لابد من المجلس الوطني وإن طال الجدل وإن طال السفر

لابد من المجلس الوطني وإن طال الجدل وإن طال السفر
لابد من المجلس الوطني وإن طال الجدل وإن طال السفر 
بقلم الأستاذ : إبراهيم أبو النجا

هي عادتنا التي درجنا عليها نحن الفلسطينيون قبيل انعقاد أي دورة من دورات المجلس الوطني منذ القرن الفائت وتتمثل في الرفض والتشكيك والتهديد والوعيد واللجوء إلى أساليب أخرى ، والاستعانة بقوى خارجية والتخويف والبحث عن البدائل إلي غير ذلك من الصيغ التي من شأنها الحيلولة دون عقد المجلس الوطني ... ثم ينعقد المجلس الوطني رغم ذلك كله ويبدأ بعدها عض الأصابع واجتراح الأعذار التي لا تزيد في وهنها عن وهن بيت العنكبوت ...

وحتى نقترب أكثر لابد من المرور على بعض المحطات لمن لم يعش تلك المراحل ونوضح المؤامرات التي تحطمت أمام الصمود والوعي والفطنة والحنكة السياسية .

- ألتمثيل الفلسطيني : أصبح للفلسطينيين ممثل شرعي وحيد رغم المؤامرة التي كانت تحاك لعدم الإعلان حتى لا يصبح للفلسطينيين ممثل واحد بل أكثر من ممثل وكان ذلك في مؤتمر القمة العربية بالرباط عام 1974م .

- في صيف 1979م عقد المجلس الوطني دورته في العاصمة السورية دمشق ، وكانت مؤامرة البعث العربي الاشتراكي تتمثل في شق الصف الفلسطيني من خلال الفصائل التابعة لنظامي البعث في العراق وسوريا ، وبعض الفصائل الأخرى التي كانت تظهر فلسطينيتها على استحياء إضافة إلى شخصيات مستقلة واضطلع بهذه المهمة السيدان : طارق عزيز وزير خارجية العراق وعبد الحليم خدام وزير خارجية سوريا حيث شكلا غرفة عمليات يديران المؤامرة من خلالها وسرعان ما اكتشف الفلسطينيون الوطنيون أبعاد المؤامرة وخطورتها فهبوا يهتفون من داخل قاعة المجلس أثناء انعقاده " غلابة يا فتح يا ثورتنا غلابة " وهاج المجلس كله بالهتاف لفلسطين ولمنظمة التحرير الفلسطينية وأفشل المخطط وفضح المتآمرون .

- في صيف عام 1982م كان الاجتياح الإسرائيلي للبنان للقضاء على الثورة الفلسطينية وكانت النتيجة أن غادرت القيادة الفلسطينية ببعض مقاتليها أرض لبنان دون أن تحقق الغزوة هدفها ..

- في عام 1983م حدث انشقاق في صفوف الحركة قاده بعض من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري آنذاك بتحريض ودعم وتكليف من النظامين السوري والليبي للانقضاض على منظمة التحرير الفلسطينية ولم ينل ذلك من المنظمة وقيادتها .

- في عام 1984م كان لابد من عقد دورة للمجلس الوطني لأن خللاً اعترى هيكليتها بدءاً برئاسة المجلس وانتهاء ببعض أعضاء اللجنة التنفيذية الذين كانوا لا يزالون يأتمرون بإمرة جهات عربية وأجنبية ونجح المجلس وانتخب هيئة رئاسة له ولجنة تنفيذية ورئيساً للجنة التنفيذية " ياسر عرفات رحمه الله " وكان ذلك في العاصمة الأردنية عمان .

- في خريف 1987م عقد مؤتمر القمة في عمان وبدأ الفلسطينيون يشتمون رائحة المؤامرة تطل من جديد برأسها لتنال من التمثيل الفلسطيني وبسرعة غير متخيلة هبت جماهير شعبنا في الأرض المحتلة تعلن انتفاضتها التاريخية .

- في خريف 1988م عقد المجلس الوطني دورته في الجزائر بعد حوار طويل مع الكل الفلسطيني المشكك في وحدانية التمثيل وأعلن عن ميلاد الدولة الفلسطينية يومها وقفت بعض القيادات قائلة : اذهبوا .... فإذا نجحتم وحققتم شيئاً فنحن سنلحق بكم ..

- في خريف 1993م أعلن في تونس عن ميلاد أول سلطة وطنية فلسطينية برئاسة المرحوم ياسر عرفات وعادت إلى أرض الوطن لتقيم الكيانية الفلسطينية وانهالت الاعترافات العالمية بها وأنتخب أول مجلس تشريعي على الأرض الفلسطينية وكان مفخرة لا تنسى في حياة شعبنا وكان ذلك عام 1996م ودعي إلى عقد المجلس الوطني وتم ذلك وانتخبت لجنة تنفيذية برئاسة ياسر عرفات كذلك .

- هذه المحطات كافة كانت مسبوقة بجولات حوار مضن حرصاً من القيادة الفلسطينية على الوحدة الوطنية وعلى تمثيل الكل الفلسطيني ، والذين كانوا يرفضون لا يملكون حجة مقنعة تستهوى الآخرين أو تجلبهم إلى خندقهم ، وتوالت النجاحات حتى أصبحت فلسطين عضواً مراقباً في الأمم المتحدة وهي على أبواب الاعتراف بها دولة كاملة العضوية ورغم ما لحق بنا من ألم وحزن شديدين نتيجة الانقسام الفلسطيني والذي شكل تراجعاً لقضيتنا أمام العالم إلا أننا أصبحنا معنيين بتجديد الشرعية أمام شعبنا وأمام العالم ، ولن يتأتي ذلك إلا بعقد دورة للمجلس الوطني ..

والسؤال العريض : الذي يطرحه الفلسطينيون الواعون للمؤامرة التي تحاك ضد مشروعنا ودولتنا وحقوقنا وقدسنا ..

القارئون لأبعاد رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس " أبو مازن " للمؤامرة الأمريكية ولقرار ومبادرة الرئيس ترامب وإعلانه أن أمريكا لم تعد طرفاً نزيهاً ولن نقبل أن يكون لها دور وبموجب ذلك خرجت أمريكا من المعادلة .

المؤيدون لأهمية وضرورة عقد دورة للمجلس الوطني تنفيذاً لقرارات المجلس المركزي ردّاً على مؤامرة ما يسمى بصفقة العصر القاضية بإعادتنا إلى الوطن البديل والتذويب وإلغاء وإنهاء ما تحقق للفلسطينيين من حقوق .... القول الفصل أيها الفلسطينيون ....

راجعوا محطات التاريخ واستذكروا أنه ليس لفلسطين إلا رجالها ... فلا تضيعوا دماء شهدائكم وعذابات أسراكم وجرحاكم ، وآلام شعبكم وكفوا عن الجدل والرفض وغادروا التيه ، وعودوا إلى شرعيتكم التي عبدت بالدم فهي خيمتكم وحاميتكم ولن ينفعكم سواها ... 

التعليقات