذا السيناريو ألأكثر واقعية وإحتمالا وقبولا.

[email protected]

التعليقات